رووداو ديجيتال
يعيش نحو نصف سكان محافظة ذي قار، جنوبي العراق، تحت خط الفقر، وفق احصاءات رسمية.
في سوق الناصرية القديم، الكل يحاول جمع قوت يومه قدر ما استطاع، ووجوههم اتعبها القدر، والشيبُ غزا رؤوسهم، حتى بان ذلك على شباب المدينة، كما هو حال "كرار" الشاب الذي لم يكمل العشرين من عمره بعد، يبحث عن رزقه بين الازقة القديمة، ويقضي نهاره مع عربة مستأجرة، ليطعم عائلته مما يحاول كسبه.
ويقول كرار احمد حسين، وهو عامل في السوق، لشبكة رووداو الاعلامية: "اخرج للعمل من الصباح حتى بعد غروب الشمس، وكل ما اكسبه لا يتجاوز الخمسة الاف دينار، واعود بعدها للمنزل واقول الحمد لله على نعمته، هذا هو حالي".
واضاف: "استأجر العربة بشكل يومي مقابل مبلغ 1500 دينار، وما يتبقى من الخمسة الاف اشتري فيه بعض الخضار لعائلتي المكونة من 11 فرداً، فمعيشتنا على هذه العربة، وفي بعض الايام اكسب الاموال وبعضها الآخر لا اكسب شيئاً".
شيدت في حي الزهراء، وسط الناصرية، اكثر من 800 عائلة منازلها بشكل عشوائي، يحيط بهم الفقر والمرض.
"ابو نور" الرجل الاربعيني، ينهش داء السكري بأطرافه يوماً بعد اخر، يعمل على جمع العلب المعدنية وقطع الحديد من النفايات وبيعها، ليكسب منها قوت يومه وعائلته.
ويقول عباس حسن، وهو مواطن فقير يعمل في جمع العلب من النفايات، لشبكة رووداو الاعلامية: "نكاد ان نموت جوعاً بسبب فقر حالنا، ما نكسبه ينفد باليوم ذاته، فلا نستطيع ادخار مبلغ بسيط معين".
ويضيف: "نكسب 7-8 الاف دينار يومياً، ويتم صرفها، وهكذا ينتهي اليوم، والزوجة والاطفال يريدون مصروفاً لهم، اضافة الى احتياجات المنزل. كل شيء مطلوب مني، ماذا افعل؟".
ويوضح: "أنا اقضي نصف يومي في الشارع ابحث بين النفايات، وبالتالي ما اكسبه 7 الاف دينار فقط"، متسائلاً: "ماذا افعل بها ولمن اقدمها؟".
وتشير التوقعات الرسمية لمؤشرات الفقر في العراق الى أن 25% من السكان الأكثر فقراً هم في المحافظات الجنوبية، فيما تنتظر وزارة التخطيط نتائج المسح الجديد لمعرفة الرقم الحقيقي لمؤشر الفقر في البلاد خلال الاشهر المقبلة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً