رئيس الجمهورية: دول الجوار بمعظم الحالات لا يقدّرون حصتنا العادلة من المياه

02-12-2023
الكلمات الدالة عبد اللطيف رشيد المناخ البيئة
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

انتقد رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، تعامل دول الجوار مع العراق بخصوص حصته من المياه، مشيراً الى أنها في معظم الحالات لا يقدّرون حاجتنا أو حصتنا العادلة من اجل تحسين البيئة والزراعة في العراق.
 
وقال عبد اللطيف رشيد اليوم السبت (2 كانون الأول 2023) في حوار حول التغيرات المناخية والأمن الغذائي والأمن المائي، جرى في الجناح العراقي في الامارات، ان "هنالك قوانين واتفاقيات مشتركة بين الدول ربما قبل 100 او 50 سنة، لكنها الان تحتاج الى تغييرات جذرية، مثلاً الشراكة للأنهر بين الدول".
 
واضاف عبد اللطيف رشيد: "نعاني من شراكة المياه مع دول الجوار، فبعض الاحيان تصرفاتهم جيدة ونحن نشكرهم، لكنهم في معظم الحالات لا يقدرون حاجتنا أو حصتنا العادلة من اجل تحسين البيئة والزراعة في العراق".
 
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 42 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
 
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
 
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، وسط تحذيرات من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
 
ونوّه الى أن "قضية البيئة الان في العالم أهم قضية بالنسبة للانسانية، وهذه القضية لا تشمل بلداً أو منطقة، بل كل العالم، ومسؤوليتنا تجاه تحسين البيئة كبيرة، لذا فالمفترض أن نفكر ونخطط لها كل يوم وكل ساعة"، محذراً من أنه "وبدون تحسين تصرفاتنا مع البيئة من جميع النواحي تبقى المشكلة وتزداد يوماً بعد آخر".
 
فقر ومجاعة وتصحّر
 
رئيس الجمهورية، أوضح: "تقدمنا من ناحية الاتصالات والغذاء، وتصرفاتنا أدت الى هذه النتيجة، واذا لم نجد علاجاً جذرياً لها ستبقى مشكلة كبيرة تؤدي الى نتائج لا نتوقعها"، عازياً ذلك الى أن "بعض الأمور تحصل نتيجة سوء البيئة، والتي أدت الى أمراض وفقر ومجاعة وتصحر".
 
ولفت رئيس الجمهورية الى أن "عدد السكان في العالم يصل الى 9 مليارات، وتوقعاتنا أنه سنصل الى أضعاف هذا الرقم في السنوات القادمة"، مبيناً أن "الأجيال القادمة تتوقع أن نحافظ على الكوكب الذي نعيش عليه".
 
عبد اللطيف رشيد، شدد على الحاجة الى "الزراعة أكثر من أي فترة أخرى"، مردفاً أن "البيئة مرتبطة بحياة كل فرد في عالمنا، وهي مسؤولية كل بيت في العالم، لتمكّن الأجيال القادمة من عيش حياة سليمة، وقد عانينا في العراق من مشاكل كثيرة، بينما قسم من العالم الخارجي لا يدرك كم كانت مشاكلنا عصية، مثل قضية الحروب والحصار والارهاب والصراعات الداخلية والخارجية".
 
الاهتمام بالبيئة في المناهج الدراسية
 
رئيس الجمهورية، أكد الحاجة الى "دعم من النواحي الفنية والعلمية للسير بطريق صحيح في ملف البيئة، وأن مسؤولية الامم المتحدة في هذا المجال مسؤولية كبيرة، كما ينبغي اجبار دول العالم على التعامل مع البيئة بشكل جدي، وهذه امور مهمة ينبغي السير عليها"، مقترحاً "الاهتمام بالبيئة من مراحل الابتدائية في المدارس لتحسين البيئة في العالم".
 
وطالب عبد الللطيف رشيد الامم المتحدة بـ"متابعة هذا الموضوع بالمناهج الدراسية، لكون البيئة موضوع مهم في دراسات الطلاب، ومحاسبة الحكومات من اجل تحسين البيئة في العالم"، مضيفاً أن "الدعم العالمي ضروري لكل الدول، ولذلك برنامج الجمعية العام للامم المتحدة ليست لحل الخلافات بين الدول فقط، بل من اجل خدمة البشرية".
 
ورأى رئيس الجمهورية، أن "الماء هو أهم عامل له تأثير كبير في البيئة، ومن ثم تصرفاتنا اليومية والزراعة وغيرها لديها تأثير كبير، فهذه الامور مترابطة مع بعض"، منوهاً الى أن "قسماً من الثقافة في بعض المناطق لا تشير الى تحسين البيئة او تصرفاتنا تجاه البيئة، ففضلات البيوت والمدارس والمستشفيات تتحول الى الانهر التي نحتاجها للشرب والاستعمال او الاستفادة منها للثروة السمكية، لذلك يجب ان يكون هنالك دليل مرتب وواضح توزعه الامم المتحدة على العالم".
 
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
 
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب