وزير الخارجية لرووداو: هجرة السوريين إلى العراق مستمرة

15-06-2023
رووداو
الكلمات الدالة فؤاد حسين العراق سوريا
A+ A-

رووداو ديجيتال

أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن هجرة السوريين إلى العراق مستمرة، محذراً من أن "تدهور الأوضاع في سوريا سيؤثر على العراق".


وقال فؤاد حسين لمراسل شبكة رووداو الاعلامية زنار شينو، يوم الخميس (15 حزيران 2023) إن المساعدات للاجئين السوريين تقدم عن طريق المنظمات الدولية، من بينها مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة UNHCR والتي تشرف بنفسها على شؤون اللاجئين ومخيمات اللاجئين السوريين في كوردستان العراق، و"من خلالها تصل المساعدات اليهم".

بشأن الموقف الأوروبي من التقارب العربي مع سوريا، اعتبر أنه "في أوروبا باتوا أسرى لمواقفهم، وبعض قادة دول أوروبا تحدثوا كثيراً عن ضرورة رحيل الحكومة السورية وتقديمها للمحكمة، والآن يواجهون مشكلة بأنفسهم، وهي أنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع الوضع"، محذراً من أن "استمرار الوضع في سوريا على حاله أمر سيء للأوروبيين أيضاً، وباتت مسألة اللاجئين مشكلة في بلدانهم".

في هذا الصدد تابع أن "اللاجئين مستمرون بالتوافد، والوضع لا يزال سيئاً"، مبيناً أن "الوضع السيء في سوريا سيدفع إلى قدوم لاجئين من دول أخرى أيضاً، لأنه يؤثر من الناحية الأمنية، كما يؤثر على الوضع الاقتصادي في بلدان مثل لبنان".

وأشار إلى أن الأوروبيون "يبحثون عن طريقة يغيرون من خلالها مواقفهم، لأنهم في برلماناتهم ووسائل إعلامهم وأحزابهم عبّروا عن مواقف (ضد الحكومة السورية)، ومن الصعب عليهم تغييرها الآن، لكن هذه مشكلتهم".

كما أشار إلى الصعوبات التي يواجهها السوريون في حياتهم، مضيفاً: "من الطبيعي أن ينهار مجتمع يسير على هذا المنوال، وسيكون لانهياره تأثير سلبي كبير على العراق".

في هذا السياق أوضح: "نحن جيران سوريا، وفي حال حصل إنهيار هناك سيأتي الآلاف السوريين إلى العراق، لقد بدأوا من الآن وهناك هجرة من سوريا إلى العراق. الأمر لا يتعلق باللجوء، لكنهم لا يستطعيون العيش في بلدهم، ونحن والسوريون ندفع ضريبة ذلك، والأوروبيون لا يدركون إلى أين تتجه سياستهم، وهي سياسة مثيرة للاستغراب". 

بشأن حل هذه المعضلة بيّن وزير الخارجية العراقي: "لا نقول لهم تعاملوا مع النظام السوري، لكن عليكم أن تجدوا طريقة لحل بعض المشاكل التي يعاني منها السوريون، ومن جانبا نواصل مباحثتنا معهم".

فؤاد حسين تطرق إلى اجتماعاته مع المسؤولين الأوروبين من بينهم مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بويل، واجتماعه يوم غد الجمعة مع وزير الخارجية الفرنسي في باريس، مؤكدأ: "ينبغي أن تتغير سياستهم". 

ولفت إلى أن "العراق بات مستهلكاً للمخدارت بعد أن كان ممراً لها وهي تهرب اليه من دول عدة من بيها سوريا، وهذا الوضع يشكل خطراً على المجتمع العراقي".

وتابع: "لذلك علينا العمل على حل المسألة السورية، لا أقول إنها ستحل، لكن يمكن إدارة هذه الأزمة خطوة بخطوة"، مستطرداً: "لا يمكن إدارتها من قبل دولة لوحدها، بل هناك حاجة للدول الإقليمية والتعاون على الصعيد الدولي".

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، نوه الى ان "السوريين يبحثون عن الحياة ولا يمكن إغلاق الباب أمامهم".
 
أما بخصوص استئناف صادرات نفط اقليم كوردستان الى ميناء جيهان التركي، قال إنه "قرار يتعلق بالجانب التركي"،  مشيراً إلى "وفداً تركياً سيزور العراق خلال الأيام المقبلة لبحث موضوع الصادرات النفطية".

للمزيد من الأخبار تابعوا موقعنا على تلغرام

وزير الخارجية فؤاد حسين وصل يوم أمس إلى بروكسل للمُشاركة بالمؤتمر الدولي السابع حول مستقبل سوريا والمنطقة.
 
ويسعى مؤتمر بروكسل المنعقد بالبرلمان الأوروبي الذي انطلق يوم أمس ويستمر إلى اليوم، إلى جمع الأموال لإغاثة اللاجئين السوريين.
 
والعام الماضي، تعهد المانحون بتقديم أكثر من 6.7 مليارات دولار للاجئين السوريين، والمجتمعات المضيفة لهم.
 

 
يشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دعت اليوم إلى "تحرك فوري لمعالجة الوضع الحرج في سوريا"، محذرة من أن "كلفة عدم التحرك لن تحتمل".
 
يذكر ان وزير الخارجيَّة فؤاد حسين ألقى، اليوم الخميس كلمة جُمْهُوريَّة العراق في المؤتمر السابع لدعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي يعقد في العاصمة البلجيكيَّة بروكسل، جاء نصها على النحو التالي:
 
أصحاب المعالي السادة وزراء الخارجيَّة المحترمون..
 
سيادة جوسيب بوريل/ الممثل السامي للإتحاد الأوروبيّ للشُؤُون الخارجيَّة والسياسيَّة والأمنيَّة/ نائب رئيس المفوضية الأوروبيَّة المحترم..
الحضور الكرام …
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
فإنه لمن دواعي السرور حضور وفد جُمْهُوريَّة العراق للمُشارَكة في مؤتمر بروكسل السابع حول " دعم مستقبل سوريا والمنطقة " الذي تحتضنه العاصمة البلجيكيَّة.. وإسمحوا لي أنَّ أقدم الشكر للإتحاد الأوروبيّ على حسن التنظيّم لمؤتمرنا هذا وحفاوة الإستقبال.. واضعين أمام أعيننا كل الجُهُود التي تبذلها دولنا للوصول إلى الحلول التي تكفل وضع حد للأزمة السوريَّة التي دخلت عامها الثالث عشر وإنهاء المعاناة الإنسانيَّة التي يمر بها الشعب السوريّ.
 
لا تزال تداعيات الأزمات الإنسانيَّة الثقيلة تلقي بآثارها الوخيمة على الشعب السوريّ الذي يمر بفترات وأحوال معيشيَّة صعبة جراء الأزمة المندلعة بالبلاد التي لم تنطفيء نيرانها منذ أكثر من عقد من الزمان، والتي شهد خلالها السوريون ويلات الحرب ونتائجها المدمرة، وواجه مآسي التهجير وصعوبات الغربة، وتحمل ضغط العقوبات وعواقب الحصار، وعانى من النقص الشديد في الخدمات الأساسيَّة كالغذاء والمياه والكهرباء والوقود والصحة، وذاق مرارة العيش في مخيمات اللاجئين وظروفها القاسيَّة. هذه المعاناة الآخذة بالإستمرار رغم كل الجُهُود التي بذلها ويبذلها المجتمع الدوليّ – دولاً ومنظمات ومؤسسات – للتخفيف من وطأتها وفضاعتها التي تهدد الحياة اليوميَّة للسوريين.
 
لقد أكَّدت جميع مواقف العراق المعلنة من أنَّ تسويَّة الأزمة السوريَّة وإنهائها، لن يتحقق إلا من خلال الحلول السياسيَّة السلميَّة التي تفضي إلى وقف تداعياتها والحد من آثارها السلبيَّة على سوريا ودول المنطقة والعالم، وبالشكل الذي يتماشى مع متطلبات قرار مجلس الأمن 2254 ويكفل للشعب السوريّ الحياة الكريمة والآمنة، ويمكنه من مُواجهة الآثار التراكميَّة للمحن التي تعرض لها والمرتبطة بتأمين الكثير من شُؤُون حياته وغذائه وسكنه وأمنه، وتجاوز مصاعب واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً على النطاق الإنسانيّ.
 
مما لاشك فيه، أنَّ سوريا قد عانت من أضرار وخسائر بشريَّة وماديَّة جسيمة بسبب الزلزال المدمر الذي ضربها في شهر شباط الماضي وما تبعه من هزات إرتداديَّة، وفاقمت هذه الأضرار من معاناة مواطنيها – الموجودة بالأساس – وتركتهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانيَّة لتغطيَّة إحتياجاتهم اليوميَّة الضروريَّة والملحة من مأوى وغذاء وماء ودواء. إذ جاءت كارثة الزلزال التي تضرر منها ملايين السوريين لتزيد المعاناة الإنسانيَّة أكثر سوء. ولذلك، يؤيد العراق ما تم إتخاذه من إجراءات لتخفيف القيود والعقوبات المفروضة على سوريا والرفع الجزئيّ عن مواد الإغاثة لمُواجهة التداعيات المدمرة للزلزال.. ويشدد العراق على أهمّيَّة تسهيل دخول الإحتياجات عبر الحدود ونقاط العبور المتاحة إلى المستفيدين منها ونقل وإرسال مواد الإغاثة لنجدة المتضرين والمحتاجين في جميع أنحاء سوريا، الذين لا يزالون يعانون من تبعات وآثار الزلزال.
 
كما يجدد العراق دعواته السابقة إلى المجتمع الدوليّ إلى التعامل الجدي مع التهديدات التي يمثلها مُخيَّم الهول في مُحافظة الحسكة في سوريا الذي يضم آلاف الأشخاص من جنسيات مُختلِفة، وأغلبهم من النساء والأطفال من أسر وعوائل عناصر تنظيم داعش الإرهابيّ، ويناشد الدول المعنيَّة بالسعيّ الحثيث لتحمل مسؤولياتها وإتخاذ الخطوات اللازمة لترحيل مواطنيها إلى بلدانهم الأصليَّة وضمان إعادة تأهيلهم وإندماجهم ضمن المجتمع وحسب القوانين المرعيَّة في كل بلد، وبالشكل الذي يمكن أنَّ يساهم في إيجاد حل نهائيّ لحسم موضوع المُخيّم والحد من مخاطره المُستقبليَّة على المنطقة والعالم.
 
وبالعودة إلى التطورات التي شهدتها العلاقات العربيَّة السوريَّة، وآخرها قرار جامعة الدول العربيَّة المتخذ بتأريخ 2023/5/7 بعودة سوريا إلى شغل مقعدها في الجامعة وحضور إجتماعاتها لا سيما مشاركتها بإجتماع القمة العربيَّة المنعقد في المملكة العربيَّة السعوديَّة بتأريخ 2023/5/19، فإن جُمْهُوريَّة العراق كانت من أوائل الدول التي دعت إلى ذلك إنطلاقاً من إيمانها بأن تلك العودة تشكل جزءاً من سياسة الحل للأزمة السوريَّة، وبداية المسار نحو إيجاد التسويَّة النهائيَّة لها، وضرورة إغتنام كل السُبُل لوقف تداعياتها وآثارها الوخيمة، وهو ما يستدعي جلوس جميع الأطراف على طاولة الحوار والتفاوض وإظهار العزم والجدية والإرادة للتوصل إلى الحل السياسيّ الذي يعتبر السبيل الوحيد الذي سيؤدي إلى إنهاء الأزمة وإعادة الأمن والإستقرار إلى الأراضيّ السوريَّة ووقف معاناة مواطنيها وتهيئة السُبُل لإعادة إعمار المناطق التي تدمرت بفعل الصراعات وتوفير المتطلبات اللازمة لعودة آمنة وطوعيَّة وكريمة للنازحين داخل سوريا والمهجرين واللاجئين خارجها.
 
وفي ضوء ما تعرض إليه المواطنون السوريون من محن إنسانيَّة، فإن العراق قد فتح أبوابه لإستقبال اللاجئين الذي فروا من آثار الصراعات. إذ يستضيف على أراضيه في كوردستان العراق قرابة (260) الف مواطن سوريّ، عاملهم على قدم المساواة بالمواطنين العراقيين وسمح لهم بمزاولة نشاط العمل في الأسواق، كما وفر لما يتجاوز (35%) منهم ممن يقطنون بمخيمات اللاجئين المتطلبات الإساسيَّة لسُبُل العيش الكريم والمساعدات المطلوبة لتأمين إحتياجاتهم من مواد غذائيَّة وغير غذائيَّة وطبابة وتعليَّم، وذلك بالتنسيق والتعاون مع مفوضيَّة الأمم المتحدة الساميَّة لشُؤُون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالميّ، وبالشكل الذي يضمن لهم عودة كريمة وآمنة وطوعيَّة إلى بلادهم حال إستتباب الإستقرار والأمن في مناطق سكناهم. ويؤكد العراق – ضمن هذا المجال – أهمّيَّة الدعم الدوليّ لتوفير التمويل اللازم لمساعدة الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين على أراضيها ومشاركتها في تحمل أعباء توفير الإحتياجات الأساسيَّة لهؤلاء اللاجئين.
 
وفي الختام، يتطلع وفد جُمْهُوريَّة العراق إلى ملتقانا هذا للخروج بالنتائج التي تعزز من جُهُودنا الوطنيَّة والإقليميَّة والدوليَّة لوقف وإنهاء المعاناة الإنسانيَّة للشعب السوريّ ووضع حد نهائيّ وشامل للأزمة السوريَّة بما يبعث في نفوس السوريين الأمل بمستقبل أفضل وتجاوز جميع الآلام والمآسي التي كابدوها طيلة سنوات اندلاع الصراع.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب