رووداو ديجيتال
دعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، الولايات المتحدة الاميركية الى اتخاذ موقف "أكثر حزماً" تجاه تركيا ومنعها من تنفيذ هجوم بري، لافتاً الى حشد تركيا لقواتها على الحدود ونيتها في القضاء على الإدار الذاتية.
وعقد عبدي مؤتمرا صحفيا عبر الفيديو، اليوم الثلاثاء (29 تشرين الثاني 2022)، وحضرته شبكة رووداو الإعلامية، ذكر فيه ان تركيا حشدت قواتها في مناطق الحدودية شمال وشمال شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة انقرة والفصائل المعارضة الموالية لها، في حين يؤكد المسؤولون الاتراك انهم بحاجة لأيام معدود لإجراء توغل جديد الى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية.
وفي هذا السياق قال عبدي إن "الدولة التركية حشدت قواتها في المناطق الحدودية لشمالنا قرب كوباني ومنبج وتلك المناطق. كذلك زادت قواتها بالمناطق بين مدينة الباب ومنبج، كما حشدت قواتها في منطقة الاعزاز قبالة تل رفعت"، مؤكدا ان "ننظر لحشد القوات التركية في هذه المناطق بجدية، وسنتبع إجراءاتنا العسكرية".
"لم تصلنا أي شروط بخصوص وقف الهجمات التركية"
نفى قائد قسد تلقيه الشروط التركية بخصوص وقف الهجمات من قبل اي طرف. في حين صرح المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية سيامند علي، امس الاثنين ( 28 تشرين الثاني 2022)، لوسائل اعلام اميركية ان "قائد القوات الروسية في سوريا اليكساندر جايكو اجتمع يوم الاحد الماضي مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية"، ونقلت وسائل اعلام عربية عن علي قوله أن "القائد الروسي أوصل الشروط التركية لوقف النزاع الى مظلوم عبدي".
وفي هذا الخصوص قال عبدي: "اعتقد انه تم فهم تصريح المتحدث باسم قسد بشكل خاطئ. إن ما نناقشه مع الأطراف حتى الآن، التزام بالاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل اليها مع تركيا. نحن نتحدث عن هذه القضايا مع الجميع. اخبرنا الجميع بأننا ملتزمون بالاتفاقات القائمة بين تركيا وروسيا او تركيا وأميركا، وندعو تركيا الى الالتزام بها ايضاً. لم تصلنا أي شروط غير ذلك".
جاءت زيارة القائد العسكري الروسي لمظلوم عبدي بعد أيام من تعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بإصدار أمر بتنفيذ توغل تركي جديد للمانطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية، بعد اتهامه لحزب العمال الكوردستاني ووحدات حماية الشعب بتنفيذ تفجير اسطنبول بتاريخ 13 تشرين الثاني الجاري، اتهام قد نفاه الطرفان.
روسيا طالبت بخفض التصعيد وابتعاد تركيا عن اي توغل جديد
وفي إجابته حول سؤال فيما اذا كان القائد الروسي قد طلب منه اجراء اي مفاوضات مع تركيا، قال عبدي ان القائد الروسي "لم يطلب منا اي شيء، نحن طلبنا منه إيقاف تلك الهجمات التركية"، موضحا ان "الموضوع الذي ناقشناه كان الالتزام باتفاق سوجي لعام 2019 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي. ما نطلبه هو التزام جميع الأطراف بالاتفاق. في وقت سابق اشرنا الى استعدادنا الالتزام بالاتفاق، لكن ينبغي على الاتراك ايضاً بعد انشاء مناطق خفض التصعيد".
نشر الجيش السوري في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية
مظلوم عبدي تحدث عن انتشار قوات الحكومة السورية "بهذا الوقت في جزء من الحدود بالمناطق الخاضعة للإدارة الذاتية بموجب اتفاق عام 2019"، مبيّناً أنها "قوات كبيرة، لكن قواتنا أكثر عدداً".
بشأن ما تردد في الإعلام العربي يوم الاثنين عن اقتراح قدمه القائد الروسي الكسندر تشايكو للقائد العام لقسد، يقضي بانتشار قوات الحكومة السورية في المناطق الخاضعة لقسد، قال مظلوم عبدي: "ليست مشكلة بالنسبة لنا لو كانت قواتهم (الحكومة السورية) أكثر عدداً، وبتصوري أنها قوة ستنتشر بشكل مؤقت، كي يظهروا لجميع الأطراف بأن الجيش السوري يمسك بالحدود".
واستطرد أن عودة مؤسسات الحكومة السورية إلى المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية، في حال رغبت بذلك، تستوجب اتفاقاً بين بين قامشلو ودمشق، لأنه "قرار يرتبط بالحل السياسي".
الهجمات التركية والتهديدات على المخيمات
القائد العام لقسد، اشار الى ان تأكيد روسيا والولايات المتحدة رفضهما لأي هجوم بري تركي على الإدارة الذاتية، مستدركا بأنه "ينبغي ان يتخذا موقفاً أكثر حزماً للتأثير ومنع وقوع الهجوم".
وذكر عبدي ان " هم الآن (تركيا) يقومون باختبار جميع الاطراف، خاصة القوات الاميركية والروسية. اذا لاحظوا موقفا ضعيفا من هذين الطرفين فسيشنون الهجوم خلال وقت قصير. من الناحية العسكرية، ستقوم تركيا بشن الهجوم الاسبوع المقبل لو أرادت ذلك، لكن ان اتخذت هاتين الدولتين موقفاً حازماً فاعتقد انه لن تتمكن تركيا من الهجوم".
حسب عبدي "في حال شن الهجوم التركي، سيتم القضاء على جميع المكاسب التي حققتها قسد بالتعاون مع المجتمع الدولي في حربهما ضد الإرهاب"، والذي حذر من "نزوح مليون شخص جراء الهجوم، ووقوع السجون والمعتقلات التي تحوي عناصر داعش تحت التهديد".
وقال إن "الوضع الأمني للمراكز والمخيمات غير جيد (مراقبة المحتجزين)، كما ان الوضع الأمني في مخيم الهول ايضاً غير جيد، حيث رأينا قصف تركيا لمراكز الاحتجاز والنطاق الامني لمخيم الهول ما أدى الى مقتل 8 عناصر من قوات الأسايش وإصابة 15 آخرين".
وأكد عبدي وجود مخاوف من "حدوث عصيان داخل السجون والمخيمات، ويجب ايقاف الهجمات التركية من اجل حفظ أمن هذه الأماكن"، موضحاً انه "في حال شن تنظيم داعش هجوما مماثلا لهجوم 20 كانون الثاني من العام الجاري على سجن غويران بالحسكة، فلن تتمكن قسد القتال بنفس القوة التي كانت عليها، لأنها منشغلة الآن بالهجمات التركية التي باتت تهدد تعاون قوات سوريا الديمقراطية مع المجتمع الدولي في الحرب ضد داعش"، حسب تعبيره.
وحسب قول مظلوم عبدي "تحوم طائرات الدولة التركية ومسيّراتها حول السجون ومخيم الهول حتى الآن".
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أكد استعداد قواته للرد على اي هجوم بري تنفذه تركيا وإفشاله، و"في حال حدوث امر كهذا، سيقع نزاع كبير وموسع يشمل كامل الحدود".
"لا صلة لنا بتفجير اسطنبول اطلاقاً"
تتعرض المناطق الخاضعة لسيطرة قسد إلى قصف مستمر للجيش التركي والفصائل المقربة منه، منذ الأحد الماضي، يأتي بعد أشهر من تهديدات يطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية ضد من يصفهم بـ "الإرهابيين".
ويقول المسؤولون الأتراك بأن هذه الهجمات تأتي "انتقاماً من مرتكبي" التفجير الذي وقع في اسطنبول في 13 تشرين الثاني الجاري، والذي تتهم تركيا وحدات حماية الشعب التي تشكل العنصر الأساسي في قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب حزب العمال الكوردستاني، بالتورط فيه.
القائد العام لقسد، جدد التأكيد على عدم صلة قواته بالتفجير الدموي، مبيّناً أن تحقيقاتهم أظهرت بأن جميع المتورطين "هم من عناصر داعش، ويسكنون في عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا".
مظلوم عبدي، لفت إلى أن أسماء الأشخاص الذين تقول تركيا بأنهم متورطون بالتفجير بشكل مباشر، معروفة لدى قسد وجميهم من عناصر "داعش"، مشيراً إلى أن لدى قسد صورهم أيضاً.
ونوّه إلى أنهم سينشرون "تقريراً مفصلاً حول هؤلاء الأشخاص في وقت قريب"، معرباً عن استعدادهم لـ "دعم أي تحقيق دولي بشكل كامل" في حال إجرائه.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً