رووداو – أربيل
طالب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، البروفيسور علي القره داغي، اليوم الأحد، بغداد وأربيل بوقف القتال والبدء بالحوار فوراً، موجهاً ندائه إلى الحكومة العراقية بضرورة قبول مبادرة أربيل على أساس الدستور.
وقال القره داغي في بيان اطلعت عليه شبكة رووداو الإعلامية: إن "الإصرار على الخيار العسكري استكبار وعلو في الأرض لا يقبل به الإسلام واعتداء صارخ، ومحاربة لإذلال شعب مسلم عزيز لا يقبل بالذل. وإن القبول بالدستور ينهي كل شيء يخالفه".
وأضاف أن "القبول والبدء بالحوار فريضة شرعية وضرورة وطنية، وحكمة تمنع المنطقة من المزيد من الدمار والخراب والويلات".
فيما يلي نص بيان البروفيسور علي القره داغي:
إنطلاقاً من مسؤولية العلماء، وضرورة القيام بالصلح والسعي الجاد لإزالة كل ما يثير الفتن أوجه البيان الآتي:
أولاً: أطالب بغداد وأربيل بوقف القتال والبدء بالحوار فوراً، فالحرب دمار ولا يمكن لأن تهزم إرادة شعب رأى من الويلات والحروب طوال أكثر من نصف قرن، وبقي أقوى.
وأحذر من نشوة انتصار ظاهر تدفع إلى مزيد من القتال والتضحيات بين أبناء العراق الذين يجمعهم الدين والتأريخ والنضال المشترك ضد الظلم والاستبداد والإرهاب، فقال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) " الحجرات:10-11"
ثانياً: وأصدر هذه الفتوى بحرمة القتال بين المسلمين، وبخاصة من يقبل بالحوار، حتى ولو كان غير مسلم، فكيف بشعب مسلم في بلد واحد عاشوا مع إخوانهم قروناً عدة وتجمعهم الإسلام، والتاريخ المشترك.
فالإصرار على الخيار العسكري استكبار وعلو في الأرض لا يقبل به الإسلام واعتداء صارخ، ومحاربة لإذلال شعب مسلم عزيز لا يقبل بالذل. وإن القبول بالدستور ينهي كل شيء يخالفه وبالتالي لماذا الإصرار على عدم القبول؟ لذلك أوجه ندائي إلى الحكومة العراقية بضرورة قبول مبادرة أربيل على أساس الدستور.
ومن المعلوم في هذا الدين العظيم أن من قتل مسلماً بدون حق أشد وأكبر عند الله تعالى من هدم الكعبة وأنه يستحق اللعنة فقال تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) " النساء:93". والأحاديث الصحيحة وآثار الأئمة أكثر من أن تحصى
وهذه القضية أخطر من القتل المجرد بل هي إن حصلت فستؤدي إلى فتنة كبرى بين شعبين مسلمين تبقى آثارها الخطيرة المدمرة إلى زمن بعيد فقال تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) "البقرة:217".
كل العقلاء مستغربون من عدم القبول بالمبادرة التي تحقق ما يريده بغداد في ظل الدستور إن كانت القضية قضية الدستور.
لذلك أناشدكم الله تعالى أن تمنعوا هذه الفتنة بجميع الوسائل المتاحة، وبما أن الحوار متاح فلا يجوز تجاوزه، فبالحوار تحل جميع المشاكل إن شاء الله.
ثالثاً: أوجه ندائي ومناشدتي إلى علماء العراق ومرجعياته، وجميع المخلصين من السنة والشيعة وبقية مكونات العراق أن يقوموا بواجبهم من السعي الجاد للمصالحة عبر الحوار، فهذه مسؤوليتكم أيضاً أمام الله، ثم أمام الأجيال والتأريخ، فيكفي العراق الحروب التي خاضها طوال أكثر من نصف قرن، ويكفي الدمار والقتال.
رابعاً: وأوجه ندائي ومناشدتي إلى دول الجوار وعلمائها ومرجعياتها، وإلى كل من يريد السلم والسلام في العالم أجمع أن يسعوا بجميع جهودهم لإقناع الطرفين بالحوار وفقاً للدستور الذي ارتضاه الطرفان، وجعلاه مرجعاً، ولمنع الاقتتال والحرب.فالمنطقة لا تتحمل الأكثر والأكثر، فالمآسي لا زالت قائمة في سوريا، واليمن وغيرهما.
وأخيراً أن علماء الأمة مستعدون للقيام بالمصالحة وزيارة الطرفين ودول الجوار إذا وافقوا على ذلك.
حفظ الله هذه المنطقة كلها من الشرور والحروب والطغيان والفتن ما ظهر منها وما بطن (آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) صدق الله العظيم.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً