رووداو – بغداد
تحولت أغلب مناطق بغداد إلى ما يشبه القواعد العسكرية، فيما ترنو أعين الحكومة والمتظاهرين إلى ساحة التحرير، أما المناطق المحيطة بالساحة فتكتظ بالقوات الأمنية.
على امتداد تاريخ العراق، كانت ساحة التحرير مكاناً للتظاهر بل حتى الانقلاب العسكري، واليوم باتت عجلات الهمر والآليات العسكرية في حالة تأهب كما لو كانت تستعد لعملية ضد قوة مسلحة لا متظاهرين.
وعلى الرغم من منعهم من التظاهر في ساحة التحرير، لكن الاحتجاجات مستمرة في مدينة الصدر ومناطق متفرقة من بغداد.
ذهب موفد شبكة رووداو الإعلامية، هونر أحمد، إلى مدينة الصدر، حيث تبدو ملامح التوترات واضحة من بعيد، ويتهافت المتظاهرون على عرض مقاطع الفيديو التي لم يتمكنوا من نشرها بسبب قطع الانترنت.
وقال أحد المتظاهرين لموفد رووداو: "أما تظهر الشهداء أو تذهب إلى بيتك".
يقال إن قناصاً كان يتخذ سطح هذا المبنى مركزاً له فبالإضافة إلى الإطلاقات النارية، كان القناصون يستهدفون المتظاهرين لتفريقهم.
وشهد طاقم رووداو رمي الرصاص الحي بشكل مباشر من قبل القوات الأمنية على المتظاهرين وإصابة أحدهم بجروح بعد تعرضه للقنص كما قيل.
سقط 33 قتيلاً وجريحاً في مظاهرات مدينة الصدر، ويريد المتظاهرون الوصول مجدداً إلى ساحة التحرير، لكن الإطلاقات المكثفة تمنعهم من ذلك، وهم على مسافة تقدر بـ5 إلى 8 كلم عن الساحة.
يقول المتظاهرون إنهم لا يثقون بالوعود التي أطلقها رئيس البرلمان ورئيس الحكومة ويطالبون الأمم المتحدة بالتدخل وإدانة قتل المتظاهرين.
وأشار متظاهر إلى أنه: "نقول للأمم المتحدة، إن المرجعية تخلت عنّا وكذلك جميع السياسيين من الشيعة والسنة والكورد، وبقي الشعب في مواجهة ميليشيات عادل عبدالمهدي وأمثاله".
ولفت آخر إلى أنه "سنعيد ثورة العشرين، لم يبق شيء لتحقيق ذلك".
يتمثل الخطر في أن تتحول المظاهرات إلى مواجهة مسلحة، ويفكر المتظاهرون الآن في هذا الخيار إذ قال أحدهم : "إذا استمر الحال هكذا، فسنلجأ للسلاح وستندلع حرب شوارع".
تشير الحصيلة الرسمية إلى سقوط 110 قتلى وأكثر من 6 آلاف جريح لكن المتظاهرين يتحدثون عن إحصائية أخرى، وقال أحدهم: "عدد الشهداء يصل إلى 350 و400 شهيد في جميع المحافظات".
وأوضح أحد المتظاهرين: "أطالب بحقوقي المشروعة وليس هنالك أحد يمثلني، أبحث عن وطن لا عن أي شيء آخر"، وقال آخر: "مظاهراتنا سلمية لأننا نريد التغيير وفرص العمل والخدمات الصحية والتربوية والحياة الكريمة، لقد قطعوا الانترنت لمنع الإعلام من تغطية مظاهراتنا، نحن لا نريد تغيير وزارات بل تغيير الحكومة، ولا تخيفنا طلقاتهم ولا قمع المظاهرات سواء بالرصاص الحي أو القنص".
بعد مقتل رفاقهم وأهاليهم، لا يتوانى المتظاهرون عن إضرام النار في العجلات العسكرية ورغم كل ضغوط القوات الأمنية لتفريقهم لكنهم مصرون على التظاهر بانتظار موقف حاسم من الصدر.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً