رووداو ديجيتال
أعلن عبد اللطيف أحمد، الشخصية السلفية البارزة في إقليم كوردستان، أن ما قامت به حركة حماس في (7 تشرين الأول 2023) ضد إسرائيل "كان خطأً وليس نصراً"، مضيفاً أن "النصر هو أن تحفظ دماء المسلمين في حرب تعلم أنها لن تثمر".
عبد اللطيف أحمد، خطيب مسجد بهشت، حلّ ضيفاً على برنامج هيوا جمال على رووداو، اليوم الخميس (23 كانون الثاني 2025)، حيث أجاب عن أسئلة تتعلق بالقضايا الراهنة، من بينها قانون الأحوال الشخصية العراقي، الذي صوت البرلمان العراقي على تعديله يوم 21 كانون الثاني الجاري.
بشأن وقف إطلاق النار في غزة، اعتبر أن "الحقائق شوهت كثيراً ووجهت إلينا تهم كثيرة غير عادلة، هناك أشخاص يروجون للدعاية والأكاذيب والافتراءات، وهم يعتبرون أنفسهم قادة ورواداً، هؤلاء ليسوا أناساً عاديين، بل هم حملة شهادة دكتوراه ودعاة وملالي الأحزاب الإسلامية، كل واحد منهم وجه إلينا تهمة، فقط لأنني قلت إن حماس أخطأت في هجومها، وذلك ليس من أجل اليهود، بل من أجل مسلمي غزة".
لا يتقبلون نقد حماس
"لقد نشأت ثقافة يُسمح فيها أن تقول إن معركة أُحُد فشلت بسبب أخطاء صحابة النبي، لكنهم لا يتقبلون أن تقول إن حماس، أو الجماعة قد أخطأت"، أضاف عبد اللطيف أحمد.
في هذا السياق، رأى أن ما قامت به حماس، "تم بدعم من إيران وحزب الله اللبناني والأسد والحوثيين"، نافياً أن يكون قصده من هذه التصريحات دعم إسرائيل،
أن "إسرائيل محتلة وظالمة" و"تقوم بأعمالها بمبرر أو بدونه، لكن لا يجب أن نعطيهم المبررات لأفعالها"، قال عبد اللطيف أحمد، مذكّراً أنها "لم تستطع إلحاق الضرر بمسلمي غزة خلال عشرات السنين الماضية، بقدر ما حدث في هذه الحرب".
"النصر والإخلاص هو حفظ دماء المسلمين"
حول ما إذا كانت حماس قد انتصرت في هذه الحرب، قال إن "النصر والإخلاص هو أن تحفظ دماء المسلمين في حرب تعلم أنها لن تثمر، القتال ضد إسرائيل واجب، لكن عندما تعلم أن له ثمرة".
بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، استقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي معلناً تحمل "مسؤولية فشل هجوم 7 أكتوبر"، كما اعتبر عدد من القادة الإسرائيليين الآخرين وقف إطلاق النار هزيمة لبلادهم.
في هذا الصدد، رأى عبد اللطيف أحمد أن "إسرائيل تقول إنها هُزمت لأنها لم تحقق نصراً بنسبة 100٪ ولم تستطع تحقيق مطالبها، فهم غير راضين لأن غزة ما زال فيها أناس وما زال فيها بعض العمران، لكن قارن الآن بين غزة وتل أبيب، كم هو الفرق".
وأردف أن "ما يحدث الآن، وقف إطلاق النار هو صلح، لماذا عندما قالت كل تلك الدول السنية والعلماء في السابق دعونا نمنع الحرب ويستمر الصلح، في البداية قالوا لا، الصلح مع الكافر ردة عن الدين. قبل أن تُدمر غزة ويُقتل كل هؤلاء المسلمين، كان الصلح مع إسرائيل خيانة وجريمة، والآن بعد أن عقدوا الصلح أصبح هذا نصراً؟".
وتابع أن "ثقافتهم هي أنه عندما يحاربون يجب أن تقول إنه جهاد، وعندما يعقدون صلحاً يجب أن تقول إنه نصر، نحن لسنا ببغاوات، لدينا عقول والله تعالى منحنا العلم".
رداً على أولئك الذين فسروا تصريحاته في الأيام القليلة الماضية وهاجموه، تساءل: "لماذا لا يفعلون مثلي عندما أقول بالدليل إن حماس أخطأت، لماذا ليس لديهم هذا القدر من الأدب ليقولوا لي بالدليل إنني مخطئ؟ بدلاً من ذلك يكفروننا! أنا أكثرهم سعادة بوقف الحرب، قلت منذ البداية يجب أن تتوقف هذه الحرب لأنها خطأ، الآن وصلوا إلى رأيي الذي قلته قبل مقتل 50 ألف مسلم، لكن ما يقولونه اليوم عن أن وقف الحرب نصر، كان في ذلك الوقت كلامي خيانة بالنسبة لهم، والآن كلامهم نصر".
أضاف "يجب أن نميز بين أهل غزة وحماس، نحن قلقون على أهل غزة الذين عانوا كل هذا بسبب قرار خاطئ، لكننا نعارض سياسة حماس".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً