رووداو ديجيتال
يرى عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني والنائب السابق عبد السلام برواري أنه من الضروري تفعيل برلمان إقليم كوردستان وتسمية رئاسته ولجانه قبل الإعلان عن تشكيل الكابينة العاشرة من حكومة الإقليم.
وقال برواري لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الأحد (23 شباط 2025): "اللجنة المكلفة من قبل الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، لتشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان، أعلنت لأكثر من مرة عن تفاؤلها بالاتفاق على غالبية النقاط الخلافية. وهنا نسأل: إذا كانت الأمور وصلت إلى هذه الحدود، فلماذا لا يتم تفعيل برلمان الإقليم ليتفاءل الناس بقرب تشكيل الحكومة؟" مضيفاً أن "موضوع تفعيل البرلمان أكثر يُسراً من تشكيل الحكومة، حيث يتم ترشيح رئيس البرلمان من قبل الحزب الفائز ثانياً في الانتخابات، الاتحاد الوطني، ويكون نائبه من الديمقراطي الكوردستاني، بينما تُسند أمانة السر إلى إحدى المكونات، ثم يتم تسمية اللجان، وهذا أمر مهم".
وأقر برواري بوجود "اختلافات في وجهات النظر في مباحثات تشكيل الحكومة، والنقطة الرئيسية أن قيادة الاتحاد تصوّر للجمهور بأنها ما زالت القوة الموازية للديمقراطي إن لم تكن الأقوى. لكن نتائج الانتخابات المتتالية في الإقليم، ومنذ أربع دورات انتخابية، تظهر العكس، ولهذا، قبل مشاركتهم في الحكومة، يفتعلون هذه العراقيل التي نشهدها، وهذا حدث في الانتخابات الماضية أيضاً، حيث يقدمون طلبات تعجيزية، ويعلمون في النهاية أنه ليس هناك مفر من أن الحزبين يجب أن يشكلا الحكومة، وسنرى في النهاية أن الديمقراطي سيتنازل عن بعض المناصب لهم بعيداً عن استحقاقهم الانتخابي، لأن ما يهم البارتي هو تشكيل الحكومة واستقرار الأوضاع السياسية في الإقليم".
وكشف برواري عن أن "كل ما يقوله الاتحاد الوطني بشأن حصولهم على مناصب معينة هو للاستهلاك المحلي... قانونياً، الحزب الفائز في الانتخابات، الديمقراطي، هو المكلف بتشكيل الحكومة، شئنا أم أبينا، وهو من سيعرض مرشحه لرئاسة حكومة الإقليم. لذلك، يحصل البارتي على مناصبه استناداً إلى حقه الانتخابي، لكنه، وكما حدث في الانتخابات السابقة، سيتنازل عن بعض الوزارات لصالح الاتحاد الوطني. وفي النهاية، ستتشكل الحكومة بين الديمقراطي والاتحاد الوطني، وأعتقد أن الحزب الاشتراكي سيشارك أيضاً، بينما أعلنت بقية الأحزاب يوم الانتخابات عدم مشاركتها في الحكومة".
وأعرب النائب السابق في برلمان إقليم كوردستان عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، عبد السلام برواري، عن أن "الأمر الرئيسي هو بناء ثقة عالية بين الحزبين. حالياً، وبصراحة، نعاني من عدم وجود ثقة، وهذا سبب غالبية المشاكل". موضحاً: "أن آثار العلاقة الطويلة بين الحزبين، والتي شهدت مراحل مؤسفة، لا تزال موجودة، وبعد رحيل السيد جلال طالباني، اتخذت القيادة الجديدة للاتحاد بعض المواقف التي لم تمنح الأمل في الاتفاق على النقاط المشتركة أو تبني موقف موحد في بغداد، مع الأسف الشديد".
وكشف برواري عن أن "الشراكة الحقيقية تعني أن كل حزب يجب أن يتصرف حسب وزنه الانتخابي، لكنهم يريدون الحصول على 50% من المناصب حتى وإن كان لهم مقعد واحد في البرلمان، كما صرّحوا سابقاً، وهم يسعون إلى ذلك. وبالنهاية، سيحصل هذا تقريباً، حيث سيحصلون على رئاسة البرلمان ونائب رئيس الوزراء وست وزارات، وهم يعلمون أن الديمقراطي سيتنازل عن وزارة أو وزارتين مقابل عدم تأخير العملية السياسية الوطنية في تشكيل الحكومة. وأعتقد أنهم سيحصلون على أكثر من وزنهم الانتخابي، وسيحققون ما يريدونه".
وأوضح برواري: "حسب المعلومات المؤكدة، فإن نيجرفان بارزاني سيبقى رئيساً للإقليم، ومسرور بارزاني رئيساً للحكومة، وليس هناك مرشح أفضل من قوباد طالباني كنائب لرئيس الحكومة، وأعتقد أن شالاوة كوسرت رسول سيكون رئيساً للبرلمان".
واختتم حديثه قائلاً: "إذا أراد الاتحاد الوطني أن تكون الحكومة المقبلة متماسكة وأن يكون له دور مؤثر، فيجب أن أشير هنا إلى ما تم إبلاغهم به من قبل الديمقراطي الكوردستاني، وهو أنه ليس من المعقول أن يكونوا صباحاً في الحكومة ومساءً في المعارضة".
يذكر أن الحزبين، الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، عقدا اجتماعاً في مقر المكتب السياسي للاتحاد الوطني في السليمانية، أمس السبت (22 شباط 2025)، تركز على "عرض ومناقشة تقرير اللجنة المشتركة للطرفين، والذي تضمن الرؤية السياسية والإدارية والخطوات المتعلقة بتشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان والمؤسسات الأخرى".
وترأس وفد الحزب الديمقراطي الكوردستاني هوشيار زيباري، بينما ترأس وفد الاتحاد الوطني الكوردستاني قوباد طالباني. وأكد الطرفان في بيان لهما استمرار اجتماعاتهما "من أجل تعزيز التفاهم المشترك وصياغة برنامج مشترك مقبول لمصلحة مواطني إقليم كوردستان".
وحسب البيان، كان اجتماع الحزبين إيجابياً، وشهد "عرض ملاحظات وفدي التفاوض من كلا الجانبين، ومناقشة آليات مناسبة لإعادة التنظيم والاتفاق على جميع القضايا".
بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات، وأكثر من شهرين على الجلسة الأولى للدورة السادسة لبرلمان كوردستان، لا تزال الأطراف السياسية غير قادرة على التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب رئاسة البرلمان، ورئيس إقليم كوردستان، وتشكيل الحكومة العاشرة.
بحسب نتائج انتخابات برلمان كوردستان التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق في (30 تشرين الأول 2024)، حصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على 39 مقعداً، والاتحاد الوطني الكوردستاني على 23 مقعداً، والجيل الجديد على 15 مقعداً، والاتحاد الإسلامي الكوردستاني على 7 مقاعد، وتيار الموقف الوطني على 4 مقاعد، وجماعة العدل الكوردستانية على 3 مقاعد، وجبهة الشعب على مقعدين، وتحالف إقليم كوردستان على مقعد واحد، والتغيير على مقعد واحد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً