رووداو ديجيتال
أعلنت وزارة الزراعة العراقية، ان صادرات التمور في العام الماضي 2022 تجاوزت الـ 600 ألف طن، مشيرة الى عزمها زراعة انواع ذات اسعار عالية وجودة مميزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد الخزاعي لشبكة رووداو الاعلامية، يوم السبت (11 شباط 2023) ان "أشجار النخيل تعرضت الى حملات تجريف واسعة واهمال حكومي في العقود الماضية، نتيجة الظروف التي مر بها العراق من حروب وحصار فضلاً عن انخفاض اسعار التمور، ما ادى الى هجرة الكثير من الفلاحين والمزارعين من بساتينهم".
وأوضح الخزاعي أن "أعداد النخيل في العراق انخفضت من 32 مليون نخلة عام 1979 الى 8 – 12 مليون نخلة فقط في عام 2003"، مستدركاً أنه "وبعد عام 2003 واهتمام الحكومة ووزارة الزراعة والدوائر الساندة أدى ذلك الى ارتفاع اسعار التمور في السوق، وبالتالي اصبحت مشروعاً مربحاً ومنتجاً للفلاح العراقي".
ونوّه الخزاعي الى انه "ونتيجة الجهود المبذولة وصلت أعداد النخيل بشكل تقديري الى أكثر من 20 مليون نخلة، والاعداد في تزايد"، مبيناً أن "دائرة البستنة في وزارة الزراعة بذلت الكثير من الجهود في استزراع مساحات من النخيل خارج المساحات المعروفة بزراعة النخيل في العراق".
للمزيد من الأخبار زوروا موقعنا في تلغرام
المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي، ذكر ان "أشجار النخيل تتم زراعتها في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق، بسبب ملاءمة الاجواء لها، لكن وزارة الزراعة استطاعت بجهود ذاتية من ان تنجح في زراعة النخيل في مناطق اخرى، مثل محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين والانبار"، مردفاً أن "التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة ساهمتا ايضاً في أن تكون أجواء هذه المناطق صالحة لزراعة النخيل".
الخزاعي، لفت الى ان "القوانين العراقية كانت تمنع استيراد الفسائل، لكن وبعد عام 2020 تم تغيير هذه القوانين والسماح باستيراد الفسائل النسيجية ذات الجودة العالية، وبالتالي تم استيراد انواع معروفة بانتاجيتها وجودتها وارتفاع اسعارها في الأسواق الدولية والمحلية"، موضحاً أن "من بين هذه الأنواع من المغرب وتونس، فضلاً عن الأنواع العراقية الراقية المعروفة بجودتها وطعمها".
وكان العراق في صدارة المنتجين للتمر في العالم قبل عقود؛ لكن إنتاجه الان بات لا يتجاوز 5% من الإنتاج العالمي.
ووصف الخزاعي أوضاع النخيل في العراق الان "أفضل مما كانت عليه في السابق، وهنالك هجرة عكسية باتجاه استصلاح عدة مناطق من العراق لزراعة النخيل باعتبارها مشاريع ناجحة"، مشيراً الى "مساهمات العتبات العلوية والحسينية والعباسية باستزراع الاف الاشجار من النخيل والنجاح بجني ثمارها".
أما بشأن صادرات العراق من التمور، قال الخزاعي ان "العراق قام في السنة الماضية 2022 بتصدير أكثر من 600 الف طن من تمور الزهدي الى مناطق آسيا، والتي ترغب بهذه النوعية، لأنها تدخل في صناعاتها التحويلية وكذلك تحملها التخزين لمدة طويلة"، مردفاً أن "النخيل المنتجة لتمور الزهدي تمثل 70% من أعداد النخيل في العراق".
وبيّن أن "دائرة الوقاية في الوزارة تقوم بحملات متعددة على مدار السنة للحفاظ على النخيل من الآفات والأمراض التي ربما تلحق بها، وهنالك توجه لزراعة أصناف عالية الجودة وذات أسعار مرتفعة".
مديرية الإحصاء الزراعي الحكومية قدّرت إنتاج التمور لعام 2020 بأكثر من 735 ألف طن، بارتفاع نسبته 15% عن العام الذي سبقه (2019).
يذكر أن قانوناً صدر عام 1979 يقضي بأن من يزرع 50 نخلة أو شجرة في الدونم الواحد، فإن الأرض تصبح ملكاً له بحال أثمرت، لكن هذا القانون متوقف عن العمل الان.
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
يعد العراق من أقدم مواطن زراعة النخيل في العالم، إذ كان أول ظهور موثق لشجرة نخيل التمر في العالم القديم في مدينة اريدو التاريخية جنوبي البلاد (حوالي 4000 ق.م) والتي كانت منطقة رئيسية لزراعة نخيل التمر، كما يوجد في المتحف العراقي ختم يحتوي على رجلين بينهما نخلة تمر يعود إلى عصر الاكديين (حوالي 2730 ق.م).
وتحتوي مسلة حمورابي (حوالي 1754 ق.م) على سبعة قوانين متعلقة بالنخيل منها قانون يفرض غرامات كبيرة على من يقطع نخلة، وقوانين أخرى تتعلق بتلقيح الاشجار وبالعلاقة بين الفلاح ومالك الأرض وعقوبات على الإهمال وعدم العناية، حيث تفرض على الفلاح ان يدفع ايجار البستان كاملا إلى المالك إذا سبب اهماله أو عدم عنايته بالاشجار إلى قلة إنتاج التمر. وكان الاشوريون يقدسون أربعة اشياء هي نخلة التمر والمحراث والثور المجنح والشجرة المقدسة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً