رووداو ديجيتال
يعد معبد "حزقيال" الذي يعرف بـ "المعبد اليهودي" في قرية شوش بقضاء عقرة في محافظة دهوك، من المواقع الأثرية المهمة في المحافظة، الذي يزوره السياح والطلبة لإجراء بحوثهم، حيث يعود تاريخه إلى 700 عام، وكان يقصده اليهود من سكان القرية للتعبد حتى بدايات القرن العشرين.
وكانت 40 عائلة يهودية تعيش في القرية مع المسيحيين والمسلمين سوياً، لغاية عام 1940.
يبلغ طول المعبد 14 متراً، وعرضه 7 أمتار، أما ارتفاعه فيصل لـ 5 أمتار، وفيه بوابة صغيرة تؤدي الى داخل الكنيس، ويقع قربه نبع معروف بـ "كانيا جوا – نبع اليهود".
مدير مديرية آثار دهوك، بيكس بريفكاني، قال لشبكة رووداو الإعلامية إنه "بدأنا بتسجيل الآثار عام 2012، كان يوجد 600 موقع أثري مسجل في عهد نظام البعث، وتمكنا من التعاقد مع ثلاث جامعات ألمانية وإيطالية وبولندية لتسجيل هذه الآثار، استطعنا معهم تسجيل نحو 2000 موقع أثري"، مشيراً إلى وجود عدد كبير جداً من المواقع الأثرية في محافظة دهوك لكن لم يتم تسجيلها جميعها بعد.
من جانبه، قال مدير آثار عقرة هيوا شمال لشبكة رووداو الإعلامية، إن هناك أكثر من 150 موقعاً أثرياً مهماً في القضاء، وكنيس حزقيال أحد تلك المواقع، لافتاً إلى حاجة المعبد اليهودي إلى الترميم.
هيوا شمال، أضاف أنهم قدموا عدة مقترحات ومشاريع حول عملية الترميم، وفي عام 2019 أجرى القنصل الأميركي زيارة إلى عقرة والمعبد، وتعهد بأن تتولى القنصلية الأميركية الترميم، مبيناً أنه بعد إكمال الإجراءات القانونية هذا العام سيتم البدء بعمليات ترميم الكنيس في الشهور المقبلة.
عبد الله ياسين، 80 عاماً، وهو من أهالي قرية شوش، تحدث لشبكة رووداو الإعلامية عن أصدقائه اليهود، إنه "عندما كنت طفلاً، لم أشعر باختلاف في اللغة بيننا، لأنهم كانوا كورداً ويتحدثون الكوردية، كما كانوا يرتدون الملابس الكوردية، لا أتذكر أن مشكلة حدثت بيننا يوماً، كان الجميع في قريتنا يعيشون بسلام، ويتبادلون الزيارات".
حول "كانيا جوا – نبع اليهود" أوضح عبد الله ياسين: "صحيح بأن اسمه كان نبع اليهود، وكان مقدساً عند أتباع الدين اليهودي بحكم قربه من المعبد، لكن المسلمين كانوا يستفيدون منه أيضاً".
المؤرخ أحمد صالح، من أهالي القرية، أشار في حديثه لشبكة رووداو الإعلامية، إلى أن القرية أثرية ويعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، حيث كان أتباع ديانات مختلفة يعيشون فيها سوياً، منهم (الميثرائيون، اليهود، الزرادشتيون، المسيحيون)، كما عاش فيها المسيحيون، اليهود والمسلمون قروناً دون مشاكل بعد الإسلام.
وأضاف أن "قرية شوش تشكل أحد أجمل نماذج التعايش المشترك في كوردستان، ولم تشهد مشاكل دينية واجتماعية طوال تاريخها".