رووداو ديجيتال
أكد استاذ الحوزة العلمية في النجف، حميل الربيعي، أن حركة الصرخي ليست شيعية، وهو ليس عالماً، مشيراً إلى أن "المرجعية لم تستعمل التوظيف السياسي لخدمة حزب سياسي".
وقال الربيعي لشبكة رووداو الإعلامية عن حركة رجل الدين، محمود الصرخي، يجب أن "نفهم من وراء هذه الأحداث، ومن يمولها، ومن الذي يحركها، ولماذا في العراق، لكن في الواقع اننا عندما ننظر بعين دقيقة في هذه الأحداث نعلم أنها مرسومة مسبقاً لإثارة الفتة بين ابناء الشعب العراقي".
واتهم "يداً أجنبية خارج العراق صهيونية أميركية بريطانية من أعداء الشعب العراقي بكل قومياته بالقيام بهذا العمل، لأنهم يعرفون بأن الشعب العراقي شعب متدين، وعلى إثر ذلك يريدون أن يحدثوا فتنة للقتال بين أبناء الشعب العراقي، وهذا الأمر مخطط له من قبل الاستخبارات العالمية والإقليمية لسفك دم العراقي".
"حركة الصرخي ليست شيعية"
ونفى الاستاذ في الحوزة العلمية أن تكون حركة الصرخي شيعية، مؤكداً أن الذين افتعلوا الاحداث "مُسيرين من قبل أعداء الإسلام والعرب والشيعة، وأعداء الكورد، في ضوء الانسجام الموجود بين الشعب العراقي".
وشدد على أن "هؤلاء ليسوا شيعة وليسوا سنة وليسوا عرباً وليسوا كورداً، بل هؤلاء أدوات بيد عملاء الصهيونية، والصرخي ليس من العلماء، ولا يعرف من العلم شيئاً بل أجهل من الجاهل، وهو بعثي من اعداء الشعب العراقي، والمساجد التي هدمت ليست مساجد الإسلام بل مساجد النفاق والكفر والشرك".
ووجه الربيعي الاتهام أيضاً إلى "الإمارات لأنهم يستغلون مرور العراق بأزمة سياسية، لإحداث فتة، إلى جانب الدول الاقليمية المحيطة التي تريد القتال بين السنة والشيعة يفعلون ذلك، كما أن يداً خارجية صهيونية إماراتية وراء ذلك".
"الحكومة العراقية مقصرة"
استاذ الحوزة العلمية في النجف تحدث عن أهمية الضرائح في نفوس أهل العراق وقدسيتها، مؤكداً أن "هؤلاء جهلة لا يعرفون السياسية ولا الدين ولا المجتمع، بدليل أن قبلهم صدام حسين ضرب قبر الحسين بالمدفعية".
وحمّل الربيعي الحكومة العراقية مسؤولية ما وصلت إليه الأحداث قائلاً إنها "مقصرة وكان من المفترض منذ البداية أن توقف هذا العمل".
ورأى أن "مخططاً لإحداث الحروب الأهلية الداخلية تفتعل ما جرى في العراق، وهذه الحروب مرة باسم الدين والإسلام والسنة والشيعة ومرة باسم العرب والكورد ومرة باسم المسيحيين والايزيديين، فاليد الإسرائيلية والانكليزية والاميركية داخلة في العراق بعمق وتريد ان يحدث هذا".
"الفتنة أخطر سلاح يهدد العراق"
استاذ الحوزة الدينية في النجف اعتبر ان أخطر سلاح يهدد العراق هي "إثارة الفتنة، كما أن حزب البعث لم ينتهي، وهذا الحقد من أعداء الشعب العراقي"، محذراً من "حرب الاسلام بالإسلام أي الدين بالدين، حيث يأتون ويتلبسون بثوب الدين وثوب الاسلام وفي باطنهم كفر ونفاق، وحقد لخداع الناس".
وعن رأي المرجعية العليا في العملية السياسية والانسداد السياسي قال الربيعي إن "المرجعية العليا قالت كلمة في الانتخابات، وهي نحن نقف على بعد واحد من جميع الكتل السياسية، سواء إسلامية أو علمانية، لا نقول لكم انتخبوا الحزب الفلاني، لكن عليكم أن تنتخبوا الإنسان الشريف الكفوء العالم النزية، فالمرجعية لم تستعمل التوظيف السياسي لخدمة حزب سياسي، وليس لدينا حزب أو كتلة إسلامية تكلمت باسم المرجعية، إلا تجار الدين والسياسة، ولذلك الشعب العراقي نبذهم".
"المرجعية توجه الأطراف السياسية بصورة غير مباشرة"
وبشأن توجيهات المرجعية للكتل والأطراف السياسية أشار إلى أنه "سواء الإطار التنسيقي أو التيار الصدري، المرجعية توجههم بصورة غير مباشرة، فالمرجعية دورها أبوي للعرب والكورد والتركمان، وحتى لغير المسلمين، فنحن لسنا طائفين ومتطرفين".
وأكد أنه "لا نريد أن نسيس الدين أي نستعمله كأداة سياسية، إنما نريد أن نُدين السياسة أي نجعل السياسي المتدين الشريف يحافظ على الشعب العراقي والإسلام ووحدة الشعب العراقي والمسيحي".
وتساءل عن الجهة التي مدت الصرخي بالأموال "ليبني أكثر من 50 مسجداً؟"، موضحاً أن "الانقسامات ليست فقط في البيت الشيعي فهي موجودة في البيت الكوردي والسني ايضاً، الذي أعرفه أن المخلصين من كل الاطراف يسعون إلى جمع الكلمة، وفك الانسداد السياسي، إذاً الحرب الناعمة تعمل على إثارة الفتنة بين العرب والكورد والسنة والشيعة، وهي أخطر من القنبلة الذرية التي يحملها أعداء الاسلام".
وعلى إثر خطبة اعتبرت تحريضاً لهدم القبور والمزارات الدينية، انتفض أهالي قضاء القاسم في محافظة بابل وأضرموا النيران في جامعٍ لاتباع الصرخي ليلاً، احتجاجاً على ما صدر من أحد الخطباء الصرخيين في المدينة، وتم هدمه وتسويته من قبل بلدية القضاء، وأعادت الحكومة المحلية ملكية الأرض الى مرآب القاسم التابع لوزارة النقل العراقية.
في حين اعتبر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، "هدم المساجد لا يقل خطورة عن هدم المراقد".
جاء ذلك في تغريدة للصدر على "تويتر"، الأربعاء (13 نيسان 2022)، وذكر فيها أن "ما حدث من ردة فعل شعبية ضد المحسوبين على المذهب المطالبين بهدم المراقد لأمر مستحسن"، عازياً ذلك إلى أن "غضبة حق ودفاع عن الدين والمذهب وعشق للمعصومين سلام الله عليهم أجمعين".
كما أن محكمة تحقيق العمارة، أصدرت مذكرة قبض بحق المتهم محمود عبد الرضا الملقب بالصرخي، وفق أحكام المادة (372) من قانون العقوبات التي تنص على معاقبة من يعتدي بأحد الطرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية أو حقّر من شعائرها.
من جانبها أعلنت وزارة الداخلية العراقية إغلاق مقار رجل الدين محمود الصرخي في البلاد.
جاء هذا التأكيد عقب تصريحات لانصار وخطباء تابعين للصرخي تدعو لتهديم مراقد دينية في العراق، ما اثارت موجة من السخط الشعبي.
وذكر بيان الوزارة الذي تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه ان الداخلية "تتابع بحرص ومسؤولية تعزيز الامن والاستقرار والحفاظ على السلم المجتمعي"
وأوضحت ان "الانفعالات الشعبية والتظاهرات التي انطلقت في عدد من المحافظات على خلفية دعوات وخطب مشبوهة تسترت برداء الدين اطلقها نفر ضال ومنحرف وتخريبي تضمنت اساءات لعقائد ومشاعر المواطنين في منحى هدفه اثارة البغضاء بين صفوف ابناء شعبنا ولتحقيق اهداف خبيثة غادرها العراقيون الى غير رجعة."
واغلقت وزارة الداخلية "وفقاً للضوابط القانونية مقار هذه الحركة المنحرفة واعتقلت بمذكرات قضائية المنحرفين المتجاوزين على المشاعر والعقائد لينالوا جزائهم العادل امام القضاء".
وجددت الوزارة تأكيدها ان القانون "هو الطريق الوحيد للقصاص واستعادة الحقوق، وان اي ردود فعل فردية او جماعية غير منضبطة في هذا الشأن تمثل اعتداء مرفوضاً على النظام والقانون وهي سلوكيات مدانة قانوناً ومرفوضة من كل المرجعيات الدينية الرشيدة ولا تخدم سوى اصحاب الفتنة والمتآمرين على السلم الاهلي".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً