رووداو دیجیتال
كانت لمشهد أخذ علم كوردستان من شاب كوردي في المباراة النهائية لكأس الخليج 25 بالبصرة، أصداء كبيرة، وروى الشاب قصة ما جرى لرووداو.
آزوان آري فوزي، 25 سنة، من أهالي السليمانية، استقل الطائرة مع أصدقائه يوم الخميس (19 كانون الثاني 2023) قاصداً البصرة لحضور المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج 25، ووصل إلى مطار البصرة ظهراً، وبسبب الزحام والتدافع وامتلاء الملعب، توجه مع أصدقائه إلى ملعب الميناء لمشاهدة المباراة من هناك مع الآلاف من المشجعين عبر الشاشات الكبيرة المنصوبة هناك.
روى آزوان آري قصة ذلك اليوم لشبكة رووداو الإعلامية قائلاً: "أخذت معي علم كوردستان من السليمانية، وبعد هبوطنا في مطار البصرة قصدنا الملعب مستقلين سيارة أجرة، وبعد خروجنا من المطار نشرت العلم على كتفي وكان معي طوال الوقت".
وأضاف آزوان آري وهو خريج معهد علوم الكمبيوتر: "كان أهالي البصرة مرحبين للغاية وكرماء، وحيثما رأونا نحمل علم كوردستان، كانوا يأتون ويلتقطون الصور معنا ويرحبون بنا ويكرموننا، وفي بعض الأماكن كان هناك تزاحم على الطعام فكانوا يقولون لنا لا تقفوا في الصف فأنتم ضيوف بل كانوا يرفضون استيفاء ثمن الطعام منا".
دخل آزوان آري وصديق له ملعب الميناء في الساعة 03:30 بعد الظهر، ويقول: "كان هناك صف طويل للدخول، وعندما علموا أننا كورد أدخلونا، اتخذنا لأنفسنا مجلساً في الملعب في مكان يسهل منه التقاط صور جيدة".
يقول آزوان آري إنه كان يضع علم كوردستان على كتفه في الملعب كما كانوا يحملون علماً عراقياً، التقط كثيرون صوراً تذكارية معه وطلبوا منه اسم حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي ليضيفوه كصديق "كما كانوا يطلبون إرسال الصور لهم ليحتفظوا بها كتذكار".
بعد مرور نحو 30 دقيقة على بدء المباراة، جاء أحد الحرس إلى آزوان آري وطلب منه أن يسلمه علم كوردستان: "وكان يقف في الخلف شخص يبدو أنه من المشرفين، يأمر الحارس بأن يأخذ مني علم كوردستان، فسألته: لماذا وهل هو ممنوع؟ وعزمت أن لا أسلمه العلم وأضعه في حقيبتي، لكنه أبى إلا أن يأخذه مني".
ثم يسترسل آزوان آري في الكلام: "شعرنا بضيق شديد من ذاك الحادث، كان هناك في الأسفل البعض الذي فرح بأخذ العلم منا، لكن أكثر من عشرة أشخاص جاؤوا يواسوننا وقالوا لا تهتموا لأمرهم فهؤلاء فاشيون عنصريون لا يستحقون الاهتمام، فقلت لو أن هناك عذراً يسوغ أخذ العلم منا فلا ضير، لكن لماذا فعلوا ذلك؟".
بعد مرور دقائق، حسب آزوان، عاد أحد عناصر الأمن وأعاد لهم علم كوردستان: "سألونا من أين أنتم؟ قلنا من كوردستان وقد جئنا من السليمانية، فقال ظننا أنكم من كورد إيران أو من PKK لأن أولئك إرهابيون ولا يسمح لهم بالدخول إلى هنا".
يضيف آزوان آري: "بعد أن أعادوا إلينا العلم، قبّلت العلم ووضعته على رأسي، فقوبل هذا بالتصفيق من جانب البعض بينما امتعض آخرون من ذلك".
ووفقاً لآزوان، قيل لهم هناك إن الأعلام المسموح برفعها في بطولة كأس الخليج هي أعلام الدول الثمان المشاركة في البطولة فقط، والأعلام الأخرى ممنوع رفعها "وفي حال حدوث ذلك سيتعرض الملعب لعقوبة".
واستدرك آزوان آري أنه بعد أن أخذوا منهم العلم، ذهب عدد من الشباب من أبناء ناحية طقطق إلى الحراس وتحدثوا إليهم "وقد أعيد لنا العلم بفضلهم".
ثم يقول آزوان آري إنه تعبيراً عن الاعتذار، طلبوا منا بعد إعادة العلم إلينا أن "نذهب إلى مقاعد الشخصيات المهمة، لكننا قلنا إن موقعنا جيد، فقالوا ماذا تطلبون لنقدمه لكم؟ قلت أريد أن تأخذوني لألتقط صورة مع المعلق العربي البارز خليل البلوشي، فوافقوا على طلبي واقتادوني بين ألف شخص إلى خليل البلوشي الذي كان منشغلاً حينها بالتعليق على المباراة والتقطت صورة سيلفي معه".
بعد انتهاء المباراة، استقل آزوان آري وصديقه القطار متجهين من البصرة إلى بغداد التي أقاموا فيها يوماً قبل العودة إلى السليمانية.
التجربة التي خاضها آزوان وترحيب أهالي البصرة به أثرا عليه ويقول: "بعد زيارتي هذه إلى البصرة، ستختلف طريقة تعاملي وتتحسن مع العرب وخاصة مع أبناء البصرة".
وصرحت المتحدثة باسم كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس النواب العراقي، أمس الأحد، لرووداو بأن وزير الداخلية العراقي أبلغها بأنهم يبحثون على المواطن الكوردي الذي منعه مواطنان عربيان من رفع علم كوردستان في ملعب البصرة، ويجب تقديم اعتذار رسمي له.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً