رووداو ديجيتال
تشهد نسبة الكورد في قضاء مخمور انخفاضاً مضطرداً، ولم تبق هناك عائلة كوردية في ناحية قراج، التي كان الكورد يشكلون أغلبية سكانها في السابق، حسبما أظهر تحقيق أجرته شبكة رووداو إعلامية.
القرى الكوردية التي كانت تشكل نصف قرى المنطقة، حيث كان يبلغ عددها 60 من أصل 120 قرية، انخفض عددها اليوم إلى 10 قرى مأهولة فقط، بعدما أخلى السكان القرى الأخرى متوجهين إلى مركز قضاء مخمور، بسبب المخاوف من داعش، وقلة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، وسوء الطرق، وذلك بعد تأجير أراضيهم أو بيعها بمبالغ زهيدة للعرب. وقد جعل انخفاض نسبة السكان في قراج وجبل قرجوخ، مكاناً مناسباً ليعد تنظيم داعش صفوفه ويزيد من نشاطاته في المنطقة.
وتحول سهل مخمور وقراج، إلى مناطق يواجه الكورد صعوبة في العيش فيها، ويندر أن تمر سيارة من السهل، فيما تبدو قرية سلماس الكوردية المقفرة الآن، وكأنها مهجورة منذ عقود.
إبراهيم عبد الحميد، من سكان قضاء مخمور، يقول لشبكة رووداو الإعلامية، إن "تحركات داعش في المنطقة، وقلة خدمات الماء والكهرباء، عوامل أساسية لإخلاء القرى الكوردية".
وقد استخدمت بقايا داعش مناطق قضاء مخمور وجبل قرجوخ، كملاجئ لهم، بعد إعلان القضاء على التنظيم عام 2017، ولا سيما بعد أحداث أكتوبر 2017.
الكورد يرون الوضع كخطر كبير من شأنه أن يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة، ما دفع عدداً من الفلاحين الكورد إلى منح دورهم وأراضيهم إلى العرب دون مقابل أو تأجيرها بمبالغ زهيدة، خشية استيلائهم عليها.
جميل مجروح، وهو راع من أهالي القيارة بمحافظة نينوى يقيم الآن في قرية "سيخور" الكوردية، يؤكد أن وضعهم جيد حيث يقومون برعي ماشيتهم هناك.
في ناحية قراج التي يطلق عليها العرب باقرت، وتقع على بعد 15 كيلومتراً جنوب مخمور، يمكن مشاهدة السكان وهم يرتدون الزي العربي فقط هذه الأيام. وبعدما كان الكورد يشكلون ثلاثة أرباع السكان لغاية عام 2017، لم يعد هناك بيت كوردي في الناحية اليوم.
وأخليت 50 من أصل 60 قرية كوردية تشكل نصف القرى في قضاء مخمور وسهل قراج، والبالغ عددها 120 قرية.
قائممقام قضاء مخمور، رزكار محمد، يقول إن الوضع تحسن كثيراً، لكن غياب الخدمات الأساسية يشكل عاملاً يمنع السكان من العودة.
تعد مخمور نقطة ربط بين محافظات هي نينوى، كركوك، صلاح وأربيل، وواحدة من المناطق الستراتيجية من الناحية العسكرية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً