انسحاب الأميركان من العراق.. جدولة سرية أم اتفاق مشروط مؤجل؟

07-09-2024
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة العراق أميركا قاعدة عين الأسد قاعدة حرير
A+ A-
رووداو ديجيتال

تدور في الأوساط السياسية أحاديث عن اتفاق عراقي - أميركي، على انسحاب كامل للأخيرة من العراق عام 2026، على أن تبدأ العملية اعتباراً من العام المقبل 2025.
 
لكن هذه الأحاديث والتسريبات لا يوجد اعلان رسمي لها سواء من بغداد أو من واشنطن، رغم عقد اجتماعات مستمرة بين المسؤولين الأميركان، ومنهم السفيرة الينا رومانوسكي، مع مسؤولي الحكومة وقادة الاحزاب السياسية المتنفذة في العراق، والبيانات الصادرة عقب الاجتماعات والتي لا تعدو غير كونها بروتوكولية.
 
بعد غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية للعراق عام 2003، انسحبت تلك القوات من البلاد في عام 2011، لكن في عام 2014، وبعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل وعدة مدن أخرى وإعلانه "الخلافة الإسلامية" في المناطق التي تمكن من بسط نفوذه عليها في العراق وسوريا، طلبت الحكومة العراقية رسمياً من الولايات المتحدة والأمم المتحدة مساعدتها في هزيمة التنظيم وحماية أراضي العراق وشعبه.
 
أفضى ذلك إلى عودة قوات تحالف بزعامة أميركية إلى البلاد، وبدء عملية "العزم الصلب" الرامية إلى مساعدة القوات العراقية على دحر قوات التنظيم واستعادة الأراضي التي سيطر عليها.
 
واحتفظت واشنطن بحوالي 2500 جندي في العراق، حتى بعد إنهاء مساعي تنظيم داعش لإقامة خلافة إسلامية في عام 2019. 
 
بحلول نهاية عام 2021، انتهت رسمياً العمليات القتالية الأميركية في العراق، وأصبحت مهمة قواتها هناك تقديم المشورة والعون للقوات العراقية لزيادة قدرتها على أن تعمل بشكل مستقل ضمن جهودها الساعية إلى تحقيق الاستقرار للمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم، وفي الوقت ذاته مواصلة مداهمتها للمواقع الصغيرة التي لايزال يتحصن بها التنظيم لاسيما في غرب البلاد عبر خلاياه الصغير، التي تقوم بعمليات بين الفينة والأخرى ضد القوات الأمينة العراقية أو ضد الأهالي.
 
"انسحاب من عين الأسد"
 
بهذا الصدد، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية وعد القدو، لشبكة رووداو الاعلامية، إنه "وحسب المعلومات التي لدينا، هنالك اتفاق عراقي - أميركي على انسحاب القوات المحتلة الأميركية من قاعدة عين الأسد ومن مطار بغداد الدولي وذهابهم الى قاعدة حرير في أربيل وبقائهم لمدة عام".
 
وأضاف أنه "ومن بعد ذلك يتم الانسحاب من قاعدة حرير بعد اكمال الانسحاب التام للقوات الأميركية المحتلة على الأراضي العراقية بشكل تام وانهاء الوجود الأميركي على الأراضي العراقية بشكل تام".
 
ولفت وعد القدو الى أن "هذا ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة العراقية، وسوف يعلن وينفذ خلال الايام القليلة المقبلة"، حسب قوله.

 

 
تأخر اعلان الانسحاب الأميركي
 
أما عضو تيار الحكمة رحيم العبودي، فيقول لشبكة رووداو الاعلامية، إن "العراق خاض أكثر من جولة في مباحثاته مع الجانب الأميركي، خصوصاً بعد زيارة القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني الى البيت الابيض والى البنتاغون، وكانت جولة موسعة كبيرة جداً من أجل وضع النقاط على الحروف في مسألة انسحاب القوات المقاتلة من الجانب الأميركي ومن قوات التحالف الدولي".
 
ونوّه الى "تميز ذلك بنقل علاقات الجانبين من مرحلة التدخل الأمني المباشر الى التدخل غير المباشر بالمعلومات المخابراتية وبالتسليح وبقضايا الاستثمار من الجانب الأميركي ودخول الشركات الأميركية الى العراق والتجهيز وعمليات التنقيب عن النفط والغاز"، مبيناً أن "المصالح الاميركية بدأت تتوسع، وبالتالي فإن عملية نقل العلاقات أصبحت واجبة، ولذلك رأينا الجانب الأميركي بدأ يدخل في مفاوضات تفصيلية وتم تشكيل لجان بين الطرفين".
 
بخصوص تأخر اعلان الانسحاب الأميركي من العراق وفيما اذا كانت هنالك شروط تسبق عملية الانسحاب، رأى العبودي أن "بيان اعلان الانسحاب الكامل تأخر، لكن العراق كان مصراً على هذه الجدولة وعملية الانسحاب لأمر مهم جداً، وهو اكتمال السيادة العراقية وأيضاً جاهزية القوات العراقية على حماية الأراضي والأجواء، وبالتالي انتقلنا في العلاقة مع الجانب الدولي والجانب الأميركي الى علاقات اقتصادية سياسية متطورة، وكان لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني دور كبير فيها".
 
العبودي، عدّ هذه الدبلوماسية "العالية في قيادة الوضع في الداخل والتعاطي مع هذه القضية بأولوية جعلت العراق يصبح على أعتاب أن يكون هنالك جلاء لكل هذه القوات في البلاد ابان عام 2025 والانتهاء من هذا الموضوع في عام 2026".

 

 
"لا يوجد أميركان في حرير"
 
من جانبه، قال مصدر رفيع من قاعدة حرير لشبكة رووداو الاعلامية يوم السبت (7 أيلول 2024) إنه "لا توجد قوات أميركية في قاعدة حرير في الوقت الحالي"، مبيناً أن "كل ما تبقى هو مكانهم الذي كانوا فيه في الماضي".
 
في بداية عام 2020، صادق مجلس النواب العراقي على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية. 
 
جاء ذلك عقب اغتيال قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة جوية أميركية استهدفت مركبة في محيط مطار بغداد، وأسفرت أيضاً عن مقتل أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وآخرين.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب