رووداو دیجیتال
قال قائممقام قضاء دربندخان، سليمان محمد سعيد، إن مياه الإسالة التي توفر للمواطنين في القضاء "لا تصلح للشرب".
جاء ذلك لدى استضافته في برنامج (مع رنج) الذي يقدمه رنج سنكاوي في قناة رووداو، وعند سؤال قائممقام قضاء دربندخان عما إذا كان هو وعائلته يستخدمون ماء الإسالة للشرب، قال: "إن صدقتكم القول، لا.. فأنا لا أثق بصلاحيته".
وقال كاروان عمر، وهو أحد مواطني قضاء دربندخان: "لا نثق بهذا الماء ومنذ 10 إلى 15 سنة نعتمد على مياه الينابيع، نذهب بسياراتنا ونأتي بالماء من الينابيع".
وأشار قائممقام قضاء دربندخان، سليمان محمد سعيد، إلى أن "وزارة الصحة أبلغتنا في 2018 رسمياً بأن ماء دربندخان غير صالح للشرب".
هناك محطة لتنقية المياه في دربندخان بدأ العمل على إنشائها في (14 شباط 2014) لكنها لا تعمل ويقول القائممقام: "المحطة أنجزت ولم يبق إلا لوازم تقنية، وتحدثت إلى الشركة المنفذة فأخبروني أنهم بحاجة إلى أجهزة يجب استيرادها من الخارج".
وحسب سليمان محمد سعيد فإن "المياه الثقيلة من السليمانية ومخلفات المستشفيات والمنطقة الصناعية تصب جميعاً في خزان سد دربندخان، ومنه إلى نهر سيروان، ونحو 30% منه يذهب إلى سد ديوانه".
وعن عدد الذين يستخدمون مياه سد دربندخان للاستخدام المنزلي، قال سعيد: "ربما تبلغ نسبة من يستخدمون هذه المياه 5%، وهؤلاء هم الذين ليست عندهم إمكانيات مادية أو سيارات لجلب الماء (من الينابيع)".
الخبير في الموارد المائية، دياري علي، الذي كان من ضيوف برنامج (مع رنج)، أكد أن الماء عندما لا يكون صالحاً للشرب، يكون غير صالح لكل الاستخدامات المنزلية "فالاستخدامات المنزلية تختلف عن تلك الزراعية أو الصناعية... وعندما لا يكون الماء صالحاً للشرب لا يكون صالحاً للطبخ والاغتسال وغير ذلك من الاستخدامات المنزلية".
وأوضح علي أنه "في كثير من الأحيان قد يكون الماء نظيفاً ولكن حفظه في خزانات على سطوح المنازل يؤدي إلى تلوث بايولوجي أو كيمياوي... وغلي الماء لا ينفع عندما يكون الماء ملوثاً بعناصر ثقيلة أو مواد عضوية ضارة".
وعزا الخبير في الموارد المائية، دياري علي، تلوث الماء وعدم حماية مصادره إلى عدم تطبيق القانون "هناك قانون عراقي صدر في العام 1967 تحت مسمى قانون استصلاح وحماية المياه... على الجهات المعنية في الوزارات وأصحاب القرار أن يعملوا على حماية مياه الأنهار نوعياً فلا يمكن أن تصب مجاري مياه الصرف الصحي في الأنهار بدون معالجة".
وأشار مدير بيئة السليمانية، ديار شيخ غريب، لدى مشاركته في برنامج (مع رنج) إلى أنه يجب أن يمر المياه السطحية كافة بخمس مراحل معالجة قبل أن تصب في شبكة توزيع مياه الشرب، وفي الفترة من شباط 2019 إلى كانون الثاني 2020 "أخذنا عينات من ثلاثة أعماق مختلفة من مياه بحيرتي دوكان ودربندخان، ووجدنا أنها صالحة بحسب المعايير العراقية للمياه السطحية، لكن هذا لا يعني أنها صالحة للشرب، أي أنه لا ينبغي أن تذهب مباشرة وبدون معالجة إلى شبكات توزيع مياه الشرب".
وذكر ديار شيخ غريب أن "الإدارة البيئية ضعيفة، ليس في السليمانية وأربيل ودهوك وحدها بل في كل العراق، فمياه مجاري الصرف الصحي لا تعالج والمخلفات الصلبة لا تعالج.. البيئة ماضية باتجاه تلوث سريع".
وقال مسؤول قسم المختبرات في صحة دربندخان، دلشاد محمد، إن فحوصاتهم للمياه التي تذهب إلى المواطنين عبر شبكة توزيع المياه بينت أن "الماء من الناحية الفيزياوية صالح، إلا في فصل الخريف حيث يفقد كل صفات الماء ويتغير لونه وطعمه ورائحته".
أما من الناحية الكيمياوية، فقد بيّن دلشاد محمد: "أقولها بأمانة، لم نعثر حتى الآن على دليل بأن ماء دربندخان يحتوي على مواد تسبب أمراضاً قاتلة، ونسب البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم طبيعية، ومن دواعي السرور أن ماءنا نظيف بنسبة 90 إلى 95%".
وأردف أن المشكلة لا تكمن في تلوث الماء "فالمياه تتلوث في كل العالم، لكن مشكلة دربندخان هي أن نعالج هذا الماء الملوث ونوصله إلى المواطن نظيفاً... ومن بين 13 فحصاً بكتيرياً ظهرت نتائج 10 أن الماء صالح للشرب، وفي شباط أجرينا 12 فحصاً أظهرت نتائجها جميعاً أن الماء صالح للشرب، لكن فحوصات شهر آذار غير مبشرة، فقد أظهرت نتائج تسع فحوصات من أصل 13 أن الماء غير صالح للشرب، وفي نيسان كانت نتائج 12 من أصل 13 من الفحوصات تقول إن الماء غير صالح".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً