عشوائيات بغداد التي احتلت المركز الأول
رووداو ديجيتال
تحت سقوف الصفيح، وداخل المنازل المتهالكة، قصص مأساوية كثيرة، فالعوز والفقر واضح على وجوه الجميع، منهم المواطن "أبو علي" أحد سكان العشوائيات بمنطقة الشعب شمالي بغداد، إذ بقي وحيداً بعدما فقد ابنه حياته دون أن يستطيع إنقاذه ونقله الى المستشفى، بسبب الوضع المزري للأزقة، أما "أبو ياسر" الذي لديه 7 أطفال، فإنه يجمع المعادن وقطع الحديد من القمامة لكسب قوت يومه وعائلته، يتحدثون لشبكة رووداو الإعلامية، عن معاناتهم في منطقة تعاني شح الخدمات.
عبد الرضا كاظم، كاسب يسكن في العشوائيات، قال لشبكة رووداو الإعلامية: "لا يوجد لدينا ماء مستمر، وأحياناً يطلب أحدنا من الآخر عندما ينهي ملء خزان الماء الخاص به، لغرض خزنه واستخدامه لمبردات الهواء على الأقل"، مبيناً أن "المعيشة صعبة للغاية خصوصاً عندما تمطر في الشتاء يزداد الوضع سوءاً".
أما العامل الذي يسكن العشوائيات أيضاً، محمد رحيم، ذكر لشبكة رووداو الإعلامية أن "المنطقة بقيت على حالها ولم يتغير شيء منذ أن كانت مساحات فارغة لا بناء فيها"، مستدركاً أن "الناس أتوا وشيدوا لهم بناء في هذا المكان لأنهم لا يملكون أماكن أخرى في حين تبحث عن عمل لكسب لقمة العيش".
أكثر من 3 ملابين وحدة سكنية، هو ما يحتاجه العراق للحد من المناطق العشوائية والتجاوزات على الأراضي، وفق ما تشير إليه إحصائيات وزارة التخطيط التي لفتت إلى أن تلك المناطق تتزايد طردياً مع التزايد السكاني المضطرد في البلاد.
عبد الزهرة الهنداوي، المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، صرح لشبكة رووداو الإعلامية، أن هناك "قرابة 4 آلاف تجمع عشوائي منتشر في جميع محافظات العراق"، مضيفاً أن "بغداد تحتل المركز الأول بواقع 1073 تجمعاً عشوائياً، تليها محافظة البصرة بأكثر من 700 تجمع عشوائي، ومن ثم باقي المحافظات بأعداد متباينة".
وأردف أنه "يسكن ضمن هذه العشوائيات أكثر من 3.5 مليون نسمة، في 560 ألف وحدة سكنية تضم هذه التجمعات العشوائية".
وفي العشوائيات، تفتك الأمراض بأجساد ساكنيها دون علاج، فعلاوة على الفقر والحرمان، يعاني القاطنون من انتشار النفايات والملوثات حولهم دون اكتراث لها، الأمر الذي يضعهم أمام ظرف مأساوي، لا يمكن التعايش معه أو البقاء فيه لساعات معدودة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً