رووداو – أربيل
أبدت كتائب حزب الله في العراق، المنضوية في الحشد الشعبي، استعدادها لمواجهة القوات الأمريكية في حال رفضها الخروج من البلاد، وذلك تعليقاً على قرار البرلمان العراقي الداعي لجدولة انسحاب القوات الأجنبية، مضيفةً أن واشنطن "قد تفتعل بعض الأزمات الأمنية، أو تختلق مجاميع إرهابية جديدة بديلاً عن القاعدة وداعش، كذريعة لبقاء قواتها وإطالة أمد تواجدها في العراق".
وقالت الكتائب في بيان حصلت شبكة رووداو الإعلامية على نسخة منه: "هذا الشعب المجاهد المعطاء، الذي وقف في أحلك ظروف المواجهة مع عصابات داعش، وقدم خيرة شبابه شهداء، دفاعاً عن وطنه ووحدته وكرامته وسيادته، لا يمكن أن يستكين لظلم، أو يركن الى ظالم، وهو يملك مقومات القوة والعزة والإباء، وهذا ما يرعب الاعداء ويفشل مؤامراتهم، ويردعهم عن تحدي إرادته الرافضة لأي وجود أجنبي على أرضه المقدسة".
وأضاف البيان: "وعلى ذلك جاء موقف مجلس النواب العراقي، الذي ألزم الحكومة بجدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق، والذي كان منسجماً مع تطلعات شعبنا، ومترجما لما طالبت به قواه الوطنية، من ضرورة اخراج هذه القوات المشبوهة".
وتابع: "ونحن في كتائب حزب الله إذ نشيد بهذا الموقف الوطني المشرف والشجاع للنواب الذين صوتوا لهذا القرار، ندعو الحكومة العراقية الى الامتثال لإرادة الشعب، وعدم تمييع هذا القرار وتسويفه".
وأشار إلى "أننا ندرك ان الإدارة الأمريكية، تصر على إبقاء قواتها، وتعمل على إشراك أطراف دولية أخرى معها، لتضفي على وجودها شرعية زائفة، ولذلك ستعمل على الالتفاف على هذا القرار بحجج واهية، وقد تفتعل بعض الأزمات الأمنية، أو تختلق مجاميع إرهابية جديدة بديلاً عن القاعدة وداعش، كذريعة لبقاء قواتها وإطالة أمد تواجدها في العراق".
واختتمت كتائب حزب الله بيانها بالقول إن "قرار مجلس النواب، يؤكد حق الشعب العراقي، في مواجهة ومقاومة كل قوات اجنبية ، تتحدى إرادته، وتصر على انتهاك سيادته، وسنكون جنوداً أوفياء كما عهدنا شعبنا، في مقدمة الركب في هذه المواجهة، لتطهير أرضنا من رجس الأعداء".
ذكر أن مجلس النواب العراقي، أقر الخميس الماضي، 01 آذار، 2018، قراراً يدعو الحكومة إلى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية من العراق في إشارة إلى التحالف الدولي الذي قدم الإسناد خلال المعارك ضد تنظيم داعش.
وأعلن التحالف الدولي مطلع شباط/فبراير خفض عديد قواته في 2018 في العراق، بعدما خسر تنظيم "الدولة الاسلامية"، داعش، كافة الأراضي تقريباً التي سيطر عليها.
وحول موضوع تواجد القوات الاجنبية، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الثلاثاء الماضي: "أسمع حديثاً حول تواجد تحالف الدولي، أو قوات أمريكية في العراق أن عددهم محدود جداً، ولا توجد نية باعطاء أي قواعد".
وشدد على أنه "لا توجد اي قاعدة او مطار لاي قوات أجنبية تحت سيطرتهم كل المقرات تحت سيطرة القوات العراقية الوطنية، والقوات الاجنبية تتواجد في جزء من القاعدة. وكل طائرة تهبط او تقلع الا بموافقتنا".
وأثارت تصريحات لوزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون في تشرين الاول/اكتوبر استياءً عندما دعا المقاتلين الاجانب والقوات الموالية لإيران في العراق إلى مغادرة البلاد، مستهدفاً قوات الحشد الشعبي التي تضم أكثر من 60 الف متطوع عراقي وتحظى بدعم عسكري إيراني.
لكن العبادي انتقد تصريحات تيلرسون وأكد ان "مقاتلي الحشد الشعبي هم عراقيون قاتلوا ضد الارهاب، ودافعوا عن بلادهم وضحوا بأنفسهم" في معركة القضاء على تنظيم داعش.
وكانت القوات الأمريكية غادرت العراق في كانون الاول/ديسمبر 2011 بعد قرار من البرلمان في حين لم تكن القوات العراقية جاهزة، وبعد ثلاث سنوات سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش على ثلث أراضي البلاد، وبإسناد من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة تمكنت القوات العراقية من طرد التنظيم من جميع المدن العراقية مع نهاية عام 2017.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً