رووداو ديجيتال
بينما كان يفترض انعقاد جلسة لانتخاب رئيس جديد للبرلمان العراقي غدا الأربعاء، قبل تأجيلها من قبل رئاسة المجلس لإشعار آخر، أكد عضو مجلس النواب، ياسر الحسيني، عن تحالف الإطار التنسيقي، أن الإطار لم يفرض على نوابه مرشح معين لانتخابه رئيسا للمجلس.
وينتظر مجلس النواب العراقي، انتخاب رئيس جديد له منذ الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي، عندما قررت المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في البلاد)، إنهاء عضوية رئيس المجلس محمد الحلبوسي، وبذلك انتهاء رئاسته، على خلفية اتهامه بالتزوير.
رغم أن العملية السياسية في العراق غالبا ما تقوم على عملية التوافق، بما فيها جميع مرات انتخاب رؤساء سابقين للبرلمان، ويعتمد ذلك بشكل كبير على دور القوى الشيعية بوصفها الأكبر عددا داخل المجلس، إلا أن "قيادات الإطار تركت الأمر بشأن انتخاب رئيس جديد للمجلس لقناعات نواب التحالف"، حسبما قاله الحسيني لشبكة رووداو الإعلامية. الثلاثاء (12 كانون الأول 2023).
وبين أن "قناعة جميع من في التحالف، هي الذهاب مع الشخصية التي يمكنها أن تعيد للبرلمان استقراره في دوره الرقابي والتشريعي، وأن يمضي بعيدا عن المشكلات السياسية"، مشيرا إلى أن "هناك عدداً من الأسماء المطروحة لرئاسة مجلس النواب، لكن التنافس محصور بين سالم العيساوي ورئيس المجلس الأسبق محمود المشهداني".
وأثناء إشارة الحسيني إلى أي الأسماء التي سيصوت لها الإطار، في الجلسة التي كان مقرر عقدها غدا الاربعاء، أفادت الدائرة الإعلامية في مجلس النواب في بيان الثلاثاء (12 كانون الأول 2023)، بتأجيل جلستها لإشعار آخر، وهذه المرة الثانية التي تؤجل فيه جلسة انتخاب رئيس جديد للمجلس.
وقرر المجلس بحسب البيان، تأجيل الجلسة إلى إشعار آخر نظرا لعدم تهيؤ الظروف لعقدها غد الأربعاء الموافق 13/ 12/ 2023 بسبب انشغال أعضاء مجلس النواب بانتخابات مجالس المحافظات، واعتذار كثير من الكتل عن حضور نوابها لجلسة الغد.
وفي 22 تشرين الثاني الماضي، عقد مجلس النواب جلسة تضمنت في جدول أعملها انتخاب رئيس جديد للمجلس، لكنه سرعان ما أرجأ التصويت، لعدم وجود توافق سياسي، حسبما تحدثت مصادر سياسية فيما بعد.
إلا أن الحسيني أكد أن "القناعة الشاملة داخل الإطار التنسيقي تميل إلى المشهداني، وذلك لقناعة الأعضاء داخل التحالف بشخصيته، فهو الأقرب للجميع، والتوافق حوله لغرض استقرار مجلس النواب".
وسبق أن قدم تحالف "القيادة" الذي يضم (تقدم والسيادة) كأكبر تجمع سني يضم 62 نائباً، بشكل رسمي قائمة مرشحيهم لخلافة الحلبوسي إلى الإطار، حسب ما أعلنه الأخير في بيان، وقال إنه، ناقش ضمن اجتماعه الدوري الأسماء، وضرورة حسم انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، "تتناسب شخصيته مع طبيعة المهمة والتحديات التي تواجه البلاد في المرحلة الراهنة".
عن الأسماء وحظوظها برئاسة مجلس النواب، كشف عضو مجلس النواب العراقي، رئيس كتلة "سند" النيابية المنضوية في تحالف الإطار، مرتضى الساعدي، لشبكة رووداو الإعلامية، في 28 تشرين الثاني الماضي، أن "هناك 5 أسماء قدمت من قبل القوى السنيةلتولي المنصب".
وبين الساعدي أن "داخل القوى السنية تيارين لكل منهما وجهة نظر لمن يجب أن يكون المنصب"، وإن "أحد الخطين يريد المحافظة على المنصب، بأن يكون لحزب (تقدم) الذي يتزعمه الحلبوسي وقد قدم أسماء لذلك، في حين قدم التيار الثاني الذي يريد أن يكون الرئيس الجديد بعيدا عن (تقدم)، أسماء أخرى من جانبه".
لكن في خضم ذلك، الأهم هو موقف الإطار وفق الساعدي، الذي بيّن أن "قسما من داخل الإطار يدعمون فكرة أن يعود المنصب إلى (تقدم)، نظراً للاستحقاق السياسي"، بإشارة إلى أن "تقدم" هو صاحب أكبر كتلة نيابية بين السنة، بـ37 مقعدا، فيما يذهب جزء آخر من الإطار مع اختيار الشخصية الأنسب بين المرشحين، والأكثر مقبولية داخل الوضع السني العام، على حد قوله.
إلى ذلك، تسلم "الإطار أسماء 5 مرشحين لمنصب رئاسة البرلمان، موزعين ما بين القوى السنية، زياد الجنابي، إلى جانب عبد الكريم عبطان ويحيى المحمدي من (تقدم)، مقابل رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني، وسالم العيساوي"، بحسب الساعدي.
وبينما يتنافس الجنابي والمحمدي وعبطان، والمشهداني، وهم جميعهم أعضاء في مجلس النواب في دورته الخامسة، أشار الساعدي إلى أن الإطار لا ينحاز إلى اسم معين، بقدر "ما يريد التنافس ينحصر بين اسمين ليسهل التصويت على أحدهما"، لافتا إلى أن "تعدد الأسماء وترجيح كفة على أخرى ليست في صالح التماسك الداخلي للإطار".
يشار إلى أن المادة 12 من النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي، تنص على أنه "إذا خلا منصب رئيس المجلس أو أي من نائبيه لأي سبب كان، ينتخب المجلس بالأغلبية المطلقة خلفا له في أول جلسة يعقدها لسد الشاغر وفقاً لضوابط التوازنات السياسية بين الكتل".
كما ينص الدستور العراقي، على أن مجلس النواب ينتخب في أول جلسة رئيسا له بالأغلبية المطلقة لعدد الأعضاء، أي نصف العدد الكلي زائد واحد، بالانتخاب السري المباشر، ثم ينتخب نائباً أول ونائباً ثانياً للرئيس بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً