رووداو ديجيتال
اعتبر وزير الداخلية اللبناني الأسبق، العميد مروان شربل، أن "الهجوم السيبراني الذي أدى إلى تفجير أجهزة البيجر أمس، استهدف كل لبنان وأن ضحاياه كانوا من الأطفال والنساء والرجال، ولم يكونوا كلهم من حزب الله".
وأعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحافي في بيروت اليوم، الأربعاء 18 أيلول 2024، أن "عدد قتلى انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان بلغ 12، في حصيلة جديدة"، مضيفاً أن بعض الإصابات ستنقل إلى إيران وأخرى نقلت إلى سوريا. وأضاف: "بعد مراجعات مع كل المستشفيات دققنا الحصيلة" التي بلغت "12 شهيداً بينهم طفلان، وأن عدد الجرحى يتراوح بين 2750 و2800 شخص".
العميد مروان شربل قال لرووداو اليوم: "إن هذا الهجوم كان موجهاً ضد حزب الله، لكن الضحايا كانوا من جميع فئات الشعب اللبناني، أطفال ونساء ورجال، غالبيتهم لا علاقة لهم بحزب الله، حيث أصيب بعضهم نتيجة انفجار أجهزة البيجر بالقرب منهم". موضحاً أن "التحليل الأولي يشير إلى أن أجهزة البيجر التي انفجرت كانت مفخخة، وأن إسرائيل، ما غيرها، هي التي كانت وراء التفجير". مبيناً أن "أجهزة البيجر وعددها 5 آلاف جهاز كانت قد وصلت إلى بيروت حسب طلبية خاصة لحزب الله وعن طريق شركة مجرية هي وكيلة الشركة التايوانية المصنِّعة". مشيراً إلى أن "حزب الله صار يعتمد في اتصالاته على أجهزة البيجر بدلاً من الموبايلات خشية تتبع قيادييه وأعضائه من قبل إسرائيل".
وشبّه وزير الداخلية اللبناني الأسبق "حجم انفجار أجهزة البيجر أمس بحجم تفجير مرفأ بيروت".
وقال: "هناك من يقول إن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الحادث، ونحن نقول منذ متى اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن حوادث التفجير؟". كاشفاً أن "إسرائيل كانت قد هددت حزب الله علناً، فهناك حرب معلنة منذ عام بين حزب الله وإسرائيل، كما أن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، قد أبلغ قبل 24 ساعة من الهجوم السيبراني نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، بأن إسرائيل ستقوم بعملية قومية ضد حزب الله، وقد كشفت الصحف الإسرائيلية والأميركية هذا الاتصال".
وأكد العميد مروان شربل مسؤولية إسرائيل عن التفجيرات، وقال: "إسرائيل عدوة لبنان قبل أن يتأسس حزب الله، فهي تحتل أراضٍ لبنانية في مزارع شبعا، وسبق أن اجتاحت بيروت وطيرانها يستبيح أجواءنا باستمرار، ولم تلتزم بأي قرارات دولية سواء للانسحاب من أراضينا أو عدم الاعتداء على بلدنا، وقد قدمنا عشرات التقارير والشكاوى للأمم المتحدة، ولكن طالما أميركا ترعى إسرائيل وتستخدم الفيتو ضد أي قرار يدينها، فلن يتحقق السلام في المنطقة".
وحمل حزب الله إسرائيل المسؤولية عن الانفجارات المتزامنة التي وقعت بعد ظهر أمس الثلاثاء، 17 أيلول 2024، والتي جاءت بعد ساعات من إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.
من جهتها، أعلنت شركة "غولد أبولو" التايوانية أن أجهزة الاتصال التي انفجرت بشكل متزامن بأيدي عناصر من حزب الله وأودت بحياة 12 شخصاً على الأقل، من صنع شريكها المجري. وأوضحت في بيان لها اليوم الأربعاء، 18 أيلول 2024، أنها تقيم "شراكة طويلة الأمد" مع شركة "بي إيه سي" ومقرها في بودابست لاستخدام علامتها التجارية، لافتة إلى أن الطراز المذكور في تقارير إعلامية "تصنّعه وتبيعه بي إيه سي".
لكن الرئيسة التنفيذية للشركة المجرية، كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو، أكدت في مقابلة هاتفية مع شبكة "إن بي سي" الأميركية العمل مع شركة "غولد أبولو"، لكنها نفت أن يكون لها دخل في التصنيع، وقالت: "لا أُصنّع أجهزة النداء. أنا مجرد وسيط. أنتم مخطئون".
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في وقت مبكر اليوم الأربعاء عن معلومات جديدة بشأن كيفية تفخيخ إسرائيل أجهزة الاتصال التي انفجرت وأسفرت عن مقتل وإصابة كثيرين من عناصر حزب الله في لبنان وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين أن إسرائيل أخفت متفجرات داخل دفعة من أجهزة اتصال (بيجر) تايوانية تم استيرادها إلى لبنان.
وقال المسؤولون إن حزب الله طلب من شركة "غولد أبولو" التايوانية أكثر من 3 آلاف جهاز اتصال، وأضافوا أنه تم زرع مادة متفجرة صغيرة الحجم بجانب بطارية كل جهاز.
وأوضحوا أنه تم التلاعب بأجهزة الاتصال التي طلبها حزب الله قبل وصولها إلى لبنان.
كما نقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين أنه تم توزيع أجهزة الاتصال على أعضاء حزب الله في جميع أنحاء لبنان وعلى بعض حلفائه في إيران وسوريا.
وفي نفس الإطار، نقلت صحيفة المونيتور عن مصادر استخباراتية أن آلاف الأجهزة التي حصل عليها حزب الله فخختها إسرائيل قبل تسليمها للحزب.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً