انتعاش السياحة الدينية والحركة الاقتصادية في كربلاء جراء توافد الزائرين

07-08-2022
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة كربلاء محرم عاشوراء
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

أفاد مدير غرفة تجارة كربلاء زمان فرهود، بحصول انتعاش ملحوظ في السياحة الدينية وكذلك الحركة الاقتصادية في المحافظة، جراء توافد الزائرين الى كربلاء سواء من باقي المحافظات او من الدول.
 
وقال فرهود لشبكة رووداو الاعلامية، الاحد (7 آب 2022) ان "أعداداً كبيرة من الزائرين من مختلف المحافظات وكذلك من عدد من الدول مثل ايران واذربيجان ولبنان والبحرين والسعودية والهند، بدأوا بالتوافد الى محافظة كربلاء لتأدية زيارة محرم ومراسم عاشوراء".
 
وأوضح فرهود أن "جائحة كورونا في السنتين الاخيرتين أثرت على اعداد الزائرين الى محافظة كربلاء، وكانت الحركة مشلولة فيها، أسوة بباقي أنحاء العالم، ما أثر سلبياً على الحركة الاقتصادية في المحافظة"، مردفاً: " الآن بدأنا نتجاوز هذه الازمة وبدأ الزوار بالتوافد الى المحافظة، والسياحة الدينية بدأت نتنعش وكذلك الاسواق التجارية".
 
يذكر أن لمناسبة عاشوراء في ذاكرة المسلمين الشيعة مكانة خاصة، إذ يحيون سنويا طقوس مقتل الإمام الحسين بن علي (ع) بالقرب من كربلاء في القرن السابع للميلاد.
 
ومثّل مقتل الإمام الحسين سنة 61 هجرية فاصلاً تاريخياً دأب الشيعة على استحضاره سنوياً للتفكّر في دلالاته ومعانيه، إلا أن رمزية الحدث وعِبَره امتدت إلى أوساط اجتماعية وسياسية واسعة تقف ضد الظلم وتطالب بالعدالة.
 
وتبدأ طقوس هذه المناسبة في الأول من محرم لتبلغ ذروتها في العاشر منه، فلم تقتصر على المجتمع الشيعي في العراق بل يجري إحياؤها في بلدان إسلامية أخرى، لهذه الطائفة وجود فيها، كما امتدت إلى بلدان المهجر أيضا.
 
تقام خلال الأيام العشرة الأولى من محرم المجالس الحسينية وتسيّر المواكب لاستذكار الحدث والتعبير عن الحزن، وينتشر اللون الأسود تعبيراً عن الحزن ليشمل الملابس والرايات الحسينية.
 
وتعد تلك المجالس والمواكب، التي يرافقها تقديم الطعام لمن يحتاجه، من أهم الطقوس لدى الشيعة الذين يؤمنون بأن لمقتل الحسين دوراً في ترسيخ الدين وديمومة المعتقد، لما يملكه من شاهد على الثبات على المبدأ والمطالبة بالحق.
 
يجري إحياء ذكرى مقتل الحسين، وأربعينيته كذلك، في مدينة كربلاء التي يؤمها الزوار من مناطق مختلفة في العراق وخارجه، لكن طقوسها تمارس أيضا في المدن الأخرى التي تقطنها غالبية شيعية في العراق، إضافة الى بلدان أخرى.
 
كانت السلطات العراقية إبان حكم الرئيس الأسبق صدام حسين قد اتخذت إجراءات للحد من ممارسة طقوس الشيعة الذين يشكلون الأكثرية السكانية في البلاد، لكن إجراءات التضييق تلك لم تكن الأولى من نوعها في التاريخ، فقد تعرضت الطقوس الشيعية إلى مواقف مشابهة في فترات تاريخية سابقة.
 
ويشير المؤرخون الشيعة إلى أن شعائر عاشوراء منعت في بعض الحواضر إبان حكم المماليك الذين حكموا العراق بين منتصف القرن الثامن عشر إلى الربع الأول من القرن التاسع عشر، لكنها استؤنفت فيما بعد خلال الحكم العثماني عندما وقعت الاستانة وثيقة سلام مع الإيرانيين إثر انتهاء حكم المماليك.
 
كما جرت مساع أخرى للسيطرة عليها في فترات أخرى من تاريخ العراق الحديث وخاصة في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، أي إبان الحكم الملكي.
 
ويعد الدافع السياسي من أهم العوامل التي تحدو بالسلطات إلى اتخاذ إجراءات لمنع تحول تلك الممارسات إلى أداة ضغط سياسية، لكونها مناسبة للتعبير عن الاعتراض أو الرفض أو الاحتجاج، وربما تشكل حافزاً للانتفاضات العشائرية والمناطقية.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب