رووداو ديجيتال
نفى القيادي في حشد وزارة الدفاع العراقية، عبدالرحمن الجزائري، مسؤولية الحشد الشعبي عن استهداف مدينة أربيل، مشيراً إلى أن ضرب إقليم كوردستان وزعزعة أمنه "أمر مرفوض ولا يقبله أي شريف"، وأكد أن "تواجد الحشد الشعبي في المناطق الشمالية أمر غير صحيح لأنه يؤدي إلى حدوث اصطدام".
وقال الجزائري لشبكة رووداو الإعلامية إن "الضربات على أربيل والقواعد الاميركية لها أسباب كثيرة ومنها تصريحات إيران التي لها نفوذ في العراق واضح جداً، ووجود مجاميع خاصة تسمى بالمقاومة الإسلامية ولأن قرار البرلمان لم ينفذ على أرض الواقع، فإن المقاومة تلجأ إلى استهداف أي قاعدة أميركية".
وفي 5 كانون الثاني 2020، أصدر البرلمان العراقي قراراً بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، بعد يومين من اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس بضربة أميركية قرب مطار بغداد الدولي.
وحول مدى إعطاء الشرعية لتلك الفصائل، قال الجزائري: "ليست القضية بإعطاء الشرعية، فالمقاومة الإسلامية موجودة منذ عام 2003 ومتجزئة فجزء منها يسمى جيش الإمام المهدي من أتباع التيار الصدري، وكانت العمليات أكثرها في بغداد والنجف، لكن بعدما توسعت القضية، حصلت هنالك إمدادات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالدعم المادي والمعنوي والتوجيهات حتى في خارج العراق في سوريا وفلسطين واليمن، وهذا لا يخفى، ولا يمكن أن نغير الحقائق".
وتابع أن "هيئة الحشد الشعبي تتبع مكتب رئيس الوزراء وهي خليط متجانس من الشبك والكورد والعرب السنة والشيعة، أما ضرب المواطنين في أربيل أو أي مكان فلا يقبله أي شريف، رغم الخلافات السياسية الواضحة بين المركز والإقليم التي قد يستغلها الجار لمصالح معينة، لكن ليس لذلك علاقة بتحرك الحشد الشعبي أو ضرب المقرات الأميركيين رغم أن أميركا تقوم بعمليات استفزازية، لكن لا يمكن اتهام الحشد الشعبي بدون أي دليل، وهناك محكمة ترتبط باستخبارات الحشد الشعبي ترفع دعوى على كل من يطلق النار".
وألقى بجزء من اللوم على أربيل وبغداد، بالقول: "هنالك خطأ من حكومة المركز وإقليم كوردستان، حيث كان ينبغي التفاوض بينهما على إخراج المحتل الاميركي من كافة أراضي العراق"، مبيناً أن "هنالك أجندة تركية ضد كوردستان والحكومة العراقية بسبب قرب الانتخابات والتغيير السياسي الذي بات قريباً، فالانتخابات مهمة جداً في ظل الصراع الأميركي - الإيراني على الساحة العراقية".
وفي الساعة 09:50 من مساء أمس الأربعاء (14 نيسان 2021)، تم استهداف مقر التحالف الدولي في مطار أربيل الدولي بهجوم صاروخي نُفذ عن طريق طائرة مسيرة بدون طيار تحمل مادة TNT، وفي الساعة 9:10 من مساء أمس أيضاً، أطلقت أربعة صواريخ على معسكر زيلكان في بعشيقة الذي يتمركز فيه الحشد الوطني والقوات التركية، ما أسفر عن مقتل جندي تركي، وأثارت تلك الهجمات ردود فعل مستنكرة على مستوى إقليم كوردستان والعراق وكذلك العالم.
القيادي في حشد الدفاع أوضح أن "استهداف أربيل أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ونحن نتألم عندما يهتز الوضع الأمني في أربيل لكن هنالك مشاكل عالقة بين المركز والإقليم تتعلق بالمسائل النفطية والاقتصادية ومشاكل الحدود".
وحول العلاقات بين الحشد الشعبي والبيشمركة، لفت إلى أن "الحشد الشعبي متعاون مع الإقليم على حماية الوضع الأمني، وعلى حكومة كوردستان أن ترفع لهجة الطاولة المستديرة مع الحكومة العراقية والحشد الشعبي والتعاون بينه وبين البيشمركة، خاصة أن قيادة العمليات المشتركة وضعت حدوداً مرسومة للحشد الشعبي"، مبيناً أن "البيشمركة قوة متكاملة من حيث التسليح والقيادة الحكيمة لحماية المواطنين العزل، لكن بيان حكومة الإقليم كان فيه اتهامات للحشد الشعبي، في حين أن قيادات الحشد الشعبي لا تقبل أي خرق أمني في كل العراق".
ولم ينكر الجزائري وجود خروقات في صفوف الحشد، بالقول: "هنالك متسللون في هيئة الحشد الشعبي والاختراقات موجودة في كل المنظومة العسكرية، ولست هنا بصدد تزكية الحشد الشعبي، كما أن تواجد الحشد الشعبي في المناطق الشمالية أمر غير صحيح لأنه يؤدي إلى حدوث اصطدام خاصة مع وجود قواعد أميركية في المنطقة، لكن الاستخبارات موجودة وإذا كان هنالك أي صاروخ أطلق من قبل الحشد الشعبي فإنه سيتحمل المسؤولية وكذلك يتحملها القائد العام للقوات المسلحة".
ووجه القيادي في الحشد اصابع الاتهام الى تركيا بالقول إن "شركات تابعة لتركيا تريد زعزعة أمن بغداد وأربيل والمشاركة في خطة بايدن لتقسيم العراق لكن هذا المشروع سوف لن ينجح لأن جزءاً من العراق تابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأكد أن هنالك خطة "لتحويل أربيل إلى منطقة عسكرية وهذه المحاولات تستمر حتى إجراء الانتخابات بأجندة استخبارية الخارجية سواء من إيران أو تركيا أو الخليج العربي"، مبيناً أن "التدخل الإيراني لا يمكن أن ينقطع ولا يمكن انتزاع المكون الشيعي عن إيران، وكذلك لا يمكن انتزاع القومية الكوردية من كوردستان وتحركاتهم وبنائهم لمحافظاتهم وحبهم للعراق، وجعل الخليج العربي غير مرتبطة بالمحافظات الغربية، والمشكلة في السياسيين الذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه".
ومن المقرر أن يشهد العراق في 10 تشرين الأول المقبل انتخابات مبكرة، بعد تأجيلها سابقاً من موعدها الأول الذي كان محدداً في 6 حزيران 2021.
تحرير: شونم عبدالله
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً