رووداو ديجيتال
ينتظر سكان قطاع غزة أن تبدأ المساعدات الإنسانية المتوقفة في الجانب المصري من معبر رفح بالوصول إليهم اليوم، في اليوم الرابع عشر من الحرب الدامية بين إسرائيل وحركة حماس.
وتصطف عشرات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات، قدمن من عدة دول عربية عبر مطار العريش المصري، في طوابير، بانتظار فتح المعبر الحدودي البرّي المنتظر فتحه اليوم.
ويواصل الجيش الإسرائيلي، الجمعة (20 تشرين الاول 2023) محاصرة قطاع غزة وقصفه بشكل كثيف ردّاً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في السابع من تشرين الأول الجاري بتوغلها داخل الأراضي الإسرائيلية حيث قُتل 1400 شخص، حسب السلطات.
وقتل 3785 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين، في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وفرّ أكثر من مليون شخص من منازلهم الى مناطق أخرى، حتى الآن، لا سيّما إلى جنوب القطاع، هرباً من القصف، أو بسبب الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة.
ومساء الخميس، أفادت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس أنّ عددا من النازحين الذين لجأوا إلى حرم كنيسة في غزة قُتلوا وجرح عدد آخر منهم في غارة إسرائيلية.
ونقلت فرانس برس عن الجيش الإسرائيلي أنه يتحقق من هذه المعلومات.
"أطنان من المساعدات "
ذكرت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من السلطات المصرية أنّه سيتمّ الجمعة فتح معبر رفح بين مصر وغزة، وهو المنفذ الوحيد للقطاع الى العالم الخارجي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا من القاهرة إلى وصول مساعدات إنسانية "سريعة وبلا عوائق" الى غزة والى "وقف إطلاق نار إنساني فوري".
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري "نحن بحاجة الى غذاء ومياه ووقود وأدوية على الفور، نحن بحاجة إلى الكثير منها وبشكل مستدام"، مشددا على أنّ "المطلوب ليس عملية صغيرة وإنّما جهد مستدام ينبغي أن يتمكّن المسؤولون عن الإغاثة الإنسانية من إدخال المساعدة وتوزيعها بأمان كامل".
وفي جنيف، طلبت منظمة الصحة العالمية الخميس السماح بوصول المساعدات الإنسانية يومياً إلى قطاع غزة، بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
وتنتظر شاحنات محملة بآلاف الأطنان من مساعدات الإغاثة أمام معبر رفح الحدودي أو في مدينة العريش بشمال سيناء في مصر، السماح بدخولها إلى القطاع المحاصر، غداة اتفاق بين الرئيسين الأميركي والمصري بهذا الشأن.
وقال متحدّث باسم برنامج الأغذية العالمي، أنّ لدى البرنامج 951 طنّاً مترياً من الأغذية إما على الحدود المصرية (رفح) أو في الطريق إليها، ما يكفي لإطعام 488 ألف شخص لمدة أسبوع واحد.
وحذّر المتحدث من أنّ مخزون برنامج الأغذية العالمي من الغذاء داخل غزة سينفد قريباً، ما يترك أسراً بدون أي وسيلة لإعالة نفسها.
وقال المتحدث "يجب تجديد مخزون الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل".
وفي محيط معبر رفح من الجانب المصري، كان مصريون يعملون على تصليح الطرق التي تسبّب بها قصف إسرائيلي، وفق فرانس برس.
وحذّر الرئيس الأميركي الأربعاء خلال زيارته الى إسرائيل من أنّه إذا "استولت (حركة حماس) عليها (المساعدات) أو منعت عبورها فسينتهي الأمر".
" خيم الأونروا"
وفي جنوب قطاع غزة الذي نزح اليه مئات ألوف الفلسطينيين خلال الأخيرة، نصبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عدداً من الخيم غرب مدينة خانيونس لتأوي نازحين من شمال القطاع.
وقالت فدوى النجار (38 عاما) في إحدى الخيم إنها قطعت مسافة 30 كيلومتراً مشياً على القدمين من شمال القطاع بعد الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة، وتحت القصف، مع عائلتها في رحلة استغرقت عشر ساعات.
وأضافت "كان القصف كثيفاً، فبدأنا بالركض. كأنه يوم القيامة، لا يمكننا أن ننسى هذه التجربة".
وقالت ابنتها ملك "كان القصف فوق رؤوسنا طيلة الطريق. ليتنا لم نأت وبقينا في منازلنا ومتنا هناك".
فيما يخشى العالم توسع نطاق الحرب، شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل الخميس تبادلاً لإطلاق النار.
وأعلن حزب الله في بيانين منفصلين استهدافه مواقع عسكرية داخل إسرائيل. وتبنّت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق دفعة من ثلاثين صاروخاً باتجاه اسرائيل انطلاقاً من لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه رد بقصف مدفعي على مصادر النيران.
منذ بدء الحرب، أسفر تبادل القصف عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن مقتل 21 شخصاً في لبنان، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس، هم 13 مقاتلاً من حزب الله وخمسة مقاتلين فلسطينيين، إضافة إلى ثلاثة مدنيين بينهم مصور في وكالة أنباء رويترز.
وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الجانب الإسرائيلي.
وتتواصل المواجهات في عدد من مناطق الضفة الغربية المحتلة بين شبان وقوات إسرائيلية منذ بدء الحرب. وقتل تسعة فلسطينيين الخميس برصاص الجيش الإسرائيلي في عدة مدن من بينها طولكرم (شمال) ورام الله (وسط) وبيت لحم (جنوب)، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وبذلك، يرتفع عدد قتلى الضفة الغربية الذين قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي ومستوطنين منذ السابع من تشرين الأول الجاري، إلى 75.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت "80 مشتبها به" في أنحاء الضفة خلال الليل "من بينهم "63 ناشطا إرهابيا في حماس"، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بدء الحرب إلى 524.
وتتواصل التظاهرات تضامنا مع الفلسطينيين في أنحاء العالم.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً