رووداو ديجيتال
تفاجأ الوسط الثقافي العراقي اليوم الاثنين 15 كانون الثاني 2024، برحيل الكاتب والصحفي المعروف حسن العاني، عن عمر 81 عام، الذي وصف بـ "أستاذ العمود الصحفي في الصحافة العراقية". وكانت قد صدرت له كتب مهمة، ابرزها: "بانتظار الملك.. مئة مقالة صباحية"، و"دفتر صغير على طاولة"، ومجاميع قصصية: "سيد الاشجار"، و"ليلة الاحتفاء بالحرية"، و"تلك كانت النهاية"، التي قال عنها الشاعر والكاتب عارف الساعدي، مدير عام دائرة الشؤون الثقافية اليوم: "(تلك كانت النهاية) المجموعة القصصية الأخيرة لحسن العاني الذي لم يسعفه الوقت لرؤيتها فهي مازالت في مطابع دار الشؤون الثقافية . رحيله خسارة كبيرة للوسط الصحفي والثقافي".
وعلى مدى أكثر من ستين عاما عمل العاني في صحف ومجلات كثيرة، داخل العراق وخارجه، اهمها مجلة "ألف باء" التي عمل فيها منذ عام 1986، وقال عن هذه الفترة: "تمكنت خلالها من امتحان قابلياتي في كتابة التحقيق الصحفي وإجراء اللقاءات، وكنت أتمتع بقدر من الجرأة لم أتوقعه من قبل، وقد كنت اكتب العمود والمقال فقط، حتى منعت من كتابة العمود من قبل وزير الاعلام انذاك، ومنع الكتابات النقدية الساخرة التي شملتني انا والكاتب داود الفرحان فقط، ولهذا لم يتسنَّ لي كتابة العمود في (ألف باء) سوى النزر اليسير".
إضافة إلى عمله في وسائل اعلامية عديدة، مثل الصحافة والاذاعة التي كتب لها مئات البرامج السياسية والثقافية والمنوعة، وتميز بكتابة العمود الصحفي حتى لُقب بـ"استاذ العمود الصحفي في الصحافة العراقية.
الكاتبة والصحفية منى سعيد التي لازمته في العمل الصحفي لسنوات طويلة، قالت لرووداو:" كنا اليوم على موعد لقاء مع مجموعة أصدقاء وأفاجأ قبل ساعتين فقط من الموعد باتصال ابنته وطلبها بتأجيل اللقاء لسوء حالته الصحية، واقترحت الذهاب لبيتهم ونقله للمستشفى لكنها قالت أن الطبيب سيأتي إليه الساعة الثانية ظهرا.. قبل اقل من ساعة أخبرت بنبأ وفاته".
"يا إلهي كم روحك خضرة وشفافة، لم تتحمل ألمك لساعات وغادرتنا على عجل، أخي وزميلي"، وضافت وهي ترثي حسن العاني : "هو صديقي وأستاذي وعشرة العمرالأستاذ حسن العاني في ذمة الخلود.. ستبقى أبا عمار خالدا بيننا بمنجزك الأدبي الرائع وبخلقك الكريم وبروحك المرحة وبسخريتك التي لا تفارقنا أبدا".
الكاتب فلاح المشعل، قال في رثاء زميله حسن العاني:"هزني واحزنني خبر رحيلك أبا عمار الكبير والحبيب، برحيلك تنتهي مرحلة الصحافة المكافحة والمناورة من أجل بقاء الضوء العراقي، والنفس العراقي.. والنقاء حين يصبح قلما ً ناطقا ً ومعبرا عن ضمير الشعب" .واضاف:"حسن العاني صاحب المواقف الشجاعة أيام مجلة "ألف باء" قبل 2003 والكاتب الذي لم يرتدي غير أسم وتاريخ وإرادة حسن الذي مُنع من الكتابة والنشر بقرار من عبد حمود مستشار الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، وبقي يكتب وينشر بأسماء بقية الزملاء الذين تضامنوا مع العاني، وبعلم رئيس التحرير آنذاك الراحل الكبير أمير الحلو".
ونبه الى ان "حسن العاني قبل 2003 هو حسن العاني بعد 2003 لم يدع بطولة كما الأدعياء المزيفين، وهو كان الإعلامي الأكثر إزعاجا لنظام صدام إلى جانب داود الفرحان وحاتم حسن، والعاني رجل المواقف التي يتقدم فيها للدفاع عن الحق والمبدعين وشرف الكلمة الصادقة، وبالنسبة لي كان وسادة الأمان التي أتحدث أليها بطمأنينة تامة ودون خوف من وشاية، قبل وبعد 2003".
وأوضح الكاتب فلاح المشعل قائلا:"كان حسن العاني أشبه بخيمة روحية لنا وصديقا رائعا ً ومعلما كبيرا، يحسن إداء النصائح لنا دون أن يشعرنا بدور المعلم، بل الصديق الذي يريد أن يتعلم منا. .يقف الأستاذ حسن العاني في الصف الأول لكتّاب العمود الصحفي الذي يحمل شحنات نقدية ودلالية عميقة يرويها بروح القص الممتع لتعبر عن مضامين اجتماعية وإنسانية بالغة العذوبة.. خسرناك يا أجمل روحاً أعطته الصحافة العراقية في نصف قرن. وداعا أيها المعلم الكبير".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً