اجتماعات سرية في بغداد لإعادة العلاقات الايرانية - المصرية

06-05-2023
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة العراق ايران مصر
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

شهدت العاصمة العراقية بغداد مؤخراً، اجتماعات سرية لم يتم الاعلان عنها، لتقارب واعادة العلاقات بين ايران ومصر، بحضور وفدين من هاتين الدولتين وباشراف وفد عراقي حكومي، وفقاً لمصدر سياسي مقرب من هذه الاجتماعات.
 
وقال المصدر لشبكة رووداو الاعلامية ان "هنالك اجتماعات عقدت في بغداد للتقريب بين ايران ومصر بحضور وفود من الدول الثلاث (العراق ومصر وايران)"، مبينا ان "الهدف هو الوصول الى استقرار المنطقة".
 
واشار المصدر الى "وجود مناطق ملتهبة في العالم مثل بحر الصين واوكرانيا ومناطق اخرى، ومنطقة الشرق الاوسط لديها كميات كبيرة من الطاقة، وامدادات الطاقة البديلة للسوق الروسية ستكون عبر العراق، لذا لابد ان يستقر العراق ويكون عامل استقرار في المنطقة".
 
ونوه المصدر الى ان "رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قاد ايضا مبادرة لتقارب بين الاردن وايران بهدف اعادة العلاقات بينهما، يضاف الى استمرارية التقارب في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران، فضلاً عن تقارب بين تركيا وسوريا، وايضاً بين قطر ودول الخليج"، لافتا الى ان "الوفود من هذه الدول تأتي سراً الى بغداد وتتم الاجتماعات بشكل سري".
 
المصدر، أوضح ان "الدبلوماسية العراقية بذلت جهوداً في استمرار الحوارات بين دول المنطقة، لتكوين تحالف مصالح وليست محاور سياسية".
 
لعبت بغداد في العامين الأخيرين دور الوسيط في محادثات جمعت بين السعودية وإيران، بعد قطع البلدين علاقتهما الدبلوماسية في العام 2016.
 
ورحبت كل من ايران والسعودية بالجهود المبذولة من قبل الحكومة العراقية من أجل تعزيز الحوار والتعاون بين السعودية وإيران.
 
استفادة ايران من عمق العراق العربي
 
الى ذلك، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مثنى أمين لشبكة رووداو الاعلامية: "لا املك معلومات عن هذه الاجتماعات، لكن هذا الكلام متوقع جداً، خصوصاً وان ايران تريد الاستفادة من البعد والعمق العربي للعراق، من اجل ايصال علاقاتها الى ابعد مدى".
 
وأوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مثنى أمين أنه "من المتوقع والطبيعي ان تطلب ايران مثل هذا الطلب من العراق"، مستدركاً انه "لكن لا نعلم الاليات والافاق المتوقعة من هذه اللقاءات والوساطة بين العراق وهاتين الدولتين (مصر وايران)".

 

 
خطوات ايرانية سريعة للتقارب مع الدول العربية
 
من جانبه، قال علي الغانمي، عضو تيار الفراتين، بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لشبكة رووداو الاعلامية ان "ايران لها امكانية دبلوماسية عالية، ودولة لها تاريخ في الحركة الدبلوماسية، وبالتالي وُضعت في شبه عزلة دولية، لذا من حقها ان تسعى الى تغيير ما موجود من افكار عنها سواء على مستوى الدول الاسلامية او على مستوى دول المنطقة".
 
واضاف الغانمي ان "هذا الموضوع غير مخفي، وهنالك جهود تبذل من اجل تطوير العلاقات، وخصوصا في ظل حركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاخيرة ودوره في محاولة اخراج مصر من تبني افكار جديدة دون ان تكون هنالك استقلالية تامة، وهي تفتح افاق التعاون مع الجمهورية الاسلامية وهنالك حرية لها في اعادة العلاقات الدبلوماسية مع ايران|.
 
الغانمي، اشار الى انه "لم تكن هنالك حالة تتطلب مراجعة تاريخية للعلاقات، ولم تجد ان هنالك جدوى حقيقية من مقاطعة ايران، خصوصاً بعد عملية التقارب الايراني السعودي الأخير"، مردفاً ان "بعض الدول كانت متضامنة مع السعودية في قطع علاقاتها مع ايران، والان السعودية هي التي بدأت تعيد علاقاتها بسرعة كبيرة جداً على جميع المستويات ومنها العلاقات الاقتصادية والثقافية".
 
عضو تيار الفراتين نوه الى ان "العلاقات بين ايران والسعودية بدأت تخطو خطوات سريعة جداً، فايران بلد اقتصادي نفطي كبير وموارده مهمة بالنسبة للعالم، ومصر هي دولة عربية كبيرة لديها طموح في ان يكون لها دور اكبر في المنطقة كما كان في عهدها السابق، كما ان العلاقات الايرانية المصرية كبيرة من الناحية التاريخي".
 
ولفت الغانمي الى ان "حكومة السيسي ليست لديها موانع مع ايران ولم نلحظ تفاعلاً مصرياً مع القرارات التي تتخذ ضد ايران، لأن مصر لا تريد ان تعبر عن ارتياحها للقرارات الاميركية، ولا تريد ان تظهر انها تابعة لاميركا في قراراتها، فمصر تعبر عن وجهة نظرها ازاء علاقاتها مع من تريد".

 

 
ومنذ نيسان 2021، استضافت بغداد، مباحثات مباشرة على مستوى منخفض التمثيل بين إيران والسعودية. وضمت الوفود ممثلين أمنيين ودبلوماسيين لكلا البلدين، ورعى رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي 5 جولات منها.
 
يعكس التوجه الحالي لحكومة محمد شياع السوداني تطابقاً واضحاً مع الحكومة السابقة فيما يتعلق بملف العلاقات الخارجية للعراق، وأبرز نقاط هذا التطابق تظهر من خلال تأكيدات المسؤولين العراقيين على عدم الانضمام إلى سياسة المحاور في المنطقة ومحاولة أداء دور التهدئة. 
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب