وكيل وزارة البيئة لرووداو: المجتمع الدولي داعم للعراق بمواجهة تغيرات المناخ

12-11-2024
الكلمات الدالة وزارة البيئة العراقية
A+ A-
رووداو ديجيتال

أكد وكيل وزارة البيئة الاتحادية للشؤون الفنية، جاسم الفلاحي، الذي يترأس الوفد الفني العراقي في كوب 29 في باكو، أن المجتمع الدولي داعم لجهود العراق في مواجهة التغيرات المناخية، مبيّناً أن العراق حصل على تمويل من صندوق المناخ الأخضر لدعم جهوده بمواجهة التلوث البيئي.
 
وقال جاسم الفلاحي في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية في باكو، يوم الثلاثاء (12 تشرين الثاني 2024)، إن مؤتمر التغيرات المناخية الـ 29 في باكو، يعتبر "محطة مهمة في مسيرة العمل المناخي، وسبقته محطات مهمة، مثل كوب 28 في دبي"، مردفاً أن "المسيرة العراقية في المؤتمر السنوي ابتدأت منذ كوب 21 الذي عقد في باريس عام 2015".
 
الفلاحي أردف: "لدينا فريق فني مدرب وثابت، بما فيه إقليم كوردستان. الفريق يضم 24 عضواً متدرباً، يضم كل الوزارات العراقية، وهذا الوفد يدافع عن محورين أساسيين، محور التكيف، ومحور خفض الانبعاثات أو ما يسمى بالتخفيف، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالح العراق المستقبلية والمتمثلة في اقتصاديات البلاد".
 
خفض الاعتماد على النفط
 
وأضاف الفلاحي أن "التوجه العالمي الآن هو نحو خفض الاعتماد على النفط الخام كمصدر رئيس للاقتصاد والطاقة. جهود العالم اليوم متوجهة نحو تشجيع الطاقات المتجددة والحلول المستندة للطبيعة، ونحن نؤمن بالمسؤولية المشتركة المتباينة"، مبيّناً أن "أكثر من 300 عام من النشاط الصناعي للدول الكبرى أدى إلى ظاهرة الاحتباس الحراري".
 
وأكد الفلاحي أن "الدول الصناعية الكبرى تتعامل معنا بمكيالين. الحفاظ على اقتصادياتها، ورفاهية شعبها، وتطلب من الضحايا الذين تضرروا بسبب زيادة معدلات الاحتباس الحراري أن يتكيفوا لتقليل الانبعاثات".
 
خطة وطنية لمواجهة التحديات
 
وأوضح الفلاحي: "لدينا خطة وطنية ستراتيجية، هي وثيقة المساهمات المحدثّة وطنياً، ولدينا جناح ومخطط أن يكون هناك 36 جلسة، فيه لإقليم كوردستان حصة أكبر باعتباره ضمن الفريق الوطني العراقي ولكون أننا نواجه تحديات مشتركة".
 
أبرز التحديات، وفق الفلاحي، هي الشحة المائية والجفاف وتدهور الأراضي وتقلص الرقع الزراعية وارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، وزيادة معدلات التبخر، وقلة التساقط المطري، وانعدام الغطاء النباتي، وتجريف الغابات والمناطق الخضراء.
 
ولفت الفلاحي إلى أن "العراق من أكثر دول العالم تضرراً في موضوع التغيرات المناخية، والسبب هو لأنه منذ أربعة عقود يمر العراق بالحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية وتحديات الإرهاب، وهي التي أدت إلى تراجع كبير في البنية التحتية، ونتيجة لذلك تأخرنا كثيراً مع العالم، وبالنتيجة النهائية هذا التأخر أدى إلى تعاظم تأثير التغيرات المناخية".
 
ارتفاع غير مسبوق بالحرارة
 
كما قال الفلاحي: "لم نشهد هذا الارتفاع في درجات الحرارة منذ عقود، ومثل ما تعلمون بأن درجة الحرارة تزداد درجة مئوية واحدة كل مئة عام، لكن في الخمسين سنة الأخيرة في العراق، ازدادت درجة الحرارة أربع إلى خمس درجات مئوية، وهذا مؤشر خطير يشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة له علاقة مباشرة بارتفاع معدلات الجفاف وقلة الرطوبة والتبخر".
 
بالنتيجة النهائية "نحن نعاني من تداعيات خطيرة لتغير المناخ، ولذلك بدأنا اليوم برفع الصوت لمحاولة زيادة مستوى الوعي على مستوى أصحاب القرار، وعلى مستوى المواطنين لخفض الاستهلاك لترشيده لموضوعة التشجير ومواجهة التلوث البيئي"، وفقاً للفلاحي.
 
الفلاحي أردف: "دائماً ما نقول بأنه إذا لم نضع في أذهاننا خطة ورؤية وطنية لمواجهة التحديات البيئية بنظرة استراتيجية وشاملة تشمل العراق كله وبالتعاون مع المنظومة الإقليمية والدولية، لا يمكن أن ننجح في مواجهة تأثير التغيرات المناخية".
 
زخم دولي لمواجهة التغيرات المناخية
 
بخصوص قمة كوب 29، قال الفلاحي إن "هذه القمة وهذه المؤتمرات اللي تقام سنوياً في هذا التوقيت، تسمى قمة الأرض ويحضرها أكثر من 80 من زعماء وقادة العالم، ويحضرها أكثر من 180 وزير طاقة ووزير بيئة ووزير خارجية، وبالتأكيد هذا الحراك السياسي والدبلوماسي والفني يهدف إلى إيجاد زخم دولي لمواجهة تأثير التغيرات المناخية".
 
وكيل وزارة البيئة الاتحادية للشؤون الفنية، شدد على أن "المجتمع الدولي داعم لجهود العراق على المستوى التقني والفني على مستوى بناء قدرات كوادرنا، وبالتأكيد اليوم الوفد التفاوضي نفخر به، إذ يمتلك أعلى درجات الحرفية وقدرة كبيرة على التفاوض، وهذا بالتأكيد هو نتاج تعاون ستراتيجي بين وزارتنا وبرامج الأمم المتحدة الإنمائية".
 
وأشار الفلاحي إلى "وجود صندوق يسمى صندوق المناخ الأخضر"، مردفاً أن "هذا الصندوق هو آلية تعويضية وضعها اتفاق باريس لمساعدة الدول النامية والتي تضررت بشكل كبير من تأثير التغيرات المناخية، وأن العراق حصل على أول تمويل لزيادة صموت الفئات المتأثرة بتغير المناخ، وكان ذلك في محافظات بابل وكربلاء والنجف، وبمبلغ 30 مليون دولار".
 
وتابع الفلاحي: "أنجزنا ما يسمى بـ Country Program أو ما يسمى بالتقرير الوطني الأول، وأنجزنا خطة التكيف الوطنية، وأنجزنا خطة التكيف المحلية بما فيها إقليم كوردستان، وعملنا على تحديث الستراتيجية الوطنية لمواجهة تأثير التغيرات المناخية، وأصدرنا الستراتيجية الوطنية لحماية البيئة، وأصدرنا الستراتيجية الوطنية لمواجهة تلوث البيئة، بالتالي هناك إنجازات بهذا الجانب".
 
وأوضح وكيل الشؤون الفنية لوزارة البيئة، أن "المواطن لا يمكن أن يلمس النتائج بين ليلة وضحاها، خاصة وأن هناك ضعفاً في تنفيذ القانون، بل وهناك ضعف في كيفية إلزام الجهات الملوثة على الالتزام، فكلما زادت معدلات الانبعاثات؛ كلما زاد تأثير التغير المناخي".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب