رووداو ديجيتال
فقدت أم كوردية حياتها حزناً على اختطاف ابنها في منطقة عفرين التابعة لروجآفا (شمال شرق سوريا)، فيما سارع أحد المستوطنين وهو من المكون العربي المستقدم من منطقة سورية أخرى، إلى الاستيلاء على منزلها.
المرأة الكوردية، كانت تبلغ من العمر 83 عاماً، وتنحدر من قرية قرغولي التابعة لناحية بلبل، فيما كانت تقيم في حيّ الأشرفية بمدينة عفرين، إذ توفّيت في منزلها دون أن يشعر بها أحد.
تلك المرأة الكوردية تدعى "صباح محمد حسين"، وتوفيت حزناً على ابنها، المختطف منذ 4 سنوات على يد فصائل سورية معارضة مسيطرة على المنطقة، حيث تأزم وضعها الصحي بعد حادثة خطف ابنها.
بعد وفاة صباح حسين بيوم واحد، علم جيرانها بوفاتها وقاموا بدفنها.
إلا أنه في وقت دفن "صباح"، قام أحد المستوطنين العرب في عفرين، ويدعى "أبو حمدو المزرافي"، المنحدر من بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب، والذي يعمل مسؤولاً للمساعدات في الحيّ، بالاستيلاء على منزل المرأة الكوردية.
وقبل وفاتها بفترة وجيزة، قام عناصر لواء "المعتصم بالله"، بنهب ممتلكات منزل الكوردية "صباح حسين" أمام عينيها، وأبقوا لها فقط فراشاً تنام عليه.
وسبق أن اقتحم مستوطنون منزل سيدة عفرينية مسنة، في قرية جنجليا الواقعة بناحية راجو في منطقة عفرين، ونهبوا كل ما بداخله من مواد غذائية وطعام.
عائشة علي بلال، كوردية تبلغ من العمر 80 عاماً، تنحدر من قرية كوتانا لكنها متزوّجة في قرية جنجليا، وتعيش وحيدة في منزلها رغم أنها تعاني كسراً في أحد ساقيها.
مصدر محلي من قرية جنجليا، قال لشبكة رووداو الإعلامية، الجمعة (27 كانون الثاني 2023)، إن "عائلة من العرب المستقدمين، والتي تسكن في منزل جيران السيدة الكوردية، اقتحموا منزلها وقاموا بنهب كافة محتوياته".
"احتلال عفرين"
يشار إلى أن عفرين، وهي منطقة كوردية تابعة لروجافآي كوردستان (شمال شرق سوريا)، وقعت تحت سيطرة تركيا وفصائل سورية معارضة بعد عملية "غصن الزيتون" عام 2018، وقد مارسوا فيها انتهاكات وعمليات تخريب واسعة بحق المدنيين الباقين هناك وممتلكات المهجّرين، كما قطعوا آلاف الأشجار الحراجية التي تعرف بها عفرين، فيما انتهجوا عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة عبر توطين عوائل سورية من مناطق أخرى في بيوت السكان الكورد الأصليين.
ويتقاسم أكثر من ثلاثين فصيلاً مسلّحاً السيطرة على هذه المنطقة الكوردية التي أُفرِغت من غالبية سكّانها الأصليين وأُسكِن فيها أكثر من سبعمئة ألف وافدٍ من العرب والتركمان من مختلف المناطق السورية.
ويفرض كلّ فصيلٍ عسكريٍّ على منطقة سيطرته الضرائب والأتاوات الباهظة بشكلٍ تعسّفي، مثلما تصادر ممتلكات المواطنين الكورد، ليس المهجّرين قسراً فحسب، بل حتى الباقين في أماكن سكناهم.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً