رووداو ديجيتال
طالب مزارعون كورد، الحكومة بإقليم كوردستان، بتصدير محصولهم من البطاطا الى خارج البلاد، وذلك اسوة بمحاصيل زراعية اخرى تعمل حكومة إقليم كوردستان على تصديرها الى الخارج.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء موسم حصاد محصول البطاطا في مزارع إقليم كوردستان، مؤخراً.
شبكة رووداو الإعلامية، رافقت اليوم الخميس (22 حزيران 2023)، مزارعين في قضاء "بَردَرَش" التابع لمحافظة دهوك، الى مزارعهم للإطلاع على الأوضاع ومعرفة كيفية سير العمل مع بدء موسم الحصاد.
تعرف منطقة "بَردَرَش" بانتاجها لأجود أنواع البطاطا وبكميات كبيرة، حيث تتقدّم على باقي مناطق اقليم كوردستان والعراق من حيث كمية ونوع الانتاج، لكن مزارعي المنطقة يشكون تدنّي سعر المحصول وصعوبة تصريفه في الأسواق.
ويترواح سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا المنتجة محلياً بين 180 و250 ديناراً.
وصرحت مديرية زراعة دهوك أن كمية البطاطا المنتجة محلياً وصلت الى 400 ألف طن، هذا العام.
سليمان عبد القادر أحد الفلاحين من قرية "سماوة" يشتغل بزراعة البطاطا منذ 10 سنوات، قال لشبكة رووداو الإعلامية إن "الانتاج زاد خلال العشر سنوات الماضية، وذلك يوفر ربحاً جيداً للفلاحين، لكن البطاطا المستوردة من الخارج تتسبب في كساد المحصول المحلّي بالتالي خسارة الفلاحين لأموال طائلة".
وذكر ان "التجار يقومون باستيراد البطاطا من دول الجوار (تركيا) قبل إصدار قرار حظر الاستيراد، وتخزينها في برادات ليقوموا بعرضها مع منتجنا المحلّي في الاسواق بنفس الوقت"، مشيرا الى "فرق كبير في نوعية البطاطا المنتجة محلياً مع تلك المستوردة من الخارج".
وتابع أن "الكورد لا يستهلكون البطاطا بكثرة، بعكس السكان في مناطق وسط وجنوب العراق، لذا نقوم بتصدير براد كامل ( 24 -25 طناً)، يومياً، الى بغداد واسواق الوسط والجنوب".
فيما دعا فلاح آخر بنفس القرية حكومة إقليم كوردستان الى مساعدتهم في تأمين برادات خاصة لحفظ محاصيلهم من البطاطا، كون نصب البرادات عملية مكلف بالنسبة للفلاحين.
حسب قول الفلاحين فإن حفظ طن واحد من البطاطا في برادات، يكلف نحو 3000 دولار، بعد ان كان السعر لا يتجاوز 1800 دولار، لكن استيراد التجار للمحاصيل وزيادة الطلب على التخزين ساهم في رفع الأسعار اكثر.
من جانبه، اشار الفلاح صالح مولود الى مخاوف الفلاحين من فقدان فرص الزراعة العام المقبل، بسبب ارتفاع أجور الأراضي، داعياً الحكومة الى تأمين مساحات محدّدة لزراعتهم.
وقال إن "ارتفاع أجور الاراضي، والوقود (كازاويل)، والعمال، يثقل كاهل الفلاحين، ويزيد التكاليف عليهم، ما يعرض زراعة البطاطا في المنطقة الى الخطر. في حين تعتمد زراعة البطاطا بنسبة 80% على الطاقة الكهربائية وزراعة الطن الواحد منه يكلّف أكثر من 6 ملايين دينار"، موضحاً: "في حال وصول سعر الكيلوغرام من المحصول لما دون 300 دينار يتعرض الفلاح للخسارة، والآن يبلغ السعر اقل من 250 دينارا بسبب احتكار التجار للسوق".
صالح مولود ذكر انه "لا يمكننا تخزين البطاطا كذلك لا يمكننا تصديره الى خارج الإقليم، إن إرسال المحصول الى اسواق الوسط والجنوب يشترط حملنا لهوية تحمل قيد الموصل، او تصريح من دائرة الزراعة يكلفنا نحو 200 ألف دينار (يشمل سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المركزية في بغداد)".
فلاحو قرية "سماوة" طالبو حكومة إقليم كوردستان بتصدير محصول البطاطا الى الأسواق خارج إقليم كوردستان.
بدوره، أكد تحسين سليمان مدير زراعة قضاء بردرش أن انشاء مخازن لحفظ محصول البطاطا عملية مكلفة، لافتاً لمواصلتهم العمل في توفير البرادات، وان دائرته تصدر يومياً اكثر من 200 تصريح لتصدير المحاصيل الزراعية الى مناطق الوسط والجنوب.
ويشكّل تطوير القطاع الزراعي ودعم الفلاحين الكورد، كذلك تسويق المحاصيل الزراعية المنتجة محلياً، أحد اهتمامات حكومة إقليم كوردستان، حيث عقدت خلال الأشهر الاخيرة اتفاقات مع شركات عربية وأخرى أجنبية أوروبية لتصدير محاصيل إقليم كوردستان الى أسواق دول الخليج وأوروبا، من بينها الرمان.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً