رووداو ديجيتال
قالت أسرة مغني الراب الإيراني توماج صالحي الذي اعتُقل بسبب تأييده الاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة مهسا أميني، إن حياته في خطر بعدما بدأت اليوم السبت (26 تشرين الثاني 2022) محاكمته بعيدا من وسائل الإعلام.
ووجهت تهمتي "العداء لله" و"الإفساد في الأرض"، لمغني الراب الإيراني توماج صالحي وهما جرمان عقوبتهما الإعدام في الجمهورية الإسلامية، كما جاء في تغريدة لعائلته أن "حياته بخطر شديد حاليا".
صالحي الذي يعد شخصية معروفة في إيران، كان قد اعتُقل في أواخر شهر تشرين الأول الماضي، بعد تنديده بالنظام وتأييده الاحتجاجات، وفق منظمات حقوقية.
وجاء في تغريدة لمركز حقوق الإنسان في إيران ومقرّه نيويورك أن "الجلسة الأولى لما يسمى "محاكمة مغني الراب الإيراني المعارض توماج صالحي" أجريت اليوم من دون حضور محام من اختياره".
وصالحي الذي يبلغ من العمر واحدا وثلاثين عاما، كان قد فُقد أثره في نهاية تشرين الأول الماضي، إلى أن ظهر في تسجيل فيديو بثّه الإعلام الرسمي الإيراني، في الثاني من تشرين الثاني الحالي.
يظهر في الفيديو رجل معصوب العينين يقول إنه صالحي ويعترف بارتكاب "خطأ"، في حين دان نشطاء تسجيل الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام إيرانية حكومية لمغني الراب، ووصفوه بأنه اعتراف قسري.
وشدّدت إيران حملتها القمعية للاحتجاجات التي اندلعت على أثر وفاة أميني في 16 أيلول الماضي ، بعد اعتقالها في طهران بحجة عدم تقيّدها بقواعد اللباس المحتشم الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
صالحي واحد من شخصيات بارزة عدة تم توقيفها في حملة القمع الواسعة النطاق التي اعتُقل خلالها عشرات الصحافيين والمحامين والمثقفين والرياضيين وشخصيات من المجتمع المدني.
وجاء توقيف صالحي بعيد مقابلة أجرتها معه شبكة "سي.بي.سي" الكندية، قال خلالها "هناك مافيا مستعدة لقتل الأمة بأسرها للاحتفاظ بسلطتها ومالها وأسلحتها".
وأفاد الإعلام الرسمي الإيراني بأن صالحي أوقف خلال محاولته عبور الحدود الغربية للبلاد، وهو ما نفته أسرته التي أكّدت أنه كان حينها في محافظة تشهار محال وبختياري في غرب البلاد.
منذ وفاة أميني في 16 من أيلول الماضي، شهد العالم حملة تضامن مع النساء الإيرانيات، والحقوق والحريات عموما في إيران، في وقت لم تهدأ التظاهرات الليلية في العديد من المدن الإيرانية دعما لمهسا أميني.
شخصيات بارزة في المجتمع الإيراني لم تأخذ موقف الحياد وقررت الخروج عن صمتها، لكنه كلفها السجن والتوقيف وسحب جوازات ومنع السفر.
وبحسب البيانات الأخيرة لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية التي تتخذ من العاصمة النرويجية أوسلو مقراً لها، أدى قمع التظاهرات التي اندلعت عقب وفاة الشابة الكوردية مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الإرشاد بطهران، في أيلول الماضي، إلى مقتل ما لا يقل عن 416 شخصا بينهم 51 طفلا.
وطالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إيران بوقف الاستخدام "غير الضروري" للقوة ضد المتظاهرين، مشيراً إلى اعتقال نحو 14 ألف شخص خلال الاحتجاجات حتى الآن.
وقال، فولكر تورك، خلال اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان، يوم الخميس الماضي (24 تشرين الثاني 2022) إنه "ممّا تمكنّا من جمعه، تمّ حتى الآن اعتقال حوالى 14 ألف شخص، بينهم أطفال، في سياق الاحتجاجات، وهذا رقم صادم".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً