رووداو ديجيتال
رأى مواطنون عراقيون أن الهجمات التي تشنها الفصائل المسلّحة على القواعد الاميركية في العراق، ستكون لها تأثيرات أمنية واقتصادية على المواطن والبلد.
مع ارتفاع حدّة العنف في الأراضي الفلسطينية، اثر شن حركة حماس هجومها على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزّة، في السابع من شهر تشرين الأول الماضي، وردّ إسرائيل على تلك الهجمات بشنّ قصف عنيف مكثّف على قطاع غزّة، انقسمت دول العالم بين داعم لإسرائيل ومدين لعمليتها العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين، ومحايد اختار التزام الصمت والنأي بنفسه عن التدخل في صراع عمره أكثر من 70 عاماً.
كانت الولايات المتحدة الأميركية من أولى الدول التي أعلنت وبشكل معلن ومباشر دعمها للجانب الإسرائيلي، واستعداداها لمدّ تل أبيب بالمال والعتاد لمواجهة "الإرهاب" الممارس ضدها من قبل عناصر حماس. وباشرت اميركا بإرسال حاملات طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، محذرة أي طرف بالمنطقة من التدخل بالمعارك الدائرة بين اسرائيل وحماس.
وفي مقابل الموقف الأميركي، حذرت إيران وحزب الله اللبناني، وفصائل عراقية مسلّحة الولايات المتحدة من التدخّل في الحرب. انضم حزب الله اللبناني للمعارك باستهداف نقاط إسرائيلية على الحدود اللبنانية الجنوبية، فيما بدأت فصائل عراقية مسلحة بشن هجمات على القواعد العسكرية الأميركية في مواقع مختلفة بالعراق.
وللشارع العراقي مواقف مختلفة من القضية الفلسطينية، ومن تأثيرات تهديدات تلك الفصائل المسلحة للقواعد الأميركية. لكن بعضهم اجتمع على أن تلك التهديدات ستنعكس بشكل سلبي على أمن واقتصاد البلد.
منير جميل، محامي، أكد لشبكة رووداو الإعلامية أن تلك التهديدات "ستؤثر كثيراً، لأن الجانب الاميركي ستكون له كذلك ردة فعل، وسيكون هنالك تأثير على الأمن العراقي بصورة عامة، ستتراجع الشركات عن الدخول للعراق، وكل شيء سيتغير".
وأضاف أن "اميركا تعلم تماماً ماذا تعمل في المنطقة اجمع وليس في العراق فقط، وهذه الاعمال المسلحة ضد القواعد الاميركية تعود مردوداتها سلبياً على الشعب العراقي، الذي لا ناقة له ولا جمل بهذا الصراع"، مشيراً إلى أن "منذ زمن صدام حتى الان نتحدث عن حقوق فلسطين دون الحصول على شيء، بالتالي حتى حقوق العراق لم نحصل عليها، فأذية تلك الاستهدافات هي على الشعب العراقي والوضع الأمني فقط، والشركات الاجنبية ستتخوف من الدخول للبلد وهده سلبياتها".
اما حسين ميثم، وهو طالب جامعي، فرأى أن تلك التهديدات "تؤثر امنياً واقتصادياً. ويجب على الحكومة العراقية اتخاذ القرار اللازم بطرد القوات الأميركية من العراق، لأنها كانت سبباً في قتل الكثير من الابرياء وقيادات معروفة، كذلك شاركت في معارك فلسطين وتدمير الأراضي الفلسطينية".
من جانبه، قال حيدر باسم، وهو أيضاً طالب جامعي في بغداد، لرووداو: "بالتاكيد ستؤثر امنياً بالدرجة الأساس، وكذلك اقتصادياً، لأننا نعتمد على النفط والمستورد الاول للنفط العراقي هو الجانب الاميركي، لذا فإن اعتمادنا على الدولار الاميركي".
وتابع: "وجود الأميركان في العراق هو وجود خطر، في المنطقة ايضاً ليس فقط في العراق"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة "شاركت بمساعدات عسكرية ومالية لإسرائيل التي تعمل على تدمير غزّة وتقتل الأطفال وتتسبب بمجازر انسانية، لذلك يعتبر الجانب الاميركي عدو للمنطقة أجمع ويجب طرده للقضاء على الفساد وهذا السرطان الذي اتى الينا".
ماثل خالد محمد، مواطن متقاعد، ابناء مدينته في الرأي، وهو ذكر أن "المجتمع العراقي هو الذي سوف يتأذى كثيراً من انتقام أميركا من الشعب العراقي وليس من المقاومة، فالمقاومة معروفة في العراق"، مؤكداً: "نؤيد اي مقاومة لطرد الأميركان، لكننا عانينا منذ اكثر من عقدين من حروب ومآس وتدهور للاقتصاد، وذهبت أعمارنا في سبيل تقديم شيء جيد للجيل القادم".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً