رووداو ديجيتال
أفاد السياسي والنائب اللبناني السابق، فارس انطوان سعيد بأن الأوضاع اليوم في لبنان تشهد "تصعيداً خطيراً"، مشيراً الى أن اسرائيل قتلت 400 شخصية قيادية من الصف الاول في حزب الله.
واستبعد سعيد في حديثه لشبكة رووداو الاخبارية اليوم الثلاثاء (24 أيلول 2024) أن "تكون اسرائيل تتحرك لهجوم بري على الاراضي اللبنانية، خاصة في الجنوب، ففي المرحلة الحالية تقوم بتعيين اهداف بشرية عسكرية تابعة لحزب الله لضربها، وهي تنفذ هذه الخطة منذ عام تقريباً حيث قتلت 400 شخصية قيادية من الصف الاول في حزب الله، وضعف هذا العدد من القياديين من الصف الثاني".
وأضاف أن "اسرائيل كانت بحاجة الى اي حجة او اعذار لتوجيه ضربات عسكرية لبيروت مستهدفة مقرات وقيادات حزب الله، لكن في النتيجة ان الكثير من الابرياء يقعون ضحية القصف الجوي المتواصل".
وأوضح السياسي اللبناني أن "حزب الله خسر في هذا النزال، كما في نزالات سابقة، حيث جاءت حسابات الحقل مخالفة لحسابات البيدر، واتكأ تماماً على دعم ايران التي لم تدعمه، والرأي العام اللبناني يقول، (خلي ايران تتفاوض مع اسرائيل نيابة عن حزب الله لايقاف هذه الهجمات)، وبالفعل فان طهران اليوم تتفاوض مع واشنطن في نيويورك لايقاف القصف الاسرائيلي".
ورأى أن "ايران في الواقع لا تريد اطالة هذه المواجهة التي تعرف ان حزب الله هو الخاسر فيها، وان الادارة الاميركية غير مهتمة بهذا الوضع لانها تعمل على انهاء ملف غزة"، منوها الى ان "حزب الله كان يعتقد انه قادر على خلق توازن قوى مع اسرائيل، وهذه رؤية غير صحيحة اعتماداً على نتائج ما يجري في هذه المواجهة".
وأعرب عن اعتقاده بأن "ايران لا تريد ان تحارب اسرائيل ولم تساعد حزب الله في هذه المواجهة، وواشنطن تأخرت في اقتراح الحلول"، معتقداً ان "حزب الله خسر سمعته السياسية والعسكرية وخطابه بأنه قادر على ان يحمي لبنان من الهجمات الاسرائيلية لم يتحقق ومع ذلك ما يزال يطلق بيانات وبلغة خشبية قديمة لا تقدم ولا تؤخر معلنا (سننتصر)".
وأضاف أن "حزب الله كان قد ورّط لبنان ولمرات عديدة بمغامرات عسكرية مع اسرائيل ويدفع البلد والمواطن اللبناني ثمنها"، مشيراً الى ان "هذه المرة الوضع مختلف تماماً. اذ سيصعد نتنياهو الاوضاع لتحقيق انتصار سياسي داخل اسرائيل وخارجها ليحصل على نتيجة مفادها عودة المهاجرين الاسرائيليين الى مناطقهم في الشمال، وهذا يعني السيطرة على المزيد من الاراضي اللبنانية وتأمين عدم شن حزب الله اي هجوم على شمال اسرائيل وضمان امنهم، ومن اجل الحصول على هذا الضمان ستتفاوض واشنطن مع طهران"
ووصف فارس انطوان سعيد الحكومة اللبنانية بأنها "ساعي بريد بين حزب الله ودوائر القرار الخارجية"، مردفاً أنه "في الليلة الماضية قصفت اسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت وأعلن الاعلام الاسرائيلي عن مقتل شخصية عسكرية رفيعة في حزب الله"، لكن حزب الله نفى اغتيال قيادي في حزب الله، وتعني قائد القوة الصاروخية الذي زعمت مصادر إسرائيلية استهدافه بغارة جوية قصفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبينما أشارت وزارة الصحة بمقتل 6 أشخاص وإصابة 15 آخرين إثر الغارة، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن هدف الاغتيال قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله "أبو علي حريكي".
يأتي ذلك، بينما يشن الجيش الإسرائيلي منذ صباح أمس الاثنين، هجوما هو "الأعنف والأوسع" على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، أسفر عن 558 قتيلاً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، و1835 جريحاً، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات، بينها مدينة حيفا.
ومنذ 8 تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي، وخلفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً