أنمار غازي - رووداو - بغداد
يشكو أهالي حي المنتظر في مدينة الصدر شرقي العاصمة العراقية بغداد، من فقر الحال ومرارة الحياة، اذ تشبه منطقتهم واحدة مهجورة ومنكوبة.
تسكن "ام رقية" ذات الاربعين عاماً، التي تعيش بين جدران متهالكة وتفترش الارض، مستأجرة منزلاً تم تشييده تحت خطوط نقل الطاقة الكهربائية، تحيط بهم النفايات والانقاض من كل مكان.
تقول "ام رقية"، مريم عليوي، وهي ربة منزل تعاني الفقر، لشبكة رووداو الإعلامية، انه "في بداية الشهر عندما يقدمون لي المساعدات نأكل ونشرب، لكن بعد مرور نصف الشهر تنفد تلك المساعدات ونبقى هكذا دون طعام وشراب".
وتضيف: "انا متعبة للغاية، فالمحسنون يساعدوننا بأغراض المنزل جميعها مهترئة وخزانة الملابس مهشمة، ولا أملك حوضاً لغسل الاواني، وفوق كل هذا لدي التهاب بعظامي (روماتيزم) و(سوفان)، كما ان ارتفاع درجات الحرارة لا يفارقني، ولا استطيع مراجعة الطبيب لاني افتقر للاموال".
يبحث اهالي الحي عن حلول لهم، وهم يتحدثون عن اهمال حكومي لهذه المنطقة منذ سنوات طويلة، فكل شخص في هذا الحي له قصة مختلفة. الفقر والمرض وسوء الحال جعل الرجال والاطفال والنساء في حيرة من امرهم.
من جانبه، ناشد علي عاكول حسين، وهو عاطل عن العمل من اهالي مدينة الصدر، الاحزاب بتشكيل الحكومة قائلا: "متى ستتشكل الحكومة؟، ليحكمنا اي شخص حتى وان كان يهودياً وينصف الفقراء، وينظر للشعب المسكين، فالاحزاب جعلتنا نترحم على صدام حسين، ولا يوجد بجيبي غير 500 دينار عراقي. انا رب لعائلة ومحسوب كبقية الناس، وهذا كل ما املكه في جيبي".
المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، كان قد أعلن أن خط الفقر للأسرة الواحدة في العراق يصل إلى 600 ألف دينار شهرياً.
وقال الهنداوي لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الخميس (12 أيار 2022)، إن "المعايير الدولية تقول أن خط الفقر أو دخل الفقير هو دولار ونصف وما دون في اليوم الواحد، لكن لدينا في العراق خط الفقر أعلى من ذلك، لدينا يعادل دولارين أو أكثر".
وأضاف أن خط الفقر في العراق يعد "أعلى من المعيار العالمي، وهذا يوصف اقتصادياً بـ(خط فقر مرفّه) بمستوى الفقراء"، موضحاً أن "دخل الفرد الفقير مضروباً بعدد أفراد الأسرة، المقدر وسطياً في العراق بـ5-6 أفراد، يعني أن خط الفقر للأسرة الواحدة يصل إلى 600 ألف دينار شهرياً، لذا ما دون ذلك يعد فقيراً وكذلك العكس".
الهنداوي كشف عن أن "المسح الشامل سيبدأ في مطلع تموز المقبل، أي بعد شهرين من الآن تقريباً، وسيستمر أكثر من سنة أي نحو 14 شهراً، على 4 مراحل، وسنكون أمام مؤشرات ونتائج بعد كل مرحلة، بدءاً من النتائج الأولية وانتهاءً بالنتائج النهاية بعد انتهاء المسح، الذي سيشمل كافة المحافظات بما فيها محافظات إقليم كوردستان".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً