رووداو ديجيتال
تعوّل الحكومة المحلية في محافظة ذي قار، جنوبي العراق، على مجيء استثمارات أجنبية، من أجل انشاء مدينة أور الأثرية، والتي من شأنها في حال اكتملت، أن تضيف ايرادات اقتصادية مهمة لخزينة المحافظة والبلاد، فضلاً عن تشغيل آلاف الأيدي العاملة فيها.
أور، هي مدينة سومرية ترتبط بالنبي إبراهيم باعتبارها وطنه الأول الذي هاجر منه لاحقاً إلى أرض كنعان، وكانت ميناءً مهماً على الخليج، وقد ظهرت أولاً بصفتها قرية صغيرةً في عصر العبيد (5000-4100 ق.م) ولم تلبث أن أصبحت مدينة ثابتة الأركان بحلول سنة 3800 ق.م واستمرت على هذا الحال حتى سنة 450 ق.م.
اشتهر موقع أور سنة 1922 حين أجرى السير ليونارد وولي تنقيباته في الأطلال فاكتشف المقبرة الملكية ومجمعاً واسعاً من المقابر أطلق عليه تسمية "حفرة الموت العظمى" إضافة إلى ما اعتبره هو الاكتشاف الأهم، وهو آثار الطوفان الذي تحدثت عنه الكتب المقدسة.
كانت التنقيبات الأثرية الحاسمة في أطلال أور هي التي تمت بين سنتي 1922-1934 على يد السير ليونارد وولي الذي عمل نيابة عن المتحف البريطاني وجامعة بنسلفانيا.
هاورد كارتر، كان قد اكتشف قبر توت عنخ آمون الشهير سنة 1922 وأمل وولي في اكتشاف مثير مماثل، وفي أور وجد قبور ستة عشر ملكاً وملكةً منها قبر الملكة بو - آبي (عُرفت باسم شبعاد أيضاً) وكنوزها.
كانت حفرة الموت العظمى - كما أسماها وولي - أكبر القبور التي اكتشفها وقد وجد فيها ستة حراس مدججين بالسلاح وست وثمانين خادمة، ارتدين أشرطة من الذهب والفضة جمعن بها شعورهن ما عدا واحدة منهن كانت ما تزال تحمل بين يديها شريطها الفضي الملتف الذي لم تستطع ربطه قبل أن تسقط بتأثير الجرعة المنوِّمة التي حملتها دون ألم إلى العالم الآخر برفقة سيدتها.
عثر وولي أيضاً على راية أور الملكية التي خلدت ذكرى انتصار المدينة على اعدائها في الحرب والاحتفالات التي استمتع بها شعبها في السلم.
حول سير العمل في مدينة أور الاثرية، قال معاون محافظ ذي قار فيصل الشريفي، لشبكة رووداو الاعلامية ان "مشروع مدينة أور السياحية مطروح للاستثمار، وقد زارنا أكثير من سفير بصددها، لكن لحد الان لا يوجد شيء جدي"، واصفاً اياها بأنها "مدينة عملاقة، وتحتاج الى بنى تحتية كاملة، وهي خارج قدرة الحكومتين المحلية والاتحادية".
وأوضح فيصل الشريفي أنه "وضمن موازناتنا للعام الماضي والذي سبقه، تم تخصيص 40 مليار دينار تقريباً لمد شبكات المجاري وايصال المياه والكهرباء الى المدينة"، مردفاً: "ننتظر استثماراً أجنبياً لكي يقوم بتطوير هذه المدينة كاملة".
معاون محافظ ذي قار، لفت الى أن "تصاميمها كاملة، وكانت منحة من الامانة العامة لمجلس الوزراء، وقامت بها كلية الهندسة في جامعة بغداد"، مضيفاً: "أوصلنا البنى التحتية اليها، لكننا بحاجة الى مستثمر ليستكملها".
ونوه الى أن "هنالك شخصاً مسيحياً قام بالتبرع ببناء كنيسة في مدينة أور الأثرية، وهي ستكتمل قريباً ربما بعد شهرين او ثلاثة، كما أن هنالك قاعة دينية، فيما قام أحد المتبرعين من الناصرية ببناء جامع فيها"، مشيراً الى أن "انشاء المسرح الروماني هو على حساب المحافظة".
وشدد فيصل الشريفي على أن "مدينة أور الأثرية هي مدينة متكاملة بحاجة الى موازنة عملاقة، وهي هي عبارة عن 3 أطواق، يبلغ كل طوق منها نحو 1500 دونم".
يشار الى ان بابا الفاتيكان فرنسيس، زار مدينة أور في الخامس من آذار 2021، ولفت زيارته وقتها انتباه العالم إلى أهمية المدينة التاريخية والدينية، إذ تعد موطن النبي إبراهيم ومهداً لعدد من الحضارات.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً