صياد عراقي محتجز في الكويت يروي لرووداو تفاصيل ما جرى.. ما قصة السمكة الثمينة؟

14-11-2023
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة البصرة الكويت
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

بعد ان ضاقت به سبل العيش بغياب الاسماك عن شط العرب في البصرة، وتعرضه سابقاً لالقاء قبض من قبل السلطات الايرانية، توجه صائد الاسماك عبد الجبار ابراهيم حسن، مع نجله وشخصين آخرين الى خور عبد الله في محاولة منهم لصيد اسماك، يستطيعون من خلالها تأمين لقمة عيش لعوائلهم، الا أن تفاجأوا بزورق تابع لخفر السواحل الكويتية يطلق النار عليهم ويصيبوا أحد افراد زورق الصيد العراقي بجروح.
 
خور عبد الله يقع في شمال الخليج، بين جزيرتي بوبيان ووربة الكويتيتين وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويمتد خور عبد الله إلى داخل الأراضي العراقية، مشكلاً خور الزبير الذي يقع به ميناء أم قصر العراقي.
 
يمارس الصيد منذ 30 عاماً
 
عبد الجبار ابراهيم حسن تولد 1965، متزوج ولديه خمسة أبناء وأربع بنات، من اهالي ابي الخصيب في البصرة، يروي لشبكة رووداو الاعلامية، تفاصيل ما جرى لهم ولباقي الصيادين منذ عملية اطلاق النار واحتجازهم، مروراً باجراءات التحقيق من قبل السلطات الكويتية، لحين عودتهم الى ذويهم.
 
يقول انه اعتاد مهنة صيد الأسماك منذ اكثر من 30 سنة، ويعمل أولاده معه في هذه المهنة.
 
يوم الثامن من شهر تشرين الاول الماضي، واثناء خروجهم الى خور عبد الله من أجل صيد الاسماك، ألقي القبض عليهم من قبل خفر السواحل الكويتية، علماً أنها المرة الأولى التي يتم القبض عليه من قبل السلبطات الكويتية، واحتجزوه مع ثلاثة صيادين آخرين لمدة شهر تقريباً.
 
الكويتيون يصيبون صياداً عراقياً
 
"نعمل في خور عبد الله. كنا اربعة اشخاص خرجنا للصيد لكننا لم نحصل على سمك، حيث حصل يومها (8 تشرين الاول 2023) اطلاق نار من زورق تابع لدورية من خفر السواحل الكويتي، وتعرض احد الذين كانوا معنا، يدعى عبد الله ناظم أمين، الى الاصابة جراء اطلاق النار"، وفقاً لكلام عبد الجبار ابراهيم حسن.
 
 
ويضيف: "قام خفر السواحل بأخذنا للاحتجاز، وكذلك تم احتجاز زورقنا. قاموا بتقييد أيادينا ومن ثم بعد ان تم اخذنا الى السجن عصبوا اعيننا"، مردفاً: "كانت معاملتهم لنا جيدة ولم نتعرض للضرب".
 
ويشير الى ان السلطات الكويتية قامت بالتحقيق معهم، حيث سألتهم لماذا وكيف دخلوا الى خور عبد الله، "قلنا لهم ان جهازنا (الذي يحدد الاماكن) تعرض للعطل، ونحن في خور عبد الله ولم ندخل الكويت، ومن ثم اخذونا الى مخفر شرك وبعدها الى النيابة، وقالوا لماذا تمتلكون سلاحاً؟، لكننا نفينا ذلك، وبعدها قاموا بأخذ عينات من اظافرنا وملابسنا لأجل التحليل، ولم يظهر لدينا اي شيء".
 
عبد الجبار ابراهيم حسن، يقول أيضاً: "من ثم اخذونا الى مخفر ثالث وزرقونا ابر للتحليل من المرض، وبقينا 3 ايام هنالك، ومن ثم أخذونا الى مخفر اخر بقينا هناك لمدة اسبوع، وبعد ذلك اخذونا الى قاضي التأجيل الذي تحدث معنا عبر شاشة. قال لنا: لماذا أطلقتم النار على خفر السواحل؟ فقلنا لم نطلق النار لاننا لا نملك سلاحاً ابداً. فقط لدينا سكين لعمل الاكل وقطع الحبل بها"، مبيناً: "طلبنا من القاضي الحصول على اخلاء سبيل، لكنه أخبرنا بأن هذا الشيء سيتأجل لمدة 14 يوماً".
 
ويشير: "بقينا في سجن اخر لمدة سبعة ايام، وبعدها تم أخذنا الى سجن آخر لمدة سبعة ايام ايضاً"، مردفاً: "كانوا يقدمون لنا الطعام 3 مرات يومياً".
 
"من يذهب الى البحر يذهب الى الموت"
 
بخصوص عملية اطلاق سراحهم، يقول عبد الجبار ابراهيم حسن ان "السلطات الكويتية قامت بختم جوازات لنا، ومن ثم سلمونا الى الجانب العراقي عبر منفذ سفوان، حيث جاء معنا الى المنفذ السفير العراقي في الكويت، ومن ثم عدنا الى بيوتنا، ومن هناك قمنا بزيارة دائرة الاستخبارات لتسجيل العودة".
 
أما بشأن تفكيره باحتمال تعره للاعتداء او الضرب من قبل السلطات الكويتية، يوضح عبد الجبار ابراهيم حسن: "انا رجل كبير السن ولم احسب حساباً للتعرض الى الضرب. من يذهب الى البحر يذهب الى الموت".
 
"الكويتيون والايرانيون يعتقلوننا"
 
حول مصير عملهم، يتساءل: "اين نعمل؟ لا نعرف غير هذه المهنة. عملنا سابقا في شط العرب وايضاً اعتقلنا الايرانيون، حيث تعرضت للاعتقال من قبل الايرانيين قبل ثلاث سنوات وتم احتجازي لمدة خمسة أيام، ومن ثم سجنت في العراق خمسة ايام، وخرجت بعدها بكفالة"، مضيفاً أن "الايرانيين تعاملوا معي بشكل جيد، ولا اعرف كيف تعاملوا مع غيري".
 
"كان الصيد جيداً في شط العرب ولاسيما في الصيف من حيث صد عدد من الانواع من الاسماك، منها الصبور وغيرها"، مستدركاً ان "السلطات الكويتية تقول لنا ان خور عبد الله ليس لكم. فقط الارض لكم"، حسب قوله.
 
سمك الشماهي الثمين
 
ويلفت عبد الجبار ابراهيم حسن الى انه كان يعمل في شط العرب بمحافظة البصرة، حيث كان يحصل في بعض الأحيان على 100 الف او 50 الفاً، واحياناً لا يحصل على سمك.
 
وينوّه الى انه "في خور عبد الله هنالك سمك من نوع الشماهي، يبلغ سعر الكيلوغرام للذكر منه نحو 100 دولار، وهو يبلغ حجمه كمتوسط بين 15 – 25 كيلوغراماً".
 
ويتساءل صياد السمك عبد الجبار ابراهيم حسن: "الكويتيون والايرانيون يعتقلوننا. بينما يقوم الصيادون الكويتيون بالصيد في خور عبد الله بكثرة. اين نذهب واين نصيد السمك؟ لكن لا حول ولا قوة لنا".

 

 
"لا أملك ألف دينار في بيتي"
 
حول ما قام به بعد الافراج عنه من قبل السلطات الكويتية وعودته الى المنزل، يؤكد عبد الجبار ابراهيم حسن: "لم اعمل منذ خروجي، ولا املك الف دينار في بيتي. لا يوجد حل لنا، ولا استطيع العمل في مهنة اخرى".
 
"لدينا زوارق بماكنة واحدة، بينما لدى خفر السواحل الكويتية زوارق بثلاث مكائن. اذا لحقوا بنا اعتقلونا. لا نملك بحراً الى اين نذهب؟"، حسب قول عبد الجبار ابراهيم حسن.
 
رئيس جمعية النصر للصيد وتسويق الاسماك في البصرة، بدران عيسى التميمي، سبق أن قال لشبكة رووداو الاعلامية يوم الخميس (9 تشرين الثاني 2023) ان "السلطات الكويتية أطلقت سراح أربعة صيادين عراقيين كانوا محتجزين لديها منذ شهر كامل"، مبيناً أن "هؤلاء الصيادين عادوا الى ذويهم".
 
التميمي، أكد في وقتها أنه "في يوم التاسع من شهر تشرين الأول الماضي، واثناء قيام الزورق الذي يحمل الرقم (454) العائد للمالك سعيد حنتوش أحمد بالصيد في المياه الاقليمية (مياه خور عبد الله) تعرض الى الاعتداء من قبل خفر السواحل الكويتية، واعتقال طاقمه المكون من أربعة صيادين".
 
وأردف ان "احدهم تعرض خلال الاعتداء الى جرح بليغ"، منوهاً الى أن "الصيادين الاربعة هم، عبد الله ناظم أمين عبد الله الموسوي (تولد 2006)، وحسين شنان موسى عبيد الجبوري (تولد 1988)، وعبد الجبار ابراهيم حسن أحمد الذهب (تولد 1965)، وعدنان سلمان يعقوب عبد النبي التميمي (تولد 1986)".
 
السلطات الكويتية اعتقلت الصيادين العراقيين الاربعة أثناء ممارستهم عملهم في صيد الاسماك في خور عبد الله قرب العوامات، والجمعية اتصلت بقيادة العمليات وقاعدة ام قصر، حيث أخبروهم بأن السلطات الكويتية تقوم باجراءاتها ومن ثم سيطلقون سراح الصيادين العراقيين، وفقاً لرئيس جمعية النصر للصيد وتسويق الاسماك في البصرة.
 
وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 833 سنة 1993 فإن خور عبد الله مقسوم بين جمهورية العراق ودولة الكويت، وحدود الخور بينهما هي خط الوسط ويكون الخور منفذاً بحرياً ممكناً للدولتين إلى مختلف أنحاء إقليم كل منهما، والملاحة البحرية متاحة لهما.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب