الرياضة تمنح الأمل لمصابي حرب داعش في الموصل

14-11-2024
رووداو
مدينة الموصل تشهد عدداً كبيراً من المقعدين والمصابين نتيجة حرب استمرت ثلاث سنوات مع داعش
مدينة الموصل تشهد عدداً كبيراً من المقعدين والمصابين نتيجة حرب استمرت ثلاث سنوات مع داعش
الكلمات الدالة الموصل
A+ A-

رووداو ديجيتال

نينوى، ثاني أكبر محافظة في العراق بعد بغداد، وتحتضن مدينة الموصل، التي تشهد عدداً كبيراً من المقعدين والمصابين نتيجة حرب استمرت ثلاث سنوات مع داعش، لكل واحد من هؤلاء الضحايا قصته المؤلمة والخاصة، التي تجسد معاناته وإصراره على الحياة.

فادي السبعاوي، أحد ضحايا حرب داعش في الموصل، فقد إحدى ساقيه بسبب الحرب، لكنه يمارس الرياضة بإصرار، حيث يلعب كرة القدم يومياً بساق واحدة معتمداً على عكازيه. 

يقول فادي السبعاوي، الذي يُعرف كلاعب مقعد: "الإعاقة لا توقف أحداً، ألعب حسب قدراتي بالعكازات، كما أن صاحب الطموح لا يقف في وجهه أي شيء."

يجوب فادي أحياء الموصل القديمة ويستعيد ذكريات الأيام الماضية، متذكراً اليوم الحزين الذي فقد فيه ساقه ومع ذلك، يسعى إلى محو الذكريات السيئة عبر التفاعل مع أهالي المدينة وخصوصاً الضحايا من أمثاله، ويشاركه الأطفال اللعب في الأزقة، مجسداً روح الأمل.

يستذكر فادي الحادث قائلاً: "أخبرنا والدي أن لا يخرج أحد، إذ كانت عمليات التحرير قد بدأت للتو، كنت أقف أمام باب المنزل، وكل ما حدث استغرق ثواني حيث سقطت قذيفة هاون وتطايرت الشظايا."
وأضاف: "قبل إصابتي، كنت رياضياً وأمارس كرة السلة والطائرة وكرة القدم. بعد الإصابة، أعاد لي الملعب الأمل، وبدأت ممارسة كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة، وكان شعوري حينها لا يوصف".

في مدينة الموصل، يوجد نادٍ رياضي للمقعدين يلعب فيه عشرات اللاعبين، بمن فيهم فادي، الذي يتدرب في النادي ثلاث مرات أسبوعياً، ويحلم بأن يصبح أحد أبرز اللاعبين على مستوى العراق. يقول فادي: "قبل الإصابة، كنت رياضياً وأمارس كرة السلة والطائرة وكرة القدم. الملعب أعاد لي الحياة، ومارست كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة بشعور لا يوصف."

تأسس نادي نينوى لكرة القدم للمقعدين في عام 2020، ويضم أكثر من 30 لاعباً، جميعهم من ضحايا حرب داعش، معظمهم فقد ساقه، لكنهم لا يزالون يمارسون الرياضة بشغف. يقول هيثم حازم، رئيس لجنة كرة القدم في نينوى، وهو لاعب مقعد: "أغلب اللاعبين تعرضوا للإصابات في الموصل جراء الحرب، بعضهم بسبب أخطاء طبية أو حالات ولادية، لكن العدد الأكبر هم من ضحايا الحرب."

قال هيثم حازم  رئيس لجنة كرة القدم في نينوى ولاعب مقعد: "معظم اللاعبين تعرضوا لإصابات خلال الحرب في الموصل، وبعضهم أصيب نتيجة أخطاء طبية أو بسبب حالات ولادية، لكن الغالبية العظمى هم من ضحايا الحرب".

في عام 2014، وقعت نينوى تحت سيطرة داعش، مما أدخلها في حرب دامية استمرت لثلاث سنوات، اتخذ فيها داعش من الموصل عاصمة لخلافته، وأسفرت عن إصابة العديد من المدنيين أثناء عملية تحرير المدينة.

يوجد الكثيرون مثل فادي في الموصل، ممن فقدوا أطرافهم أو أبصارهم، ويشكل النادي الرياضي لهؤلاء بيئة حماسية تشجعهم على التمسك بالأمل واستئناف الحياة بشجاعة.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب