معد فياض
عبر البرلماني وعضو لجنة الامن والدفاع النيابية السابق، حامد المطلك، وبمناسبة العيد الـ 103 لتأسيس الجيش العراقي عن فخره واعتزازه بهذا الجيش، موضحا: "انا كنت آمر لواء دفاع جوي وتقاعدت عام 1991 برتبة عميد ركن بينما اقراني اليوم هم برتبة فريق في الجيش العراقي"، معتبرا وجود "الميلشيات المسلحة خطرا لاضعاف العراق".
وقال المطلك لشبكة رووداو الاعلامية اليوم السبت (6 كانون الثاني 2024): "عندما اقول اني كنت في الجيش العراقي اشعر بالفخر والاعتزاز لأن هذا الجيش تشكل على اسس وطنية حقيقية للقيام بمهماته الاساسية وهي الحفاظ على سيادة العراق وامنه وحدوده وكرامته"، مشيرا الى ان "الجيش العراقي السابق كان يمثل العراقيين بمختلف قومياتهم واديانهم وطوائفهم بدون تمييز.. كان جيش عراقي يمثل العراق وواجبه حماية ارض وسماء ومياه البلد وحدوده وكرامة العراقيين وهو موضع احترام وفخر لكل العراقيين".
وأكد حامد المطلك أن "هدف الميلشيات المسلّحة الرئيس هو اضعاف الجيش العراقي، واذا عندنا جيش موحد وكذلك الشرطة فلماذا توجد هذه الجهات المسلحة.. والدولة اعترفت بهذه الميلشيات تحت تسمية الحشد الشعبي وهذا خطأ كبير واثبت خطورته طيلة 20 سنة وبلا علاج.. حتى الفصائل المسلحة تتقاتل اليوم فيما بينها، هذه اجراءات فرضت على العراق وليست من مصلحته ابدا وانما لتفتيت نسيجه الداخلي واضعاف القوات المسلحة ونحن نحتاج جيش وشرطة لكل العراقيين وقانون يطبقه الجيش والشرطة لحماية البلد.. لا نحتاج فصائل مسلحة تتقاتل مع بعضها وتمزق البلد لتنفيذ اجندات خارجية".
وطالب البرلماني السابق والعميد الركن المتقاعد من الجيش العراقي، حامد المطلك "بحل كل هذه المسميات، الميلشيات والحشد الشعبي، والاعتماد على جيش عراقي واحد يكون للجميع فيه نسبة تمثيل متساوية ومنتسبيه من كل اطياف الشعب العراقي وفق شروط تنطبق عليهم جميعا لا فرق بين كوردي وعربي او سني وشيعي او مسلم وغير مسلم.. واعتماد اسس وطنية نزيهة وكفوءة لبناء هذا الجيش الذي هدفه الاول حماية البلد وامن المواطنين".
وحول حل الجيش العراقي السابق بعد 2003، اوضح العميد الركن المتقاعد، حامد المطلك، قائلا: "اليوم وبعد الاحتلال الاميركي اقولها بامانة أن جهات معينة كان هدفها اضعاف العراق ولا تستطيع القيام بذلك الا بعد ان تُضعف الجيش العراقي، وهكذا عملوا على حل الجيش العراقي وانهاء دوره الوطني الذي يعتز به كل العراقيين وكان ذلك خطأ كبيرا وقاتلا لان من يمثل العراق هو جيشه المكون من كل ابناء الشعب العراقي بغض النظر عن اية تسمية معينة"، مضيفا: "كان جيش العراق هو العراق وحل هذا الجيش هو اضعاف العراق، وانهاء دوره الوطني الذي يعتز به كل العراقيين"، منبها الى ان "مواقف الجيش العراقي مشرفة ليست في العراق فحسب بل في الوطن العربي، حيث شارك في الحروب ضد اسرائيل في الاعوام: 1948 و1967 و 1973".
وتحدث حامد المطلك عن مستوى الانضباط العسكري بين الجيش العراقي السابق والحالي، قائلا: "لا توجد اية مقارنة على الإطلاق بين الجيشين، حيث كان الجيش العراقي السابق ضمن مقدمة جيوش العالم من ناحية الضبط والانضباط والانتظام والنظام والالتزام بالأوامر وتنفيذها واتباع سلسلة الاوامر بشدة، وفي كل الحروب التي دخلها كان مميزا بين الجيوش الاخرى"، لافتاً الى انه "لم يكن هناك اي تمييز في اختيار الضباط والامرين بين عربي او كوردي، مسلم او غير مسلم ولم نفرق في وحداتنا العسكرية بين عراقي وآخر على الاطلاق.. وعلى مستوى القيادة كانت تعتمد المواصفات العسكرية البحتة لاختيار الآمرين والقادة والدليل انه كان هناك في الجيش العراقي قادة اكراد وسنة وشيعة وغير مسلمين".
نفى عضو لجنة الامن والدفاع النيابية السابق، ان يكون "حزب البعث قد ساهم باضعاف الجيش عن طريق تقديم ضابط على آخر اعتمادا على درجته الحزبية بل كانت الكفاءة والرتبة العسكرية هي الفيصل في ذلك"، مضيفا: "من وجهة نظري وحسب تجربتي اقول في عهد حزب البعث كان الجيش العراقي يصنف باعتباره الجيش الرابع او الخامس في العالم هذا التصنيف لم يأت اعتباطا ابدا، ولو كان لحزب البعث دور في اضعاف الجيش لما اعطي هذا التصنيف سواء في حروبنا مع اسرائيل او خلال الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثمان سنوات وانتصر فيها الجيش العراقي".
واستغرب حامد المطلك من الشائعات التي تحدثت عن وجود دعم غربي، اميركي، للجيش العراقي خلال الحرب العراقية الايرانية، وقال: "لم يتلق جيشنا خلال حربنا مع ايران اي دعم غربي، اميركي، او عربي وهذه مجرد شائعات لتشويه سمعته فانا لم اشاهد او اطلع على اي دعم من هذا النوع باستثناء الاسلحة التي كان العراق يشتريها من مناشئ مختلفة كما هو حال غالبية جيوش العالم وكان جيشنا يستخدم هذه الاسلحة بكفاءة عالية".
واقر المطلك بأن "ما يسمى بـ (الدمج) قد اثر سلبيا على اداء الجيش العراقي"، موضحاً أنه "عندما ناتي بشخص اقل قدرة وكفاءة ونضعه بدلا عن آخر كفوء وقادر على اداء مهماته فهذا بالتاكيد يؤثر سلباً على اداء الجيش او الشرطة، لكن بالنتيجة ومع مرور الزمن لن يتصدر المشهد القيادي الا الاكفاء".
اعتبر المطلك مقاتلة الجيش العراقي في حقب سابقة للكورد خطأً جسيما سببه "اجندات خارجية لتمزيق وحدة الشعب العراقي، فالكورد جزء مهم من شعبنا لكن الاجندات السياسية والتدخلات الخارجية والرغبة بإضعاف البلد كانت تشمل الكورد والسنة والشيعة وتحاول إضعافهم، وكانت هناك خلافات بين الكورد والحكومات العراقية، والتدخلات الخارجية استمرت باشعال الفتن بين الاكراد والحكومات حتى وصلنا الى احتلال القوات الاميركية للعراق والعراقيين الذين ساهموا بهذا الاحتلال يعضون اليوم اصابع الندم.. هناك اجندات خارجية تحاول حتى اليوم تمزييق النسيج العراقي لكن على المستوى الشعبي فان العراقيين متلاحمين على العكس من السياسيين المنتفعين من تمزيق هذا النسيج"، مشيرا الى ان "نسبة الكورد في الجيش العراقي لا تتجاوز الـ 1%.. فبعد 2003 وقيام اقليم كوردستان صار للكورد جيشهم الخاص (البيشمركة) المعترف به دستوريا اضافة الى الجيش العراقي، ونحن نتمنى ان يكون هناك جيش عراقي واحد وبضمنه قوات البيشمركة، وليس للشيعة والسنة وغيرهم جيوش خاصة.. جيش واحد ينتمي للوطن ويدافع عن شعبه.. نحن ابناء هذا البلد والمفروض يكون الجيش العراقي هكذا وكذلك في كل مؤسسات الدولة"، معتبرا ان "للتدخل الايراني تاثير سلبي كبير على الجيش العراقي لاضعاف البلد عموما ولعدم تمكين السياسيين الوطنيين الصادقين المخلصين من تحقيق اهدافهم ببناء عراق مستقر وآمن".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً