رووداو ديجيتال
رأى رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، أنه وبعد التطورات الاخيرة في العالم، ولاسيما اوكرانيا، يتردد كثيراً قول نابليون "الجغرافية مستبدة".
وكتب عبد المهدي منشورا في موقعه على فيسبوك انه "بعد التطورات الاخيرة في اوكرانيا وتايوان وفلسطين وافغانستان واليمن وسوريا والعراق ولبنان وكازاخستان، وكورونا والبيئة والنووي الايراني والصواريخ والطائرات المسيىّرة والاقتصاد وعشرات الامثلة الاخرى، يتردد كثيراً قول نابليون (الجغرافية مستبدة)، بمعنى انها تخضعك لاحكامها".
وأوضح ان "نابليون اكتوى بنار الجغرافية الروسية وثلوجها (1812)، ولم يتعلم هتلر درس الجغرافية من سلفه، فكانت هزيمته في ستالينغراد سبباً رئيسياً لبداية خسارة الحرب (1943) فلم تنفعهما كل ما امتلكاه من قوة وعلم"، مستدركا ان "الجغرافية بمفردها لا تفسر لنا مسارات الامم. فبجانب الجغرافية وعواملها الطبيعية، لابد ان نضيف التاريخ وما يختزنه من حقوق واصول وحضارات وذاكرة شعوب".
وبين ان "التاريخ لن ينفع معه تدمير ما على السطح، فما دامت الجذور متأصلة وسليمة فستفرض الحقائق نفسها مجدداً"، مردفا ان "التاريخ مستقبل مخزون، وان نضيف القوة، ومن عناصرها العلوم والذكاء وادواتها، والتي تسمح لقلة بالسيطرة على الكثرة ببساطتها وفطرتها".
عبد المهدي، تابع انه "لهذا سنقول بثلاثي: (الجغرافية مستبدة، والتاريخ مستقبل، والعلم قوة). فالعلم (التفوق والتنظيم والاستكشافات والقوة والاقتدار) يفسر لنا كيف انتصرت اليابان او بريطانيا، وهي جزر صغيرة فقيرة في مواردها، ولا يقارن تاريخها بتاريخ الامم التي هزمتها، مثل الهند والامة الاسلامية والصين وغيرها، وهو ما يفسر ايضاً كيف يمكن ان يستعمر المستوطنون اليهود القادمون من شتى بقاع الارض فلسطين، لتمسخ تاريخها (فلسطين) وتصادره لنفسها، وليؤسسوا لانفسهم (المستوطنون) وطناً وكياناً ونظام فصل عنصري على حساب غيرهم، بما في ذلك على حساب بقية اليهود".
"تاريخ العالم منذ عصر الاستكشافات والاستعمار ونظام الهيمنة هو انتصار عامل القوة على عوامل الجغرافية والتاريخ، وما نشهده من تطورات متسارعة الان هو ان الشعوب والامم المستعمَرة والمسلوبة حقوقها تستعيد تدريجياً مصادر العلم (القوة) بما يوقف النسق القديم للتطور، ويفتح الافاق للانساق الجديدة"، مؤكدا ان "قدرات العدوان تراجعت، وتقدمت قدرات استرداد الحقوق وغلبة الحقائق".
رئيس الوزراء السابق، اضاف: "نقول ذلك، لاننا نرى ان مداخل الجغرافية والتاريخ والعلم تتكامل حلقاتها اليوم لدى كل من نهبت القوة حقوقه لتعمل على تغيير مسارات بقيت حاكمة العالم لعدة قرون مضت، ودون اهمال تأثير الجبهات الاخرى، هناك اليوم ثلاث جبهات كبرى، شرق اوروبا، وشرق اسيا، والشرق الاوسط".
عبد المهدي نوه الى انه "من هذه المداخل يمكن فهم التحولات الكبرى التي تنتظر عالمنا، والعراق جزء رئيس منه. مداخل تسمح لفهم ليس الكليات فقط، بل التفاصيل ايضاً بعد اجراء المقاربات الضرورية كأوضاع كوردستان، ومصير خرائط سايكس بيكو، وما بعد الحربين العالميتين، وهلم جراً".
عبد المهدي، رأى أن "الغرب لن يُهزم، فهو يمتلك العلم والجغرافية والتاريخ، لكن ستُهزم السياسات والمباني الاستعمارية والصهيونية ونزعة التَسيُد على الغير، التي ارادت بالقوة سرقة جغرافية وتاريخ الاخرين".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً