رووداو ديجيتال
جدل واسع أثارته العمليات المسلحة التي تنفذها ما تعرف بمسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، ضد المصالح والقوات الأميركية، وبينما أبدت الحكومة العراقية بشكل رسمي وقاطع في غير مرة رفضها لتلك الهجمات؛ عبر مواطنون عراقيون عن مواقفهم، وبين رافض ومؤيد، بدت كفة الحل السياسي هي الأرجح.
المحامي محمد جمعة، قال لشبكة رووداو الإعلامية، إن "الهجمات ضد السفارات الأجنبية والقواعد العسكرية الأجنبية المتواجدة بشكل قانوني بموافقة الحكومة العراقية، تعتبر مخالفة للقانون ومحرجة ومسيئة للعراق ولسمعته الدولية"، معبرا عن أسفه ذلك لأن "هذه الهجمات تحصل من أُناس يحملون صفة شبه رسمية".
ويتفق هشام نزار وهو موظف في أحدى دوائر الدولة، مع هذا الرأي، لكن مع ذلك يشير إلى أن "إرادة الشعب هي بالضد من تواجد المعسكرات أو القواعد الأميركية"، لذلك نتمنى بأسرع وقت أن "يحل البرلمان موضوع الانسحاب الكلي للاحتلال الأميركي".
في حين رأى الأستاذ الجامعي بشير التميمي، أن "هناك توجه ربما يكون غليان في الساحة العراقية، فكما يبدو أن التناقض بين الأقطاب الموجودة في الحكومة والشارع العراقي، يخلق نوعا من التجاذبات التي تنطلق منها هذه الضربات التي قد تكون سيئة"، متمنيا أن "يعيش عراقنا حالة استقرار وازدهار تشبه جمال شارع المتنبي، الذي ينثر العلم والابتسامة والإيجابية".
بينما يقول عمر العبيدي وهو كاسب، إن "منفذي الهجمات يرفعون شعار الدفاع عن أرضهم، وهو حر بالدفاع عن أرضه. فلا نريد أجنبي داخل أراضينا، وليس من حقهم أن يستحلوا أراضينا، فمنذ زمن بعيد أراضينا محتلة، بالتالي ما يفعلونه من حقهم"، غير أننا "لانريد أن تكون هكذا هجمات، بل الحل يكون سياسياً أو غيرها، كما ليس من حق الطرف الأخر الرد على جماعتنا بالضربات، فنحن لا نؤذيهم لماذا هم يؤذوننا؟".
إلى ذلك، لفت هشام الإبراهيمي وهو موظف أيضا، إلى أن "كل ما يحدث يؤثر سلبا علينا سياسيا، وضرره يقع علينا، خصوصا في هذا الظرف"، مشيرا إلى أن "من ينفذ الهجمات ليسوا عراقيين بل من خارج العراق، ونتوقع أنهم أُناس مدسوسة، هي من تقوم بتخريب العلاقات السياسية بيننا وبين أميركا وبين دول الجوار".
يأتي ذلك في ظل تصعيد العمليات التي تشنها "المقاومة الإسلامية في العراق" ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق، في إطار دعم المقاومة الفلسطينية والرد على هجمات أميركية استهدفت مواقع تابعة لهم.
أمس السبت (9 كانون الأول 2023) وحده، أعلنت "المقاومة" استهداف القوات الأميركية في العراق وسوريا بـ 11 عملية خلال ليلة واحدة، وهي أكبر حصيلة للاستهدافات، التي تضمنت استهداف السفارة الأميركية ببغداد الجمعة الماضية (8 كانون الأول 2023) في عملية أولى من نوعها منذ بدء العمليات، لتؤجج مواقفة عراقية وأميركية حادة.
فعلى خلفية ذلك، وجّه القائد العام للقوات المسلحة العراقية، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، القيادات الأمنية كافة، بملاحقة مرتكبي "الاعتداء الإرهابي"، وتقديمهم للعدالة، والتحقيق بحق المقصرين من القوة الماسكة للمنطقة المستخدمة في الاعتداء، ومعاقبتهم، مع استبدال القوة الماسكة للمنطقة.
من جانبه أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي مع السوداني، السبت (9 كانون الأول 2023) أن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، كتائب حزب الله وحركة النجباء، "منظمتين إرهابيتين"، مسؤولتين عن معظم الهجمات ضد أفراد التحالف الدولي، وأن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في الرد بشكل حاسم ضد تلك الجماعات.
وأحصت واشنطن 77 هجوماً منذ 17 تشرين الأول ضدّ قواتها في العراق وسوريا، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق أحدث حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي.
كما يشار، إلى أن القوات الأميركية من جانبها كانت قد نفذت عدة ضربات في غرب ووسط وشمال العراق، ضد جماعات قالت أنها عملت على استهداف قواتها، ما أسفر عن 15 قتيل، وعدد من المصابين، من كتائب حزب الله وحركة النجباء اللتين تبنين تشييع القتلى والثأر لهم.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً