رووداو ديجيتال
أعلنت شبكة رووداو الإعلامية، الخميس (27 نيسان 2023)، عن إطلاق برنامج "بيستون توك"، بمراسم خاصة اقيمت في فندق شيراتون في مدينة أربيل عاصمة اقليم كوردستان، بحضور مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة الى العراق جينين بلاسخارت ومحافظ السليمانية هفال أبو بكر وعدد من السياسيين والسفراء وممثلي المنظمات الدولية وأكاديميين وشخصيات حكومية.
بيستون عثمان، مقدم برنامج "بيستون توك"، قال في كلمة له بداية المراسم ان "برنامج (بيستون توك) يقوم باستضافة 12 سياسياً، وكذلك 12 طالباً جامعياً من جميع جامعات إقليم كوردستان، وفي كل حلقة يحضر سياسي مع الطلبة الجامعيين لعقد جلسة حوار حرّة، يكون فيها الطلاب احراراً بآرائهم واسئلتهم، دون تحضير مسبق".
وأضاف بيستون عثمان: "سنشكّل منصة حرّة للشباب للتعبير عن آرائهم والبوح بالتساؤلات التي تجول في خواطرهم، عن التغيرات المناخية، والمساواة، وسيادة القانون، والتطورات الرقمية، للإجابة عليها وتوضيح رؤية مستقبلية تنفع الجميع"، موضحا ان "هذا هو هدف البرنامج الذي سيسهم بزيادة المساءلة والشفافية اللذين هما مبدئان اساسيان في الديمقراطية".
ونوه الى ان "هذا البرنامج سيزيد من مشاركة الشباب في مسائل الحكم، من خلال تبادل الآراء مع الضيوف من داخل وخارج إقليم كوردستان".
من جانبه، قال المدير العام لشبكة رووداو الاعلامية، آكو محمد، في كلمة له بالمناسبة: "سيقوم عدد من الشبان والشابات بتقديم الدعم التطوعي لتقديم هذا البرنامج، الذي سيفتح باباً جديداً للتواصل بين شباب كوردستان والشخصيات"، مبيناً أنه "في الوقت الراهن توجد مشكلة قلّة او انقطاع بالتواصل والحوار في اقليم كوردستان، وهذا البرنامج سيتيح المجال لتوجيه أسئلة غير مطروحة ليكون الجيل الجديد على دراية بالمعلومات وتفاصيل الوضع الراهن، والتطلّع الى مستقبله بمعرفة واسعة".
واضاف انه "ومنذ بداية تأسيسها، أطلقت شبكة رووداو الإعلامية البرامج الجماهيرية المفتوحة، وقد قدمت غالبية تلك البرامج من قبل أحد أكفأ إعلاميي ومقدمي إقليم كوردستان رنج سنكاوي، الذي عرض على مر تلك السنين مشاكل وهموم الناس".
كما ذكر آكو محمد ان "شبكة رووداو الإعلامية ستواصل كما كانت دائماً مؤسسة مهنية، عملها بعيداً عن دوافع الصراع والانقسام السياسي والاجتماعي، وسيكون عمل شبكة رووداو الإعلامية دائماً نشر المعلومات الصحيحة لتشكيل رأي عام صحيح في اقليم كوردستان، كما ستكون أنظار الإدارة على التقصيرات من أجل إيجاد الحلول لها في المؤسسات الحكومية العامة".
وأكد أن "شبكة رووداو الإعلامية ستستمر في ابتكاراتها الإعلامية وفقاً للتطورات الإعلامية الحاصلة في العالم. أقولها بفخر ان شبكة رووداو الاعلامية حوّلت الإعلام الكوردي الى جزء حيّ في إعلام المنطقة والعالم. على سبيل المثال، خلال الثلاثة شهور الماضية فقط، تم نشر 323 تقريراً تلفزيونياً منتجاً بواسطة شبكة العلاقات الاعلامية العالمية (اينيكس – ENEX)، عدا عن العشرات من نتاجات شبكة رووداو الإعلامية تم إيصالها عبر الوكالات العالمية الى العالم".
من جانبها، قالت ممثلة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في كلمة لها ان "الأمم المتحدة لا تدخر فرصة للتعبير عن اهمية التعبير وحرية التعبير عن الرأي عبر البرامج التلفزيونية او الطرق الأخرى"، مبينة ان "مثل هذه البرامج التلفزيونية تعطي الفرصة للشباب للحوار مع جميع القيادات، ويجب الترحيب بمثل هذه المنصات، التي من شأنها تطوير العمل الصحفي وتوطيد حرية التعبير عن الرأي".
واضافت بلاسخارت: "عندما سمعت فكرة البرنامج، ساندتها بشدّة، لأن وجود الحوارات المكشوفة شيء صحي وضروري بين الناس والمسؤولين، كذلك لأن الجيل الجديد هو الذي سيقود المستقبل وهذا المستقبل قريب"، مردفة ان "الديمقراطية تحتاج احياناً الى النضال ومحاولات كبيرة، والدول الديمقراطية الحالية احتاجت مدة طويلة لانشاء ديمقراطياتها، لذلك من الضروري إعطاء العملية الديمقراطية الوقت المطلوب لتثبيت جذورها بشكل صحيح".
واشارت بلاسخارت الى ان "اسلوب التعامل بين الاحزاب المعارضة والحاكمة مهم جداً، كذلك الشأن بالنسبة للحوار بين صناع القرار، كما يجب السماح بتشكيل الأحزاب والتحالفات أيضاً"، منوهة الى ان "الشيء الرئيس من وراء ذلك هو الوصول الى الناس والتعامل معهم، وإجراء حوارات عامة ومكشوفة، للوصول الى الناس وفهمهم، وهذه مسؤولية المسؤولين السياسيين والشعب أيضاً، حيث ان حفظ التوازن بين الرأي والرأي الآخر يحتاج الى تفاوض، لذا على صناع القرار والشعب ان يعلموا انه ليس لأحد الحق في التعالي او احتكار المشروعية لنفسه، بل يجب وجود آراء وتوجهات مختلفة".
ممثلة بعثة الامم المتحدة في العراق، ذكرت ان "حرية التعبير هي عمود رئيس في أي مجتمع ديمقراطي، وهو مهم جدا لتشكّل توجهات جديدة، كما انه مهم جداً في عمل المؤسسات السياسية. هنا أوكد ان التكميم او منع أو تجاوز النقاش العام يخلف شيئين فقط تشويه الدولة وفقدان ثقة الناس".
ورأت بلاسخارت أن "الإعلام الحر، أداة قوية أخرى للمعرفة والتعلّم، يمكنه القاء الضوء على الزوايا العتمة، كما يمكنه بناء طرق وأفكار جديدة لرؤية الأشياء، ومن الواضح ان الوسائل الإعلامية في هذا البلد غالبيتها تابعة اما لمؤسسات سياسية أو احزاب، أو قيادي او لمسؤول سياسي، لكن هنا أوكد على كلمة الحرية، فلا يجب ان ننسى أهمية دور المدونين الأحرار، النشطاء، الباحثين، والصحفيين الاستقصائيين، لأنهم لا ينافسوننا بل يثرون افكارنا في اعمالنا اليومية، لذا يجب ان نتذكر جميع الانجازات التي حققها المفكرون والفلاسفة على طول عقود تتطوّر على يد الجيل الجديد بعد حدوث هذا التطور الرقمي".
"كما تستخدم وسائط التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات بشكل اسرع من السابق، وتتيح الفرص للقادة السياسيين للتواصل مع المواطنين بشكل أسرع. لم يكن التواصل مع الآخرين وتوضيح آراءك لهم سهلاً كما هو الآن"، وفقا لبلاسخارت الذي اكدت انه "لا يمكن تجاهل الجوانب السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث توجد شركات تقوم باختراق المعلومات، توجد حسابات وهمية على تلك الوسائط يمكن انشاؤها بسهولة، كذلك نشر معلومات كاذبة غير صحيحة بشكل سريع لآلاف الأشخاص".
بلاسخارت، نصحت "كل شخصية عامة بالهدوء، في حال تعرضهم للانتقاد يجب إدارة ذلك بالحوار عوضاً عن الانتقام او العقاب، مع ذلك يجب ضمان الاحترام والهدوء، واذا عدنا الى حرية التعبير، في الحقيقة ان الوضع الراهن مبعث للقلق، نلاحظ اليوم في انحاء البلاد ادوات وأساليب قانونية لتكميم الإعلام، نشهد في بعض الأماكن مظاهر أسوأ مثل ممارسة العنف من قبل بعض الأشخاص ضد الصحفيين، لا توجد حريات غير محدودة لكن على الحكومات ان تخطو خطوات مسؤولة، وتضع الحدود على أسس حقيقية ومناسبة، من الضروري في جميع الأوقات ضمان الحكومة والمسؤولين، فتلك الحدود تنسجم مع القانون، لا يمكن استخدام القانون لتكميم الاصوات، بل يستخدم لحماية حرية التعبير لأنه مبدأ أساسي للديمقراطية".
بدوره، قال مدير المركز الفرنسي للأبحاث حول العراق عادل باخوان في كلمة له بالمناسبة ان "البرنامج الجديد يأتي في مرحلة محورية تشهدها المنطقة، بعد الغزو الأميركي للعراق، ونشوب ثورات الربيع العربي، تعيش منطقة الشرق الاوسط اليوم مرحلة جديدة في ظل التقارب السعودي الإيراني، الذي ستنعكس نتائجه على المنطقة. وذلك شيء مهم جداً بالنسبة للبرنامج".
وذكر عادل باخوان ان "اقليم كوردستان يحظى بدعم العالم، ويتميز في المنطقة بنقطتين رئيسيتين، الأولى هي حرية التعبير، وحرية المكونات، وحرية الأقليات، وحرية النساء، والثانية تتجسد في الأمن الاستقرار الذي يعيشهما إقليم كوردستان وهما مرتبطان بشكل وثيق بتلك الحريات"، مبيناً انه "بدون أمن واستقرار لا معنى لتلك الحريات".
ولفت مدير المركز الفرنسي للأبحاث حول العراق عادل باخوان الى ان مهمة البرنامج الجديدة تتجسّد في حفظ "التوازن" بين (الحريات والأمن والاستقرار).
بدورها، قالت القنصل البريطاني العام في اقليم كوردستان روزي كيف، في كلمة لها بالمناسبة ان "هناك حاجة الى العمل وبذل الجهود لتطوير العمل الصحفي، وعمل تقارير عن المواضيع والمسائل المهمة، للتأكد من تغطية جميع المسائل بحيادية وبشكل صحيح".
ونوهت الى ان "العمل الصحفي المهني شيء مهم جداً، لأنه الى جانب مبدأ التعبير عن الرأي يشكلان اساسين للمجتمع الديمقراطي، ولأنهما يساعدان الناس في معرفة ما يحدث، وتوضيح المسائل، ونشر المعلومات حول الأفعال والقرارات التي يتخذها السياسيون، كما تساعدان الافراد في توجيه المساءلة، لذا فإن بريطانيا ملتزمة بحرية التعبير عن الرأي وتدعمها".
السفير الياباني لدى العراق فوتوشي ماتسوموتو، ركز في كلمته على قطاع التعليم وأهميته في تنشئة الجيل القادم، وان اليابان قامت ببناء عدة مدارس في اقليم كوردستان وباقي المناطق في العراق مثل الانبار.
وقال إن مستقبل اقليم كوردستان وكل العراق يقع على كاهل الجيل الجديد من الأطفال والشبان، كذلك الوسائل الإعلامية أيضاً، مضيفاً ان بلاده اليابان مرت بمراحل تاريخية متعددة حتى وصلت الى هذه المرحلة من الحداثة والتطور.
واشار السفير الياباني الى وجود فجوات بين الجيل الجديد والاجيال التي سبقته، وبات الشباب الآن يتبادلون المعلومات ويديرون ثورات بواسطة وسائل التواصل، معرباً عن رأيه بأن "برنامج بيستون توك سيتخذ خطوة جيدة باتجاه الديمقراطية وباتجاه حرية التعبير عن الرأي، كما انه سيكون دافعاً باتجاه تعددية أكبر".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً