نائب ممثل UNFPA لرووداو: تزايد استخدام وسائل منع الحمل في العراق

 

غاريك هايرابيتيان أكد في مقابلة مع مراسلة شبكة رووداو الإعلامية، بيام سربست، أن تنظيم الأسرة لا يتعلق بتحديد النسل كما بات يفهم الآن، بل بـ "إنجاب أطفال أصحاء وأمهات أكثر صحة".

 

وحذر من من مخاطر الزواج المبكر للفتيات، موضحاً أن "كل الدراسات في العالم تظهر أن حمل الفتيات دون الـ 18 يزيد من خطر وفاة الأم والطفل أيضاً، وهو أمر يؤثر على النظام الصحي وكذلك الاقتصادي أيضاً".

 

غاريك هايرابيتيان: سؤال جيد. بداية شكراً لاتاحة الفرصة لي للمشاركة في البرنامج. تنظيم الأسرة بالأساس وسيلة لمساعدة الأسر على تنظيم نفسها، تركز على عدد الأطفال التي ترغب في إنجابها خلال فترة محدد، وما هي الأدوات التي يمكنها استخدامها للتخطيط تبعاً لذلك. 

 

غاريك هايرابيتيان: ذلك صحيح. قبل أن أجيب على سؤالك بشكل مباشر، اسمحوا لي باطلاعكم أكثر على الرؤية العالمية بهذا الشأن. يعتبر تنظيم الأسرة ضرورة مطلقة. يُلاحظ في كل العالم، أسر أو نساء يرغبن في استخدام وسائل تنظيم الأسرة أو وسائل منع الحمل دون أن تتاح لهن إمكانية الوصول اليها. قد يحدث ذلك بشكل أكبر في بعض البلدان مقارنة ببلدان أخرى. لكن الخبر السار بالنسبة للعراق، بما في ذلك إقليم كوردستان، هو أن استخدام الوسائل الحديثة في منع الحمل يشهد تزايداً في المجتمع العراقي وفق استبيانين أجراهما UNFPA. نسعى في UNFPA إلى التواصل مع الجهتين، التي تطلب الخدمة والتي توفرها. كما نعمل للتأكد من حصول النساء على أكبر التسهيلات للوصل إلى وسائل تنظيم الأسرة، ومعلومات أكبر بهذا الشأن. 

 

غاريك هايرابيتيان: هناك عقبات هيكلية وأخرى ثقافية. تتمثل العقبات الهيكلية في الخيارات من أجل ضمان توفير وسائل تنظيم الأسرة في الوقت المطلوب وبأسعار مناسبة، في حين يتعلق الجانب الآخر بالمسائل الثقافية، حيث تتزايد التصورات والعقبات، لأن تنظيم الأسرة بات يفهم على أنه الحد من القدرة على الانجاب وتقليل عدد الأطفال. لذا، من المهم أن ندرك بأن تنظيم الأسرة لا يرتبط بعدد الأطفال في الأسرة، بل يتعلق إنجاب أطفال أحصاء وأمهات أكثر صحة في الأسرة. ملثما ذكرت، نعمل كثيراً مع قادة المجتمع والأسر بهذا الشأن، كما نعمل على تشجيع الرجال، لأنهم في كثير من الأحيان من يقرر عدد الأطفال في الأسرة.    

 

غاريك هايرابيتيان: حسناً، من الواضح بأن ذلك يعود إلى عائدات قديمة وتاريخ طويل، ولا يقتصر على هذا المجتمع فقط، لأن الزواج المبكر ليس مسألة تتعلق بالعراق فقط، بل بجزء من العالم وهو الشرق الأوسط. هناك عدد من العوامل المؤثرة، الأول هو التأثير المباشر على صحة الشابات اللواتي يصبح أمهات شابات. كل الدراسات في العالم تظهر أن حمل الفتيات دون الـ 18 يزيد من خطر وفاة الأم والطفل أيضاً، وهو أمر يؤثر على النظام الصحي وكذلك الاقتصادي أيضاً من خلال الانفاق على النظام الصحي. أجرينا استبياناً آخر في العراق وكوردستان حول تأثير الزواج المبكر بالنسبة لمن تركن التعليم، أظهر أن الارتباط بين الزواج المبكر وترك الفتيات لمقاعد الدراسة يبلغ 60%، وهذا يعني أن الفتيات لا يحصلن على التعليم الكافي في حياتهن، وبالنتيجة ليس بمقدورهن رعاية أطفالهن بشكل جيد أولاً، لأنهن لا يعرفن سبل إيلاء الاهتمام بأطفالهن. ثانياً، يخرجن بذلك من القوة العاملة، ولا يمكنهن المشاركة في التنمية الاقتصادية وإدارة الأطفال وعوائلهن. ثالثاً، يعانين من مشاكل صحية ويتحولهن إلى عبء على المجتمع ونظامه. وهناك دلالات أكبر تظهر الآثار السلبية للزواج المبكر على الفتيات، الأطفال وأسرهم، وبالمحصلة للمجتمع بأكمله.