شباب بغداد يجدون متنفساً جديداً في أول ملعب تزلج بالعاصمة
رووداو ديجيتال
افتُتح في العاصمة العراقية بغداد أول ملعب مخصص لرياضة التزلج على الألواح، في خطوة تهدف إلى توفير مساحة آمنة لعشاق هذه الرياضة التي تفتقر إلى بنية تحتية مناسبة في البلاد.
يقع الملعب داخل مجمع وزارة الشباب والرياضة العراقية، بالقرب من ملعب الشعب الدولي، وقد تم إنشاؤه بدعم من السفارتين الألمانية والفرنسية، ما يعكس اهتماماً متزايداً من الجهات الدولية بتطوير المرافق الرياضية والترفيهية في العراق.
وشهد حفل الافتتاح حضور دبلوماسيين أجانب ومسؤولين رياضيين، إلى جانب عدد كبير من الشباب المهتمين برياضة التزلج، الذين عبّروا عن سعادتهم بهذه الخطوة، معتبرين إياها بداية لمزيد من المشاريع التي تستهدف الشباب وتوفر لهم فضاءات لممارسة هواياتهم بأمان.
محمد القاضي، طالب عراقي يبلغ من العمر 18 عاماً، وأحد المتزلجين الذين طالما اضطروا للتدرب في أماكن عامة غير مخصصة لهذه الرياضة، أبدى تفاؤله قائلاً: "افتتاح هذا الملعب يعني الكثير لنا. أخيراً، لدينا مكان آمن للتدرب دون القلق من المطاردات الأمنية أو الحوادث. نأمل أن يكون هذا الملعب مجرد البداية، وأن يتم إنشاء اتحاد وطني للتزلج، مما قد يمهد الطريق أمامنا للمشاركة في بطولات دولية وحتى في دورة الألعاب الأولمبية."
وعلى مدار السنوات الماضية، كان المتزلجون في بغداد يضطرون إلى ممارسة رياضتهم في متنزه الزوراء وشارع أبو نواس، حيث واجهوا مخاطر عدة، من بينها المضايقات الأمنية، واحتمالات الاصطدام بالسيارات، والتعرض لإصابات بسبب وعورة الشوارع وعدم تخصيص مناطق آمنة للتزلج. ورغم هذه التحديات، لم تتراجع شعبية الرياضة بين الشباب، بل شهدت ازدياداً في الاهتمام، خاصة مع تصاعد الاهتمام العالمي بالتزلج على الألواح كرياضة محترفة تُدرج في المنافسات الدولية الكبرى.
رسل أدهم، طالبة عراقية تبلغ من العمر 23 عاماً، كانت من بين الحاضرات لحفل الافتتاح، حيث لم تخفِ حماسها لهذه الخطوة التي وصفتها بـ"المهمة". وقالت: "رياضة التزلج ليست معروفة على نطاق واسع في العراق مثل كرة القدم، لكنها ممتعة وتستحق أن تحصل على مزيد من الاهتمام. هذا الملعب سيوفر فرصة رائعة للشباب، وخاصة الفتيات، لتعلم هذه الرياضة وممارستها في بيئة مناسبة. كثيرون ما زالوا ينظرون إلى التزلج على أنه رياضة ذكورية وخطيرة، لكننا نريد تغيير هذه النظرة، وإثبات أن الفتيات أيضاً قادرات على التزلج والاحتراف في هذه الرياضة."
ورغم أن العراق شهد في السنوات الأخيرة بعض الجهود لإنشاء حدائق عامة ومراكز ثقافية وترفيهية، إلا أن المشاريع التي تستهدف الشباب بشكل مباشر، وخاصة تلك التي تهتم بالرياضات غير التقليدية، ما زالت محدودة. ويأمل كثيرون أن يكون افتتاح هذا الملعب بداية لمزيد من المبادرات التي تدعم المواهب الشابة وتوفر لهم فضاءات مناسبة للتعبير عن شغفهم وتطوير مهاراتهم.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً