رووداو ديجيتال
لقي معاون مدير مدرسة في قضاء الحي، التابع لمحافظة واسط شرقي البلاد، حتفه مقتولاً على يد شقيق أحد الطلاب.
معاون مدير مدرسة الشهيد علاء برهان، المدعو (محمد حسون عمش الشحماني)، هو من تولد 1977، واثناء قيامه بمتابعة الطلاب في مدخل المدرسة يوم الخميس (5 تشرين الأول 2023) تلقى وابلاً من الرصاص من قبل شخص يقود دراجة نارية، هو شقيق احد الطلاب الراسبين، الذي كان قد هدد المدرسة قبلها.
معاون المدرسة، وقبل مقتله قام بتسجيل بلاغ حول تهديد شقيق الطالب الراسب في الصف الخامس الابتدائي، علماً أنه راسب بعدة مواد من بينها المادة التي يدرسها المعاون.
قبل نحو سنة، شهد قضاء الحي مقتل احد الكوادر التربوية فيها.
قضاء الحي هو أحد أقضية محافظة واسط (مركزها مدينة الحي) وتقع إلى الجنوب الشرقي من بغداد العاصمة، وهو قضاء يقع على ضفاف نهر الغراف الذي يقسم المدينة إلى الولاية والكرادة، ويعتبر أهم معلم فيها ضريح التابعي سعيد بن جبير أحد المفسرين والعلماء إبان حكم الحجاج ومن المعالم وتحديدا شرقها آثار مدينة واسط الأصلية (منارة واسط) دار الحجاج ومكان الخلافة آنذاك.
القبض على القاتل
من جانبها، أعلنت شرطة واسط في بيان لها، أنه "وبعد حصول حادث قتل جنائي في قضاء الحي وجه قائد شرطة المحافظة اللواء الركن محمد قاسم الفهد بكشف ملابسات الحادث وتشكيل فريق عمل من قسم مكافحة الاجرام وقسم شرطة الحي والأجهزة الأمنية والاستخبارية لملاحقة الجاني والقاء القبض عليه، وعلى الفور باشر فريق العمل مهامه".
وأضاف بيان قيادة شرطة واسط، أنه "وبعد جهد أمني متميز وعمل دؤوب وبمهنية عالية وبوقت قياسي قصير، تم التوصل الى القاتل، والقي القبض عليه وضبط السلاح المستخدم في الجريمة وتم ايداعه التوقيف لإكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقه".
قيادة شرطة واسط والأجهزة الأمنية أكدت في بيانها، أنها "تعمل بشكل متواصل لفرض القانون وملاحقة المطلوبين والمتهمين وتعزيز السلم المجتمعي".
رفض أشكال اللجوء إلى العنف والجريمة
من جانبه، دعا محافظ واسط، محمد جميل المياحين في بيان له عقب الحادث، شيوخ العشائر الى إرساء قواعد السلم المجتمعي في المحافظة، من خلال رفض كل اشكال اللجوء إلى العنف والجريمة لحل النزاعات العشائرية.
وقال المياحي في بيانه: "نُعزي الأسرة التربوية في محافظة واسط، وإخوتنا أبناء عشائر الشحمان الكريمة، وأهالي قضاء الحي الكرام بوفاة الأستاذ المرحوم محمد حسون عمش الشحماني المعاون في مدرسة الشهيد علاء برهان، والذي راح ضحية جريمة جنائية مؤسفة".
واضاف المياحي انه "في الوقت الذي نُعرب فيه عن تعازينا ومواستنا الحارة لذويه وأبناء عمومته، نُثمن دور القوات الأمنية البطلة التي تمكنت من اعتقال المتهم في أقل من 3 ساعات بعد اقترافه هذه الجريمة النكراء، ومن هنا ندعو أصحاب الوجاهة، وكبار القوم وشيوخ العشائر الأصيلة، الى ضرورة أخذ دورهم الريادي في اطفاء مثل هذه الفتن، واصلاح ذات البين، وإرساء قواعد السلم المجتمعي في محافظتنا الآمنة، من خلال رفض كل اشكال اللجوء إلى العنف والجريمة لحل النزاعات العشائرية، والحد منها، والتعاون التام مع الأجهزة الأمنية، وهذا عهدنا المعهود بهم".
كما دعا المياحي "الأخوة الكرام في تربية قضاء الحي إلى تنظيم وقفة صمت لقراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد في عموم مدارس قضاء الحي، كحالة من التضامن مع الاستاذ المرحوم، والاعلان عن الرفض لكل حالات التعدي والتجاوز على الملاكات التربوية لأي سبب كان، ومن أي جهة كانت".
يشار الى ان الكثير من العشائر جنوبي العراق، تمتلك نفوذاً وسطوة مجتمعية كبيرة، إضافة لحضورها وتأثيرها في المشهد السياسي، ونفوذاً لدى الفصائل المسلحة، حيث يمثل هذا النفوذ شبكة علاقات واسعة، يجعل من الصعوبة جرد السلاح وحصره بيد الدولة.
ولطالما وجهت الى القوات الامنية مطالبات ومناشدات بضرورة حصر السلاح بيد الدولة، من خلال تعزيز قوة الدولة وقدرتها على فرض القانون ومحاسبة كل من يحمل السلاح خارج نطاق الدولة، وضرورة العمل على إيجاد وثيقة وطنية بين العشائر العراقية في تلك المناطق من شأنها تجريم هذه الظاهرة وتوظيف البنية العشائرية في إعادة بناء الدولة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً