رووداو ديجيتال
تسبب سلطان مدينة الذهب الأسود المتربعةُ على عرش نفط العراق دون منازع، بـتهديد حياة سكانها، فغازات النفط المتطايرة والملوثات البيئية الاخرى فاقمت حجم المعاناة، وزادت %10 من نسب السرطان سنويا.
ولم يغفر للبصرة ثراءها الفاحش ان تستطعم من لحم ابنائها، اذ تحصد ارواح مايقارب 60 شخصا شهريا بمرض السرطان، في الوقت الذي تعاني فيه من نقص شديد بالادوية هذا المرض.
وقال مدير مركز الاورام السرطانية في البصرة رافد عادل عبود لشبكة رووداو الإعلامية ان "محافظة البصرة تستقبل مرضى السرطان من جميع المحافظات العراقية".
وأكد عبود ان "محافظة البصرة تسجل سنويا 2300 اصابة جديدة بالسرطان، بمعدل 78 إصابة لكل 100 الف من السكان"، مضيفا أن "البصرة تسجل 10% كزيادة سنوية متوقعة لاصابات السرطان، وستصل الاعداد الى 2350 و 2400 مصاب في السنوات القادمة".
ولفت الى ان "الاعداد التراكمية لمصابي السرطان في البصرة تصل الى اكثر من 34.4 الف شخص"، متطرقا الى ابرز انواع السرطانات في البصرة بالقول: "سرطان الثدي، القولون، القصبات، الغدد اللمفاوية، والمثانة".
وعن اسباب هذا المرض الفتاك قال مدير مركز الاورام السرطانية ان "السرطان ليس مرضا واحدا ولكل واحد اسبابه، فالاسباب في العالم لم تعرف بنسبة كبيرة، قسم منها وراثية وقسم منها بسبب التعرض للملوثات البيئية، وبسبب اشعاعات معينة كسرطان الدم والغدة الدرقية".
وبشأن مدى ارتباط ملوثات النفط والبيئة بمرض السرطان أشار الى انه "من خلال اطلاعنا نرى ان الملوثات البيئية وملوثات النفط لها ارتباط بامراض السرطان، لكن لا يوجد اثبات كدراسة علمية في المحافظة حول هذه الملوثات وارتباطها بالسرطانات".
وحول توافر ادوية مرض السرطان قال مدير المركز ان "شحة شديدة بالادوية السرطانية، بسبب عدم اقرار الموازنة"، مضيفا ان "هناك بعض الضوابط من قبل وزارة الصحة للتعاقد مع شركات الادوية، ما يصعب شراءها".
وشدد على وجود "نقص في الادوية"، مشيرا الى "امكانية شرائها، لكن لا نعثر على الادوية المطابقة مع مواصفات وزارة الصحة، التي ينبغي ان تكون ادوية من شركة رصينة ومسجلة ومفحوصة في بغداد".
"الشركات التجارية لم تحاول الدخول في الاسواق العراقية حتى نستطيع الشراء من عندها، حسب هذه الضوابط"، وفقا لمدير مركز الاورام السرطانية في البصرة.
رافد عادل عبود اوضح ان "اعداد مرضى السرطان في ازدياد، وهناك ارقام عالمية عالية"، مؤكدا ان "كل 6 اشخاص يتوفون في العالم، يموت واحد منهم بسبب السرطان".
وعن ابرز المشاكل واسباب تفشي السرطان في العراق قال: "وعي المواطن، التأخر في التشخيص"، مؤكدا انه "من الصعب علاج مريض في المرحلة الرابعة لكن في المرحلة الاولى، تكون نسبة شفاء سرطان الثدي من 95-100%".
ولفت الى ان "مرضى المرحلة الرابعة لا يتشافون من المرض، والمرحلة الثالثة يكون الشفاء فيها بنسبة 45%"، مضيفا ان "اغلب مرضانا في مراحل متقدمة، لكن 85% من مرضى العالم يفحصون في مراحل مبكرة كالاولى او الصفر، لذلك يموت شهريا في البصرة بسبب السرطان من 50-6 شخصا".
ارتفاع تراكيز الهيدروكاربونات الى 16 ضعفا عن المستوى الطبيعي، عُد سببا كبيرا في ارتفاع حالات السرطان في المدينة النفطية.
وبهذا الصدد قالت رئيس القسم الفني في دائرة حماية وتحسين البيئة بالمنطقة الجنوبية ظافرة مهجر طعمة لشبكة رووداو الإعلامية، انه "من خلال الداتا الضخمة التي لدينا وجدنا ان غاز الهيدروكاربونات الذي له علاقة بالامراض، وبالاخص الامراض السرطانية اعلى من المحدد باضعاف في بعض المناطق، إذ يصل الى 12 ضعفا او 16 ضعفا من المحدد".
طعمة تساءلت: "لك ان تتخيل حجم الامراض الصحية المرتبطة جراء هذا التلوث".
وفقا لاحصائيات اجرتها المنظمة الالمانية لحقوق الانسان في البصرة، اوضحت ان الملوثات الغازية النفطية، وموجات ابراج الاتصالات المنصوبة فوق المنازل كانت خلف نسب عالية من امراض السرطان في بعض مناطق المحافظة، وصلت الى 80%، من الحالات المرصودة.
وحول هذا الشأن قال مدير المنظمة الالمانية لحقوق الانسان في البصرة سعد الجبوري لشبكة رووداو الإعلامية انه "وفقا لاحصائية خاصة بمنظمتنا هناك 1650 حالة مرضية 80% منها مشخصة بالسرطان في قضاء المدينة شمال البصرة في 3 اشهر فقط"، لافتا الى ان "هذا امر مخيف يدفعنا لنبعث بكتبنا لجميع الجهات المعنية".
وعن علاقة ابراج الاتصالات المنصوبة فوق المنازل بامراض السرطان أشار الجبوري الى انه "لاحظنا ان قسما من ابراج الاتصالات لم تلتزم بمعايير السلامة الدولية".
وأكد على ان "المحدد الدولي بالنسبة لبث المايكرو (بث ابراج الاتصالات) هو 0.4، لكننا وجدنا ان هناك ابراجا تشكل ثلاثة اضعاف هذه النسبة تصل الى 1.9".
المنظمة الالمانية لحقوق الانسان في البصرة ووفقا لاحدث احصائية لها سجلت 1200 حالة مرضية منها 60% مصابة بالسرطان، ضمن داتا كاملة بعناوين واسماء الاشخاص، وفق الجبوري.
وأضاف ان "الابراج في الدول تكون خارج المدن السكنية، ونلاحظ في البصرة انها منتشرة بشكل عشوائي ولم تلتزم بالمعايير الدولية".
عدم تقيد الانشطة النفطية والكهربائية بمعايير السلامة البيئية يساهم بصورة واضحة في تلوث الهواء الذي يتداخل بصورة او بأخرى بالإصابة ببعض حالات الامراض السرطانية، وفقا لدائرة الحماية والبيئة للمنطقة الجنوبية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً