رووداو – أربيل
هؤلاء أطفال كورد إزيديون يلعبون القفز على الحبل في مخيم روانكَة بمنطقة قادية في دهوك، لكن محاولة ابعاد هؤلاء الصغار عن ماضيهم ومساعدتهم بالمضي قدماً في حياتهم للاستمتاع بحياة الطفولة من جديد لم يكن عملاً سهلاً أبداً.
تنظيم داعش كان قد اختطف المئات من الأطفال الكورد الإزيديين عام 2014 وقام بتدريبهم في معسكرات ومدارس دينية متخذاً منهم مشروع مجندين وانتحاريين لصالح التنظيم.
والآن يعيش الأطفال في مخيم للنازحين بإقليم كردستان، مجرد ممارسة الألعاب أو تصميم الرسومات هو شيء جديد لهم، حيث يخضعون لبرنامج تأهيل نفسي يتضمن رياضات جماعية وفصول اللغة الإنجليزية بهدف تخليصهم من الإيديولوجية التي فرضها عليهم داعش.
الرسم هو أحد السبل المستخدمة داخل المخيم لتأهيل الأطفال ومعالجة كل واحد منهم بالطريقة المناسبة اعتماداً على ما يرسمه
وقال الطبيب النفسي نايف جيردو قاسم: "هؤلاء الأطفال الذين عاشوا في معسكرات داعش، بعضهم يرسم قاذفات صواريخ، وبعضهم يرسم سيارات ملغومة، وبعضهم يرسم قنابل. بهذه الطريقة يمكننا تحديد ميولهم لأن كل منهم يضع ميوله في الرسومات التي يصنعونها، وبهذه الطريقة يمكننا إيجاد الطريقة المناسبة للتعامل مع كل حالة. نرى الرسوم ونجد العلاج وفقا لكل منها."
وخلال هذه الجلسات تظهر الكثير من علامات الصدمة التي تدعو للقلق، ومن ضمنها الأفكار الانتحارية، حيث أمضى العديد من هؤلاء الأطفال وقتاً طويلاً تحت سيطرة داعش.
هاني جهاد رافو هو من أهالي قرية كوجو في سنجار، وبعد سيطرة التنظيم على المنطقة، نُقل إلى تلعفر حيث خضع للتدريب العسكري، ورغم أنه فقد جميع أفراد أسرته لكنه سعيد بممارسة حياته الطبيعية مرة أخرى.
وقال هاني: "دربونا على الأسلحة، وكانوا يطلبون منا الذهاب إلى الحرب، ويخبروننا أن علينا أن نكون أقوياء لنقاتل. كانوا يخبروننا أننا إذا كنا أقوياء بما يكفي، لا يهم كم عدد الذين يقتلون منا، سنكون قادرين على هزيمة العدو. هكذا كانوا يحاولون إقناعنا."
وتابع: "بعد أن وصلت إلى هنا، ساعدوني كثيرا، وشرحوا لي أن كل ما تعلمته كان فقط أفكارا سيئة. ساعدونا كثيرا. في البداية عندما جئنا إلى هنا، كنا جميعا نتحدث العربية، الآن، الحمد لله، نستطيع التحدث بلغتنا مرة أخرى."
وهناك الآن 120 طفلاً يتلقون العلاج في مخيم روانكَة، وبعضهم لا يعلمون شيئاً عن مصير عائلاتهم، وهؤلاء يتطلعون للم شملهم بأفراد أسرهم بأقرب وقت.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً