رووداو ديجيتال
تركيا التي لم تدخر جهدا إلا وعملت به للمساعدة على الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد طيلة عقد ونيف، هي الآن "مستعدة لاستضافة الأسد بأي وقت"، هذا المقتبس الأخير جملة من حديث للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر فيه الأحد الماضي عن نيته بالتقارب مع دمشق.
تصريح أردوغان جاء عقب تسريبات توالت حول دور مهم تلعبه بغداد في خصومة كان البعض يرى استحالة تفككها، سيما الذين كان يسمعون الأسد قبل سنوات قليلة وهو يصف نظيره التركي بأنه "مصابا بالجنون". بل لمن ينظر للفصائل المسلحة التي تدعمها أنقرة ولا تزال تسيطر على مساحات سورية كبيرة إلى جانب التواجد التركي العسكري داخل الحدود السورية.
انطلاقا من ذلك، سعت شبكة رووداو الإعلامية، للوقف على دلالات هذا التقارب بالنسبة للعراق الذي يرتبط بحدود كبيرة مع سوريا وتركيا، وانعكاساته على مستوى الملفات، خصوصا بين بغداد وأنقرة ودمشق عدة خلافات مثل قضية المياه التي تحمل فيها بغداد جارتيها مسؤولية تراجعها لديها بسبب خفض حصصها التي تصل عبر دجلة والفرات اللذان ينبعان من تركيا ويمر الأخير بسوريا.
حول ذلك تحدث، اليوم الثلاثاء (9 تموز 2024)، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي للشؤون السياسية، فادي الشمري، في محاور مركزة، مشيرا إلى أن "بغداد تعمل حاليا على ترتيب رعاية اجتماعات ثناية بين تركيا وسوريا، ولا شك أن لها فيها أجندات خاصة".
أدناه نص الحوار:
رووداو: لم يعد التقارب التركي - السوري خفيا.. أي دور لبغداد في هذا التقارب؟
فادي الشمري: لبغداد دور مهم في التقارب التركي - السوري. العراق يشترك بحدود طويلة مع كل من تركيا وسوريا، وبالتالي يتأثر مباشرة بأي تطورات في علاقاتهما.
لذلك تعمل بغداد دائما على الحفاظ على التوازن في علاقاتها الإقليمية، وتسعى لتعزيز الاستقرار في المنطقة، فالعراق لا يدخر أي جهد لتقريب وجهات النظر بين الدول.
رووداو: ما مكاسب وأهمية الدور الذي تلعبه بغداد في هذا التقارب؟
فادي الشمري: بغداد تستفيد من لعب دور الوسيط في عدة جوانب؛ منها أن تعزيز الاستقرار الإقليمي ينعكس إيجابا على الوضع الأمني والاقتصادي في العراق.
رووداو: هل يؤشر هذا الدور لبغداد باستعادة الدور المحوري في المنطقة؟
فادي الشمري: يعزز هذا الدور مكانة العراق كلاعب محوري في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تعزيز نفوذه السياسي وعلاقاته مع دول الجوار والمجتمع الدولي.
رووداو: يجري الحديث عن مساعي تبذلها بغداد على رعاية اجتماعات ثنائية بين تركيا وسوريا.. هل تم التوصل لموعد محدد بشأن تلك الاجتماعات؟
فادي الشمري: الجهود مستمرة لترتيب هذه اللقاءات، ومن المحتمل أن يتم الإعلان عن ذلك في المستقبل القريب عندما تكون الظروف مؤاتية.
رووداو: من سيمثل الجانب العراقي في تلك الاجتماعات؟
فادي الشمري: لتعدد الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها المتداخلة بين البلدين فمن المتوقع أن يمثل الجانب العراقي في هذه الاجتماعات مسؤولون رفيعو المستوى من المختصين والمعنيين بهذه الملفات.
رووداو: هل وضعت بغداد أجندات خاصة بها ضمن الاجتماعات التي تعمل على ترتيبها؟ أي بما يمكن أن تحققه من تقدم في ملفات خاصة بها عالقة مع الدولتين.
فادي الشمري: أجندات بغداد، هي التركيز على تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتأمين الحدود، والتعاون الاقتصادي، والحد من تأثير الجماعات المسلحة في المنطقة، إضافة إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين، والتعاون في محاربة التنظيمات الإرهابية.
رووداو: كيف سيؤثر هذا التقارب على العراق بحيث تبذل بغداد كل هذه الجهود من أجل تحقيقه؟
فادي الشمري: التقارب التركي - السوري يؤثر بشكل إيجابي على العراق من خلال تقليل التوترات الإقليمية وتحسين الأوضاع الأمنية، وهذا يسهم في تقليل النشاطات الإرهابية على الحدود العراقية ويعزز من الاستقرار الاقتصادي.
وكذلك يؤثر إيجابيا على العراق من عدة جوانب اقتصادية، كفتح طرق تجارية جديدة، وتسهيل حركة البضائع والسلع عبر الحدود، وتعزيز التبادل التجاري وخفض التكاليف اللوجستية.
كما أن اسقرار المنطقة، يجعل العراق أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، مما يمكن أن يجلب استثمارات جديدة، علاوة عن أن التعاون الاقتصادي مع تركيا وسوريا يمكن أن يؤدي إلى مشاريع اقتصادية مشتركة في مجالات مثل الطاقة والنقل والزراعة، بالإضافة إلى تطوير مشاريع بنية تحتية مشتركة مثل الطرق السريعة وخطوط الأنابيب.
بالتالي تدرك بغداد أن تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع جيرانها، يمكن أن يحقق فوائد كبيرة للعراق، ولذا فهي تبذل جهدا كبيرا لتحقيق هذا التقارب.
تركيا التي لم تدخر جهدا إلا وعملت به للمساعدة على الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد طيلة عقد ونيف، هي الآن "مستعدة لاستضافة الأسد بأي وقت"، هذا المقتبس الأخير جملة من حديث للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر فيه الأحد الماضي عن نيته بالتقارب مع دمشق.
تصريح أردوغان جاء عقب تسريبات توالت حول دور مهم تلعبه بغداد في خصومة كان البعض يرى استحالة تفككها، سيما الذين كان يسمعون الأسد قبل سنوات قليلة وهو يصف نظيره التركي بأنه "مصابا بالجنون". بل لمن ينظر للفصائل المسلحة التي تدعمها أنقرة ولا تزال تسيطر على مساحات سورية كبيرة إلى جانب التواجد التركي العسكري داخل الحدود السورية.
انطلاقا من ذلك، سعت شبكة رووداو الإعلامية، للوقف على دلالات هذا التقارب بالنسبة للعراق الذي يرتبط بحدود كبيرة مع سوريا وتركيا، وانعكاساته على مستوى الملفات، خصوصا بين بغداد وأنقرة ودمشق عدة خلافات مثل قضية المياه التي تحمل فيها بغداد جارتيها مسؤولية تراجعها لديها بسبب خفض حصصها التي تصل عبر دجلة والفرات اللذان ينبعان من تركيا ويمر الأخير بسوريا.
حول ذلك تحدث، اليوم الثلاثاء (9 تموز 2024)، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي للشؤون السياسية، فادي الشمري، في محاور مركزة، مشيرا إلى أن "بغداد تعمل حاليا على ترتيب رعاية اجتماعات ثناية بين تركيا وسوريا، ولا شك أن لها فيها أجندات خاصة".
أدناه نص الحوار:
رووداو: لم يعد التقارب التركي - السوري خفيا.. أي دور لبغداد في هذا التقارب؟
فادي الشمري: لبغداد دور مهم في التقارب التركي - السوري. العراق يشترك بحدود طويلة مع كل من تركيا وسوريا، وبالتالي يتأثر مباشرة بأي تطورات في علاقاتهما.
لذلك تعمل بغداد دائما على الحفاظ على التوازن في علاقاتها الإقليمية، وتسعى لتعزيز الاستقرار في المنطقة، فالعراق لا يدخر أي جهد لتقريب وجهات النظر بين الدول.
رووداو: ما مكاسب وأهمية الدور الذي تلعبه بغداد في هذا التقارب؟
فادي الشمري: بغداد تستفيد من لعب دور الوسيط في عدة جوانب؛ منها أن تعزيز الاستقرار الإقليمي ينعكس إيجابا على الوضع الأمني والاقتصادي في العراق.
رووداو: هل يؤشر هذا الدور لبغداد باستعادة الدور المحوري في المنطقة؟
فادي الشمري: يعزز هذا الدور مكانة العراق كلاعب محوري في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تعزيز نفوذه السياسي وعلاقاته مع دول الجوار والمجتمع الدولي.
رووداو: يجري الحديث عن مساعي تبذلها بغداد على رعاية اجتماعات ثنائية بين تركيا وسوريا.. هل تم التوصل لموعد محدد بشأن تلك الاجتماعات؟
فادي الشمري: الجهود مستمرة لترتيب هذه اللقاءات، ومن المحتمل أن يتم الإعلان عن ذلك في المستقبل القريب عندما تكون الظروف مؤاتية.
رووداو: من سيمثل الجانب العراقي في تلك الاجتماعات؟
فادي الشمري: لتعدد الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها المتداخلة بين البلدين فمن المتوقع أن يمثل الجانب العراقي في هذه الاجتماعات مسؤولون رفيعو المستوى من المختصين والمعنيين بهذه الملفات.
رووداو: هل وضعت بغداد أجندات خاصة بها ضمن الاجتماعات التي تعمل على ترتيبها؟ أي بما يمكن أن تحققه من تقدم في ملفات خاصة بها عالقة مع الدولتين.
فادي الشمري: أجندات بغداد، هي التركيز على تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتأمين الحدود، والتعاون الاقتصادي، والحد من تأثير الجماعات المسلحة في المنطقة، إضافة إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين، والتعاون في محاربة التنظيمات الإرهابية.
رووداو: كيف سيؤثر هذا التقارب على العراق بحيث تبذل بغداد كل هذه الجهود من أجل تحقيقه؟
فادي الشمري: التقارب التركي - السوري يؤثر بشكل إيجابي على العراق من خلال تقليل التوترات الإقليمية وتحسين الأوضاع الأمنية، وهذا يسهم في تقليل النشاطات الإرهابية على الحدود العراقية ويعزز من الاستقرار الاقتصادي.
وكذلك يؤثر إيجابيا على العراق من عدة جوانب اقتصادية، كفتح طرق تجارية جديدة، وتسهيل حركة البضائع والسلع عبر الحدود، وتعزيز التبادل التجاري وخفض التكاليف اللوجستية.
كما أن اسقرار المنطقة، يجعل العراق أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، مما يمكن أن يجلب استثمارات جديدة، علاوة عن أن التعاون الاقتصادي مع تركيا وسوريا يمكن أن يؤدي إلى مشاريع اقتصادية مشتركة في مجالات مثل الطاقة والنقل والزراعة، بالإضافة إلى تطوير مشاريع بنية تحتية مشتركة مثل الطرق السريعة وخطوط الأنابيب.
بالتالي تدرك بغداد أن تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع جيرانها، يمكن أن يحقق فوائد كبيرة للعراق، ولذا فهي تبذل جهدا كبيرا لتحقيق هذا التقارب.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً