رووداو ديجيتال
ينظم اهالي الحمزة الغربي في محافظة بابل، وقفة استنكارية، اليوم الاثنين، قرب ساحة الساعة، ضد خطبة دينية لأحد اتباع الصرخي، التي شكك فيها بالمراقد الدينية ومراسمها الخاصة، وقال أن "لا اصل لها".
وقال الناشط المدني منذر الجبوري، لشبكة رووداو الاعلامية، اليوم الاثنين (11 نيسان 2022)، انه "ستقام وقفة استنكارية في الساعة الثامنة مساء قرب ساحة الساعة، لما حصل في خطبة الجمعة من تعد واستهتار بحق مراقدنا الدينية والتشجيع لهدمها والاستخفاف بشعائرنا".
واضاف ان "الوقفة ستقام في ناحية الحمزة الغربي، جنوبي محافظة بابل"، مشيرا الى ان "أتباع الصرخي شككوا في وقت سابق، بمكان دفن الامام علي، ويرون انه لا يجوز بناء مراقد، ما يعتبر تعدياً على المذهب".
يذكر ان خطيب جمعة الحمزة الغربي، علي المسعودي، قال في خطبته يوم الجمعة الماضي، ان "الاطلاع على سيرة النبي محمد وسيرة الخلفاء الراشدين وبما تتضمنه من سيرة الامام علي وكونها هي السيرة الكاشفة للمنهج التوحيدي الحقيقي الذي جاءت به رسالة الاسلام السماوية. نجد ان هنالك الكثير من الامور التي جُعلت من الدين والعقيدة وهي بالأساس لا اصل لها، ولا واقع، ولا مشروعية".
وبيّن المسعودي أن "من بين ابرز تلك الامور هي بناء القبور وتشييد المراقد وتخصيص طقوس ومراسم ومناسبات خاصة بها، فهكذا امور هي خلاف ما امر به النبي محمد، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى، ولم يأت بأمر من تلقاء نفسه، بل هو بأمر من الله تعالى، حيث أمر النبي الامام علي بهدم القبور وتسطيحها وعدم البناء عليها".
يشار الى ان محمود الصرخي الحسني ولد في مدينة الكاظمية بالعاصمة بغداد سنة 1964؛ هو مرجع ديني من الشيعة الإثني عشرية، وهو مجتهد أو فقيه (خبير في الشريعة الإسلامية)، عرف بدعوته للدولة المدنية، وسعى إلى إقامة علاقات طيبة بين السنة والشيعة في وقت كان التوتر الطائفي يطغى على المشهد العراقي وأفتى بحرمة الدم العراقي، ورفض كل ما صدر عن "سلطات الاحتلال" ومشروعهم في العراق، ودعا إلى مشروع المصالحة والمسامحة.
تولى الصرخي الحسني إمامة صلاة الجمعة في مدينة الحلة، وبعد مقتل المرجع الديني محمد صادق الصدر، أعلن الحسني عن تصديه للمرجعية وإقامة صلاة جمعة سميت جمعة المسجد الاقصى وكانت أول صلاة جمعة تقام بعد الصدر، وألقت السلطات القبض على الحسني على اثر تلك الصلاة، لكونها اعتبرت تحدياً للنظام السابق الذي كان قد اصدر منعاً للشيعية عن اقامة صلاة الجمعة في عموم العراق بعد مقتل الصدر.
لاحقاً أطلق سراح الصرخي بسبب توتر الاوضاع، استخدم انصار الصرخي ستراتيجية سلمية لتخليص مرجعهم من سجون النظام من خلال التجمهر باعداد كبيرة قرب براني الصرخي، حين وصلت اجهزة السلطة المحلية ابلغوهم بانهم تجمعوا بشكل سلمي ولا يريدون سوى اطلاق سراح مرجعهم ومعرفة سبب اعتقاله وانهم مستعدون للذهاب للسجن معه فيما لو لم يتم اطلاق سراحه، وتم اعتقالهم فعلياً، فسر بعض انصار الصرخي تحركهم هذا بأن هناك جهات اكدت للسلطة المحلية أن الصرخي ليس مرجع ديني ولايمتلك قاعدة جماهيرية وان اعدامه لن يسبب اي اضطراب في الشارع، تحرك اتباع الصرخي دفع النظام إلى اطلاق سراحه.
عرف الصرخي بآرائه الناقدة للأحزاب التي حكمت البلاد ونقل عنه قوله: إنَّ "المكر السياسي في العراق فاق كلّ مكر العالم"، وقوله: إنَّ "أهل السياسة لا دين لهم" في إشارة إلى رفضه للصبغة الدينية الطائفية التي سعى رجال الحكم أن يلبسوها صراعاتهم السياسية.
انتقد المرجع الصرخي مواقف بعض المرجعيات مما يجري في العراق ومنها مواقف المرجع علي السيستاني من الغزو الأميركي للعراق، إذ يرى الصرخي أنه لا يجوز لمرجع شيعي إمضاء دستور وضعه وأشرف عليه حاكم منصب من سلطات احتلال عام 2003.
وكذلك رفضه الفتوى الطائفية الخاصة بالجهاد، وحسب ما ذكره في لقاء متلفز فإن هذا الموقف هو سبب الهجوم على مقره مطلع تموز 2014.
وعقب الهجوم على مقره اتهم الصرخي رئيس الوزراء نوري المالكي بإعدام ثلاثين من أتباعه ومهاجمة مقراته في كربلاء بالصواريخ وقصفها بالطيران رداً على دعوته لحل أزمة ساحات الاعتصام سلمياً وتأييده لمطالب المحتجين، كما يعرف الصرخي بمواقفه المناوئة لنظام ولاية الفقيه بنموذجه الإيراني وينتقد تدخل دول الجوار في الشأن العراقي بتلك الذريعة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً