دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكوردستاني تهيمن على حوارات ختام منتدى اربيل الثالث

28-02-2025
معد فياض
الكلمات الدالة منتدى أربيل السنوي عبد الله أوجلان
A+ A-
رووداو ديجيتال 

انتهى اليوم الجمعة، 28 شباط 2025، منهاج اعمال منتدى اربيل الثالث الذي اقامه مركز رووداو للدراسات وبالشراكة مع مراكز بحثية ومؤسسات مرموقة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
 
المنتدى الذي استهل اعماله يوم الاربعاء 26 شباط الجاري تحت عنوان " القلق المتراكم حول مستقبل الشرق الأوسط"، عقد 13 جلسة نقاشية و18 مقابلة خاصة، بمشاركة 90 متحدثاً ومحاضراً، فيما شارك من خارج إقليم كوردستان 140 ضيفاً، بينهم رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف رشيد ، ورئيس مجلس النواب العراقي، محمود المشهداني، ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني من خلال كلمة مسجلة، ورئيس اقليم كوردستتان نيجرفان بارزاني، ونائب رئيس حكومة اقليم كوردستان قوباد طالباني، اضافة الى مسؤولين واكاديميين وخبراء وباحثين  ودبلوماسيين، 8 سفراء و21 قنصلا، من العراق وكوردستان وتركيا وسوريا.
 
تميز منتدى اربيل الثالث بحضور عدد كبير من المتابعين، كما تميزت مشاركات الباحثين المشاركين بدقة المعلومات والاحصاءات بالارقام والتواريخ وقلة التصريحات الانشائية، اذ انحسرت الاحاديث العامة مقابل الاسلوب الاكاديمي الذي يجعل من جلسات المنتدى مصادر معلوماتية اكاديمية يُعتمد عليها في الدراسات والبحوث المتخصصة.
 
وفي هذا السياق جاء العرض التقديمي الثاني "دراسة البارومتر الكردي التركي" الذي اجراه وقدمه كل من: روج جيراسون، مدير مؤسسة راوست للأبحاث، وريها روهافي أوغلو، مدير الدراسات الكوردية، حيث قدما في اليوم الاخير من منهاج المنتدى عرضا بالارقام والموضوعات الدقيقة التي تتعلق بالتداخل المجتمعي التركي الكوردي واء ما يتعلق باللغة والعادات والتقاليد والثقافات والموسيقى والغناء والكتب. وفي رأيي ان مثل هذا العرض يصلح ان يُطبع ككتاب مستقل لدقة معلوماته.
 
ما اضاف ميزة واهتمام لمنتدى اربيل الثالث هو تزامن دعوة عبد الله أوجلان، حزبه إلى التخلي عن السلاح وحل نفسه، مع تحمله "المسؤولية التاريخية" إزاء ذلك.
وكان مركز رووداو للدراسات قد خصص مسبقا جلسة خاصة عن هذا الموضوع لاستقرائه مستقبل الاحداث مقدما، إذ لم تات الجلسة (14) التي عقدت اليوم، وحملت عنوان "محادثات السلام في تركيا ومستقبل النزاع المسلح لحزب العمال الكردستاني بعد أربعة عقود" مفاجأة او وليدة الاحداث الراهنة، بل خطط لها منذ التحضير لاعمال المنتدى، وشارك فيها متخصصون في الشأن التركي، وهم  كل من: أوغوز كان سالجي، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق  (CHP)، ومحمد أمين أكمن، نائب رئيس حزب ديفا وعضو البرلمان التركي، وعبد الرحمن كورت، عضو سابق في البرلمان، حزب العدالة والتنمية (AKP)، وجنكيز تشاندار،
عضو البرلمان التركي - حزب ديم، بادارة متميزة من قبل الاكاديمية أرزو يلماز، أستاذة مساعدة في قسم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة كردستان ، أربيل.
 
بارتي جنكيز تشاندار، نبه الى أنه "لا ينبغي للأوساط الكوردية أن تعتقد أنها هُزمت"، لافتا "لكي يلتزم حزب العمال الكوردستاني بذلك، يجب أن يعرف ما الذي سيأتي في المرحلة المقبلة ويكون متأكداً منه، وهذا يقع على عاتق الحكومة". ورأى أن "حزب العمال الكوردستاني كان مختلفاً عن كل الحركات التمردية الأخرى، وقد وضع أوجلان حداً للتمرد الأوسع انتشاراً منذ 40 عاماً من التاريخ".
 
يشار الى أن وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي) أعلن في إسطنبول، يوم أمس الخميس (27 شباط 2025)، دعوة السلام من زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان، وذلك بعد زيارة الوفد، المكون من سبعة أشخاص، إلى جزيرة إمرالي في اليوم ذاته، وهي الثالثة منذ انطلاق العملية 
من جهته أعرب بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء والرئيس الأسبق للبرلمان التركي، عن ترحيبه الحذر بدعوة أوجلان، مشدداً على أهمية ترقب نتائجها، ومؤكداً في الوقت ذاته استقرار العلاقات بين أنقرة وأربيل.
 
وأضاف: "ما كنا ننتظره من أوجلان قد حدث، فهو المؤسس لحزب العمال الكوردستاني، وهذه الدعوة هي الشيء الوحيد الذي كان يمكنه فعله منذ عام 1999، وقد فعله بالفعل". داعيا إلى متابعة موقف المجتمع الدولي من إعلان أوجلان، معتبراً أن الدول القريبة مثل إيران لها تأثير أكبر من الجهات الدولية الأخرى، معبراً عن ترقبه لموقف طهران بالقول: "الأمم المتحدة طرف مهم في هذا الموضوع، ولكن هناك دول قريبة، والدول الأقرب أكثر أهمية من الدول البعيدة. أنا متعطش لمعرفة موقف إيران". 
 
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان جميع عناصر حزب العمال الكوردستاني سيستجيبون لدعوة أوجلان، قال أرينج: "كنت أفضل أن تكون رسالة أوجلان عبر تسجيل مصوّر".
 
الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني صلاح الدين محمد بهاء الدين، دعا حزب العمال الكوردستاني، الى عدم كسر كلمة وأوامر زعيمهم عبد الله أوجلان.
وقال خلال مشاركته في جلسة حوارية من اليوم الثالث والأخير لمنتدى أربيل، الجمعة "لدينا علاقة مع القوى السياسية التركية ومع المسؤولين في الحكومة التركية، كما أكدنا في معظم اللقاءات أن لدينا قضية في اقليم كوردستان وخبرة حول النضال القومي ودور السلاح وكيفية التعامل مع المسلحين".
 
وأوضح بهاء الدين أن "الأمور خرجت عن السيطرة في منطقة الشرق الأوسط، وأن "التغييرات في المنطقة تتولد من مفاجأة سياسية أو عسكرية"، مردفاً أن "التغيير في سوريا وقبل ذلك في غزة يشير الى أن هنالك شيئاً ما يدور، وهذا هو الاعصار".
 
كما رأى الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني أن "القاء السلاح لا يعني استسلام حزب العمال الكوردستاني، وعلى جماعة قنديل أن يعلموا أن هذه الخطوة مهمة"، حسب تعبيره. مشيرا الى ان:"مؤسس هذه الحركة كان أوجلان، وهو شخصية سياسية فكرية، واذا لم يكن قد وصل الى قناعة بوصول العملية الى هذا الاتجاه، لما خطا هذه الخطوة"، معتقداً أنه "يجب أن يكون حزب العمال الكوردستاني أكثر حرصاً على عدم كسر كلمة وأوامر أوجلان"، لذا "من المفروض أن تكون ردودهم ايجابية".
 
وتابع صلاح الدين محمد بهاء الدين أن "السلطة التركية أقدمت على هذه الخطوة بما أن هنالك فرصة للسلام، وهو شيء جيد"، مشدداً على أن "القاء السلاح جبرياً يختلف عن القاء السلاح طوعياً"، على اعتبار أنها "عملية نابعة عن قناعة".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب