الحياة في بيروت بعد التوترات.. مسلمون ينتقلون إلى مناطق المسيحيين

06-08-2024
الكلمات الدالة لبنان المسلمون المسيحيون حزب الله إيران فؤاد شكر
A+ A-
رووداو دیجیتال

بعد قتل فؤاد شكور القيادي في حزب الله وإسماعيل هنية المسؤول السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، تتطلع الأنظار الآن إلى حزب الله اللبناني وإيران اللذين يهددان بالانتقام، ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي: سنضرب بيروت أو اليمن أو أي مكان آخر تدعو الحاجة لضربه.
 
تفاقم التوترات يلقي بظلاله على المدنيين والأسواق، وحالياً في الشرق الأوسط لبنان هي أقرب الدول التي قد يطالها شرر الحرب، وقال مواطن لبناني لرووداو: بيروت الآن ليست من حيث الحركة السياحية والأسواق كما كانت عليه منذ أسبوع مضى.
 
مواطن لبناني: الناس تعيش أجواء الخوف
 
بسام بيروتي، مواطن لبناني يعمل دليلاً سياحياً في بيروت، تحدث لرووداو عبر الهاتف عن الوضع في مدينته وقال إنه لم يحث حتى الآن أي شيء يذكر، لكن الناس تشعر بالقلق.
 
ومضى بسام إلى القول إن الحياة في بيروت طبيعية لكن القلق ظاهر على الأهالي ولم تعد المدينة مزدحمة كما في السابق.
 
ديانا أبو أصل، طالبة تبلغ من العمر 20 سنة وتقيم ببيروت وأخبرت وكالة فرانس بريس للأنباء أنها تخشى من أن تحل كارثة على أهلها وأصحابها.
 
وقالت ديانا لو أن الحرب وقعت فلا تظن أنها ستتحمل البقاء في لبنان.
 
تراجع عدد السياح في بيروت
 
رئيس المنتدى الفكري اللبناني مصطفى فخرو، تحدث عن أحوال بلده لرووداو، وقال إن الشعب اللبناني عموماً يشعر بالقلق، وخاصة سكان المناطق الشمالية من بيروت.
 
وقال إن هناك شائعات عن قيام إيران أو إسرائيل بشن هجوم، وهذا هو مبعث القلق، ومع أن الرحلات في مطار بيروت عادية لكن عدد السياح تراجع كثيراً بينما الموسم هو موسم السياحة.
 
وعن هذا، قال بسام بيروتي إن تدفق السياح ليس مثلما كان قبل أسبوع، وقليلون منهم يقصدون بيروت ويغادرونها على عجل.
 
الدور المستأجرة في مركز المدينة تخلو من مستأجريها
 
توترات الأوضاع واحتمال اندلاع حرب دفع العوائل التي استأجرت مساكن إلى إخلاء تلك المساكن والانتقال إلى مناطق يعتقدون أنها أكثر أماناً.
 
مراسل رووداو في أربيل، الذي زار بيروت زيارة شخثية مع بداية ظهور التوترات، يقول: "الوضع ليس كما تتداوله وسائل الإعلام، لكن التوترات خلفت آثارها".
 
هورفان الذي عاد من بيروت إلى أربيل في (4 آب 2024)، يقول: "المالكون لمساكن خارج المدينة ينتقلون إليها".
 
رينا (51 سنة) تقطن في منطقة عين الرمان على أطراف بيروت، انتقلت للسكن في منطقة حمدون خشية اندلاع حرب، وتقول إنها قررت الانتقال بصورة دائمية أو على الأقل طوال شهر آب، فهر تظن أن الحرب على الأبواب وستم قصف الجسور كما حدث في تموز 2006.
 
نور (26 سنة) تبحث عن شقة مفروشة خارج بيروت، وتحدثت للشرق الأوسط، وقالت إنها تريد الإقامة في مكان يسهل الاختباء فيه ومغادرته عند الحاجة.
 
أغلب اللبنانيين يشعرون بالأمان في مناطق المسيحيين، ويقول هورفان رفعت "عند ظهور أي توتر، وخاصة بعد تهديدات حسن نصر الله وإيران، اتجه الأهالي إلى الأحياء والمناطق المسيحية، فرغم الاختلاف في الدين هناك صلات وثيقة بين المسيحيين والمسلمين هناك".
 
مغادرة لبنان وإيقاف الرحلات
 
طلبت الأردن وكندا وتركيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا والعديد من الدول الغربية الأخرى من مواطنيها مغادرة لبنان، وعلق العديد من شركات الطيران رحلاته من وإلى لبنان.
 
وتقول الخارجية الفرنسية: "بسبب تدهور الوضع الأمني، وطالما استمرت الرحلات التجارية المباشرة وغير المباشرة إلى فرنسا، ندعو مواطنينا إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمغادرة لبنان من الآن".
 
السويد من جانبها، أغلقت سفارتها في بيروت وطالبت مواطنيها بمغادرة لبنان.
 
تفاقمت التوترات في الشرق الأوسط بعد أن قتلت إسرائيل في (30 تموز 2024) فؤاد شكور القيادي البارز في حزب الله في جنوب بيروت، وفي اليوم التالي تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في محل إقامته بطهران وقتله.
 
إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني يتهمون إسرائيل بقتل هنية ويهددون بالثأر له.
 
نتنياهو: سنضرب بيروت
 
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد (4 آب 2024) أن "إيران وأعوانها يريدون محاصرتنا بالإرهاب. لقد قررنا مواجهتهم في كل الجبهات والميادين القريبة والبعيدة"، وأضاف: "إن من يريد أن يضرنا سيدفع الثمن غالياً".
 
وواصل نتنياهو تهديداته وتحذيراته وقال: "بأيدينا القادرة سنضرب قطاع غزة واليمن وبيروت أو أي مكان آخر تدعو الحاجة لضربه"، وقبل تصريحات نتانياهو بساعات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوواف غالانت: "قدرتنا على الدفاع في مستوى عال، سواء أجاء الخطر من البر أم الجو".
 
تأتي تصريحات رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين بينما تهدد إيران وحزب الله بالانتقام من إسرائيل لقتل فؤاد شكور وإسماعيل هنية، وقد أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن قتل الأول منهما لكنها لم تعلن أي شيء بخصوص الثاني.
 
المساعي الدولية للحد من تفاقم التوترات
 
كان هناك اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وأفاد بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء بأن الجانبين ناقشا خلال الاتصال تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل الحد من المزيد من تعقيد الأوضاع الحالية.
 
وجاء في البيان أن السوداني شدد على أن الحد من تعقيد أوضاع المنطقة رهن بإيقاف الضربات التي تستهدف قطاع غزة ومنع امتدادها إلى لبنان والضربات الإسرائيلية الموجهة لدول المنطقة.
 
وأعلن مكتب الرئاسة الفرنسية في بيان أن اتصالاً هاتفياً جرى بين الملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي ماكرون، ناقشا خلاله الأوضاع في الشرق الأوسط، وعبر الجانبان عن قلقهما العميق وضرورة الحيلولة دون حدوث المزيد من التعقيدات في الشرق الأوسط بأي ثمن، ودعيا الأطراف إلى التخلي عن الانتقام واللجوء إلى ضبط النفس وطمأنة الناس.
 
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أعلن في بيان أن "وزير الخارجية بلينكن، اتصل هاتفياً بوزراء خارجية دول جي7 للتداول بشأن تخفيف التوترات في الشرق الأوسط.
 
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ووزراء خارجية جي7 ناقشوا مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار يضمن تحرير الرخائن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
 
بداية تفاقم التوترات
 
في 27 تموز المنصرم، أسفر هجوم صاروخي على مرتفعات الجولات التي تسيطر عليها إسرائيل عن مقتل 12 سخصاً وإصابة 34 آخرين، واتهمت إسرائيل حزب الله اللبناني بالمسؤولية وهدد بالانتقام، بينما نفى حزب الله المسؤولية عن الضربة.
 
في 30 تموز، وبعد مقتل فؤاد شكور، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه انتقم لقتل مواطنيه.
 
بعد ذلك بيزمين، أعلن أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله أنه لا يريد أن يلقي خطاباً ويصف الكلمات، وأنه يريد فقط أن يقول للعدو ولمن يقف وراء العدو إن عليهم أن ينتظروا رداً حاسماً، وأكد إن على العدو ومن يقف وراءه أن ينتظروا الرد الحاسم وأن الأمر ليس بحاجة إلى جدال وأن بينهم الليل والنهار وساحة الحرب فقط.
 
وبعد قتل هنية في 31 تموز، اجتمع المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية مع أعضاء مجلس الأمن القومي الإيراني وأمر المسؤولين الإيرانيين خلال الاجتماع بأن على إيران هذه المرة أن تستهدف إسرائيل مباشرة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

بوتين وبن سلمان في قمة مجموعة 20 بأوساكا اليابانية عام 2019-AFP

بن سلمان يؤكد لبوتين دعمه لكل جهد ينهي الحرب في أوكرانيا

أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه لكل ما يؤدي إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، في أعقاب موافقة كييف على مقترح أميركي بشأن الهدنة خلال محادثات في جدة.