رووداو – بغداد
لم تعلن رسمياً بعد ملابسات اندلاع حريق في مستودع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات شرقي بغداد، لكن شبكة رووداو الإعلامية كشفت عن بعض خيوط الحادث.
وتشير المعلومات التي حصل عليها مراسل رووداو في بغداد، هلكوت عزيز إلى أن عدداً من المسلحين قاموا بتهديد حراس المستودع قبل حرقه، ما أجبرهم على إخلاء المكان، وقد بدأت قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية العراقية بالتحقيق للكشف عن هوية هؤلاء المسلحين.
وأصدرت محكمة تحقيق الرصافة، الاثنين، قراراً بتوقيف موظف بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، و3 متهمين آخرين بجريمة حرق مخازن صناديق الاقتراع في جانب الرصافة من بغداد.
وقال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى عبد الستار بيرقدار في بيان إن "محكمة تحقيق الرصافة قررت توقيف 4 متهمين بجريمة حرق مخازن مفوضية الانتخابات في الرصافة"، موضحاً أن "ثلاثة من الموقوفين هم من منتسبي الشرطة والآخر موظف في مفوضية الانتخابات".
وقال قائد عمليات بغداد، جليل الشمري لمجموعة من وسائل الإعلام بينها رووداو: "بدأ التحقيق منذ هذه اللحظة، حيث بدأت قوات مكافحة الإجرام والأجهزة الأمنية الأخرى بالتحقيق، وكما تعلمون فإن للدفاع المدني منظومة متخصصة لمعرفة سبب الحريق خلال وقت قريب".
أغلب سكان الرصافة هم من أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي يدعم تحالف سائرون المتصدر في نتائج الانتخابات، لذا فإنهم سارعوا إلى استنكار الحريق واصفين إياه بالمتعمد من قبل جهات تريد إثارة الفوضى وتعميق الانقسام ومفاقمة الأوضاع السياسية والأمنية في بغداد سوءاً.
المواطن عباس فاضل: "الحريق مفتعل لحرق الصناديق وإضاعة أصوات المواطنين وهذا يعد فتنة".
من جانبه، قال المواطن سمير أحمد: "الأمر يعود إلى السياسيين أنفسهم لزعزعة استقرار العراق وليس قضاءً وقدراً، وهذا الشيء يعرفه كل العراقيون".
وطال الحريق أكثر من 3 آلاف صندوق اقتراع من بين مجموع الصناديق المودعة في المخزن والبالغ عددها 7 آلاف صندوق، وفقاً لما أفادت به مصادر مطلعة، في حين يؤكد القادة الأمنيون في بغداد أن العدد أقل بكثير دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.
واندلع، مساء أمس، حريق هائل في مستودعات لتخزين صناديق الاقتراع، شرقي العاصمة بغداد، قبيل بدء عملية العد والفرز اليدوي لنتائج الاقتراع، ما فاقم الجدل الدائر في البلاد منذ أسابيع بشأن الانتخابات، التي أجريت في 12 مايو/أيار الماضي، وسط اتهامات بوقوع عمليات تزوير واسعة النطاق.
ووقع الحادث بينما يواصل القضاء استعداداته لتولي مهام مفوضية الانتخابات لإدارة عملية العدّ والفرز اليدوي لأصوات الناخبين بناء على قرارات البرلمان المتخذة الأسبوع الماضي.
واتخذ البرلمان قرار العدّ والفرز اليدوي لأصوات الناخبين بعد أن قالت الحكومة وكتل سياسية إن "خروقات جسيمة" رافقت الانتخابات.
ووفق النتائج المعلنة في مايو الماضي، حل تحالف "سائرون"، المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في المرتبة الأولى بـ54 مقعدا من أصل 329، يليه تحالف "الفتح"، المكون من أذرع سياسية لفصائل "الحشد الشعبي"، بزعامة هادي العامري، بـ47 مقعدا.
وبعدهما حل ائتلاف "النصر"، بزعامة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بـ42 مقعدا، بينما حصل ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي على 26 مقعداً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً