رووداو ديجيتال
يحتفل المسيحيون في العراق، في الأول من شهر نيسان من كل عام، بعيد أكيتو، وهو باللغة السومرية "أكيتي سنونم" وباللغة الأكادية "ريش شاتين"، وهو عيد رأس السنة لدى الحضارة السومرية والبابلية والأكادية وصولا للحضارة الآشورية.
ويبدأ عيد رأس السنة الجديدة في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة 12 عشر يوماً.
يعود الاحتفال برأس السنة الآشورية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين في العراق وسوريا سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
"المسيحيون مكون مستهدف ومهمش في العراق"
النائب السابق جوزيف صليوا، وهو نائب رئيس حزب اتحاد بيت نهرين الوطني، قال لشبكة رووداو الاعلامية ان "تدريس اللغة السريانية كان موجوداً منذ عام 1976 عبر برامج سريانية كوردية خاصة في قناة كركوك، وكانت تدرس في المدارس الابتدائية"، منتقداً "عدم وجود قسم الثقافة السريانية في وزارة الثقافة العراقية".
وأشار جوزيف صليوا الى "عدم وجود دعم او تشجيع للمدارس التي تدرس اللغة السريانية"، واصفاً المسيحيين بأنهم "مكون مستهدف ومهمش في العراق على جميع المستويات، ثقافياً وسياسياً واقتصادياً".
ونوه الى أن "اغلبية الحكومات لا تطبق برامجها بخصوص تلبية مطالب المسيحيين"، مؤكداً أن "مناسبة انكيدو تعد جزءاً من تاريخ وحضارة بلا الرافدين، غير ان الكلدان السيريان الاشوريين لا تعني للحكومة اي شيء، والوعود التي اطلقت اكبر بكثير من هذه الجزئية الصغيرة"، حسب قوله.
أكثر من 265 مدرسة مسيحية في اقليم كوردستان والعراق
الى ذلك، قال مدير عام الدراسة السريانية في الحكومة العراقية، عماد سالم ججو، لشبكة رووداو الاعلامية ان "هنالك مديريتين عامة للدراسة السريانية، واحدة في الحكومة الاتحادية، والثانية في اقليم كوردستان".
وأوضح عماد سالم ججو أنه "في الحكومة الاتحادية هنالك 200 مدرسة مشمولة بتعليم اللغة السريانية والتربية الدينية المسيحية، وفي اقليم كوردستان هنالك اكثر من 65 مدرسة جميع المواد فيها باللغة السريانية".
ولفت عماد سالم ججو الى "وجود 34 مدرسة في بغداد، أما في البصرة فتوجد 8 مدارس، وفي كركوك توجد 6 مدارس، والبقية في سهل نينوى التي تشمل الحمدانية وكرمليس وبرطلة وبعشيقة وبحزاني وتللسقف وبطنايا وتلكيف والشرفية والقوش"، عاداً "المدارس الموجودة تلبي اعداد المكون المسيحي".
مدير عام الدراسة السيريانية في الحكومة العراقية، نوه الى انه "في الحكومة الاتحادية هنالك اربعة اقسام للدراسة السريانية، تتوزع في بغداد والبصرة وكركوك ونينوى، وثلاث شعب هي في تربية الحمدانية وفي تربية بعشيقة وفي تربية تلكيف"، مبيناً أن "اكثر المدارس المشمولة بتعليم اللغة السيريانية تقع في سهل نينوى".
وكان رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أكد على حماية الحقوق والحريات وتوطيد ثقافة التعايش وقبول الآخر والتسامح بين كل المكونات الدينية والقومية لكوردستان.
جاء ذلك في بيان صادر عن رئيس إقليم كوردستان، اليوم السبت (1 نيسان 2023)، بمناسبة رأس السنة البابلية الآشورية وعيد أكيتو، حيث نوه فيه إلى أن "إقليم كوردستان سيظل وطناً للجميع كما هو دائماً".
وفيما يلي نص بيان رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني:
"بمناسبة رأس السنة البابلية الآشورية وعيد أكيتو، أتقدم بأحر التهاني إلى الأخوات والإخوة الكلدانيين والآشوريين والسريان في إقليم كوردستان والعراق وكل بقاع العالم، أرجو لهم جميعاً الموفقية وعيداً وعطلة سعيدة وآمنة.
في هذه المناسبة، نجدد تأكيدنا على حماية المساواة والحقوق والحريات وتوطيد ثقافة التعايش وقبول الآخر والتسامح بين كل المكونات الدينية والقومية لكوردستان، ونطمئن أخواتنا وإخواننا المسيحيين وكل المكونات إلى أن إقليم كوردستان سيظل وطناً للجميع كما هو دائماً.
مبارك عيد أكيتو للجميع وكل عام وأنتم بخير".
يشار إلى أن أكيتو، أو رأس السنة الآشورية البابلية، هو أقدم عيد في تاريخ البشرية، ويحتفل به حتى يومنا هذا في مطلع شهر نيسان من كلّ عام، وكتقليد تقام بهذه المناسبة المهرجانات والأنشطة سنوياً.
جدير بالذكر أن تأريخ يوم السومريين كان يعتمد على عدة عناصر طبيعية وأهمها القمر، فقد كان معلوما بأن شهر "نيسانو"، أي نيسان، يبدأ بحسب التقويم الآشوري العراقي بليلة الاعتدال الربيعي، إلا أنّ المدوّنات الأثرية تبقى المرجع الأوّل والأخير ومنها الألواح المسمارية التي اخذت من العراق في متحف لندن. وترتبط جذور المناسبة بأصل زراعي يتعلق بموسم حصاد الشعير، ويعتقد بأن اتفاقا حصل قديما بين شعوب بلاد ما بين النهرين على أن يكون الاحتفال في الربيع، إذ يمثل تفتح الحياة وموسم الحصاد.
لم يتوصل الباحثون الى المعنى الدقيق لكلمة "أكيتو" السومرية الأصل، لكنهم أشاروا إلى أنها تعني "بداية" أو "عتبة".
ويحتفل أبناء بعض الطوائف المسيحية في العراق بهذا العيد، إذ إن المناسبة تحمل قدسية خاصة ممزوجة بطابع جمالي مستمد من هدوء وجمال الطبيعة، بالإضافة إلى ارتباطها بالخصوبة، ولكنه عند البابليين كان مرتبطا بمناسبة دينية مهمة، وهي ما يعتبرونه انتصار الإله مردوخ على الإله تيامات.
يعتقد أن المناسبة كانت في فترات من الزمن عيدا دينيا شعبيا تشارك فيه الآلهة والملوك وسكان المدن التي تحتفل بأكيتو، وكانت بدايته على شكل احتفالات صغيرة تقام في مصلى صغير، وبمرور الزمن تحوّل إلى احتفال كبير يقام في المعبد البابلي.
يشار الى أن الكلدان العراقيين ما زالوا يمارسون الطقوس الدينية وتقديم الذبائح والصلوات وقراءة القصص البابلية للخلق، والتي تحكي عن "اتحاد الآلهة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً