رووداو ديجيتال
شكت عائلة من طائفة الصابئة المندائية باستيلاء شخص وصفته بـ"المتنفذ" على بيتها في حي الشرطة الخامسة بالعاصمة بغداد، وبيعه بسعر أقل من سعره الحقيقي.
المواطن الصابئي كريم هاشم، قال لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الاثنين (4 اذار 2024) ان شخصاً متنفذاً يدعى "جبار فهد" دخل عليهم قبل نحو ثلاث سنوات، وقال إن لديه مبلغاً من المال لدى زوج ابنة العائلة الصابئية، مطالباً اياهم بتسديد المبلغ.
وأشار كريم هاشم الى أنهم لم يكونوا يعرفوا اين هو صهرهم، لذا قام "جبار فهد" بتهديدهم واجبارهم على فتح بيان لبيع بيتهم، كتسديد للدين الذي بذمة صهرهم.
ولفت الى أن المسألة استغرقت نحو 3 سنوات في المحاكم، ومؤخراً جاء وبرفقته عدد من الاشخاص المسلحين وأخذوا زوجته "علية سوادي" وأجبروها على التنازل لبيتهم لهذا الشخص، علماً أن سعره يساوي 200 مليون، لكن تم احتسابه بسعر 130 مليون.
كريم هاشم، أوضح أن "جبار فهد" استولى على المبلغ كاملاً، وجاء أخيه وهددهم، كما تم رمي أثاث وأغراض منزلهم في الشارع، مبيناً أن المدعو "جبار فهد" هددهم بعدة مناسبات، وهم من جانبهم قدموا شكاوى بحقه لكن هذه الشكاوى لم تجد استجابة.
عدد الصابئة في العراق يشهد انخفاضاً كبيراً، وذلك لعدة أسباب، منها تعرضهم لتهديدات أو ضغوطات، في ظل أجواء بعيدة عن حياة المدنية التي يحبذونها، حيث انخفض عدد الصابئة في البلاد الى نحو 10 آلاف شخص، بعد أن كانوا أضعاف هذا العدد في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
"الصابئة يواجهون الانقراض في العراق"
من جانبه، وجّه غانم هاشم، رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين – الكيان السياسي، رسالة الى المجتمع الدولي فيما يخص وضع الصابئة المندائيين في العراق.
وقال غانم هاشم، لشبكة رووداو الاعلامية: "أوجه رسالتي الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والى منظمات حقوق الانسان، وهي أن طائفة الصابئة المندائية وهم من معمدي سيدنا المسيح الذين عاشوا على هذه الأرض أكثر من سبعة آلاف سنة وهم السكان الأصليين لهذه البلاد، يتم انتهاك حقوقهم السياسية والاجتماعية والدينية منذ عقود".
واضاف غانم هاشم: "كما يتم الان اغتصاب أملاك الصابئة المندائيين بضغط السلاح بحجة أو أخرى"، منوهاً الى أن "الكثير من القضايا تم تسويفها ولم تأخذ السلطات بنظر الاعتبار أي حالة منها".
وحذّر رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين، من أن "هنالك الكثير من الجرائم بحق الصابئة المندائيين، لم يتم فيها اتخاذ اجراءات"، داعياً الى حماية هذه الطائفة التي "بدأت بالانقراض".
تعد الطائفة المندائية أو الصابئية من أقدم الأديان في العراق، حيث تمتد بجذورها لنحو سبعة الاف عام داخل بلاد الرافدين، وكلمة الصابئة مشتقة من "صبا" بمعنى انغمس أو غطس، فيما تفسر المندائي أو "مندا" بالمعرفة، فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين، وبسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية لا يملك المندائيون تاريخاً مدوناً للحديث عن ماضيهم، حيث تم إتلاف وحرق مدوناتهم بمرور السنين.
المخطوطات المندائية القديمة تشير إلى وجود أكثر من 400 معبد للطائفة، كانت موزعة على عموم العراق وغالبيتها في جنوب البلاد قبل العهد الساساني في بلاد النهرين، ثم تقلصت بعده إلى 170 معبداً بسبب سياسات مختلفة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً